أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الأديب والرحلات:أدب يكاد ينقرض في زمان سهولة وسرعة وسائل الانتقال














المزيد.....

الأديب والرحلات:أدب يكاد ينقرض في زمان سهولة وسرعة وسائل الانتقال


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 04:25
المحور: الادب والفن
    


الأديب والرحلات:

أدب يكاد ينقرض في زمان سهولة وسرعة وسائل الانتقال
"كل بلد كتاب"
عبدالوهاب شيخ سعيد

" قل لي كم بلداً زرت أقل لك كم واحداً أنت؟
أحدهم
إن من يعد إلى الأدب الإنساني، يجد أن أدباء كثيرين، استهوتهم مغامرات الرحلات في أصقاع المعمورة، وفي اتجاهاتها كافة، لتكون الرحلة مفتاحاً لاكتشاف ماهومثير، وغرائبي، حيث عوالم غريبة، وأطلس جغرافي مختلف، بل وشعوب ولغات وعادات وطبائع متباينة. ومن المعروف أن مثل هذه الرحلات التي كانت تتم في القرون الماضية، إنما كانت نتيجة دواع كثيرة، لدى من يقوم بها، أو المؤسسة التي ينتمي إليها، كما كان يتم في القرون الأخيرة الماضية، لأغراض استشراقية، معرفية، جمالية، أو لدوافع تجارية.
وبدهي، أن المغامرفي السفرمن مكان إلى آخر، كان مضطراً إلى أن يسيرعلى رجليه، قاطعاً مسافات هائلة، يكاد يعجز عن قطعها المرء الآن، في عصرالمركبات السريعة، من سيارات، وطائرات، أوأنها كانت تتم في أعماق البحاروالمحيطات، بغرض اكتشاف ما وراءها،من عجائب، وأسرار، تكاد تتماهى مع عالم السحر، نتيجة اختلافها عن المخيال الطبيعي لدى هذا الأديب، وإنسان محيطه الاجتماعي الأول.

وقد اعتبرت الرحلة، تحدياً من قبل الرحالة-أياً كان-للذات، ولحدود العلاقة مع الأمكنة، وأناسيها، وهي لم تكن لتتحقق إلا بعد المزيد من الجهود المضنية المتقاطعة مع الأخطارالحقيقية على حياته، لما تخبئه تلك المسافات المترامية التي يختصرها، من أسباب الهلاك، حيث تجتمع خطورة عوامل الطبيعة، في البروالبحر، على حد سواء وما يمكن مواجهته من مفاجآت دائمة من أهوال، و حيوانات مفترسة، بل وقطاع طرق، والقراصنة، ناهيك عما يمكن أن يتسبب عن نفاذ الطعام أو الشراب، من خطرحقيقي محدق، وهي جوانب طالما ذكرها الأديب الرحالة، في مروياته، كي يكون ذلك مدعاة الدهشة أثناء قراءتها،لاسيما عندما يواجه الموت المحتم، إلا أن سبل النجاة تتوافرله في اللحظة الأخيرة- في بعض ما وصلنا- سيان أكان ذلك في مواجهة لجج مياه البحرالمتلاطمة، أو القائمة اللامتناهية من دواعي وأسباب الخطر في متاهات ومجاهل الصحارى، والجبال، على حد سواء...!.

ولعل المكتبة العالمية تزخر بهذا الجزء النفيس من الأدب،الذي دونه الرحالة، أو دون لاحقاً على ألسنتهم في حالات قليلة، حينما يتماهى هذا الأدب بالأسطورة، والحكاية الشعبية، استطاعت أن تمد القارىء على امتداد قرون متتالية بمادةغنية، ثرة، يكاد يلتقي في حدودها الواقعي بالسحري، أمام تحد جد كبير، بزوال هذا النوع من الأدب، وإن كانت وسائل المواصلات السريعة التي يمكن أن تؤمن انتقال أي أديب كاتب، خلال ساعات من قارة إلى أخرى، وهوما لم يكن يستطيع الأديب-قديماً- تحقيقه في سنوات كثيرة، بل طالما كانت الرحلة سبباً في هلاك الأديب الرحالة، ماضياً بأسرار رحلته، من دون تحقيق الغاية المرجوة منها، وهوما يشكل خسارة كبيرة لأدب الرحلات...!.

وفي محاولة لتتبع أسباب خفوت بريق أدب الرحلات، بل واندثارها، فإنه يلاحظ أن الأديب في "عصرالسرعة"، متعدد الجوانب، لايزال يجد في الرحلة سبباً لاكتشاف المجهول، والمختلف، والمدهش، وإن كانت الثورة المعلوماتية باتت تؤمن للمرء، أينما كان، فرصة الرحلة الافتراضية، والانتقال في قارات العالم كلها، بل وسبربحارها، وأنهارها، ومحيطاتها، وارتقاء جبالها، و الذهاب أبعد من ذلك الارتحال حتى إلى الكواكب الأخرى، عبرإنجازات ثورة الاتصال، وهوما بات يقلل من دهشة التعرف على الأشياء، لأن الصورة الإلكترونية باتت تعوض عن قراءة أسفارالكتب، ما يأتي على حساب أدب الرحلات، ناهيك عن مسألة أخرى، وهي أن مشقة الانتقال من قارة إلى أخرى، والتي كانت تستغرق زمناً طويلاً، باتت تتحقق بسرعة هائلة،عبرالطائرة، وهوما يحرم الأديب من تناول جزئيات الرحلة، ومواجهة المزيد من تفاصيل المسافات، ما يقلل من قيمة رحلته...!

وإنه بالرغم مما سبق ذكره، من تحديات تواجه أدب الرحلات، فإن أدب رالرحلات الذي كتب في ماقبل من قبل الرحالة الأدباء، نثراً وشعراً، يظل كنزاً إبداعياً هائلاً، شكل صنفاً ذاخصوصية في عالم الأدب، وإنه في إمكان الأديب الجديد أن يحقق إضافات جديدة في ميدانه، مستفيداً من تضافرجوانب الثورة الراهنة، مواصلات واتصالات،لأن ذاكرة المكان ستظل مصدراً غزيراً للإبداع الإنساني...!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد تنسيقيات شباب الكرد يشعل شمعته الثانية1
- ثنائية الثقافة ووسائل الإعلام الحديثة
- أميربوطان في القصرالجمهوري
- الشاعرروائياً
- حرب التماسيح على الدم الفصيح
- في ردم الهوة بين النقد الأدبي والنص
- صناعة الماضي
- موَّال ديري*
- حقيبة الحكومة الأخيرة
- البريد الإلكتروني
- البريد الإلكتروني2
- مابعد الأدب؟.
- ثقافة البيئة.. ثقافة الحياة..!
- آزادي- أولى جرائد الثورة السورية تشعل شمعتها الثانية*1
- القصيدةوالكتابة الثانية
- سرديات مفتوحة على التحول:ثورات الربيع العربي تفرزأدبها الجدي ...
- بين القلم والكيبورد
- مشروع غسان تويني التنويري
- الطائرة1*....!:
- الطائرة....!:


المزيد.....




- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الأديب والرحلات:أدب يكاد ينقرض في زمان سهولة وسرعة وسائل الانتقال