أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - القصيدةوالكتابة الثانية














المزيد.....

القصيدةوالكتابة الثانية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3762 - 2012 / 6 / 18 - 09:38
المحور: الادب والفن
    



بعد انتهاء الشاعر، من الكتابة الأولى لقصيدته، فإن العلاقة بينهما لاتنقطع البتة، لأن هناك وشائج قوية تربطه بها، وهي بمثابة المولود الحقيقي له، لأنها صدى لروحه، ورؤاه، بل إنها تمثل شخصيته، في عمقها، وماعلاقة أي منا-الآن- بالشعراء الذين عاشوا قبلنا، إلا من خلال القصائدالتي تركوها لنا، إذ تتبدى لنا ملامحهم من خلال تلك الإبداعات، لأنها تعكس خصالهم، وصفاتهم، وقدراتهم، وأنماط حياتهم، بل وعلاقاتهم بمن حولهم، اجتماعياً، ونخبوياً، وغيرذلك الكثير. وهذا يعني أن الشاعرالمبدع، يعنى بقصيدته جيداً، ولايمكن أن يقدمها لمتلقيه، إلا بعد أن يطمئن أن هذه القصيدة، قد استوفت شروطها الفنية، وأنها قادرة على حمل خطابه الرؤيوي، إلى متلقيه، انطلاقاً من أن للفن أكثرمن رسالة، جمالية ومعرفية، في آن واحد.

وعملية كتابة القصيدة، تتطلب من صاحبها، الجهد والوقت الكبيرين، ليتم التفاعل الحقيقي،في مختبره الشعري، بين رؤيته الخاصة، وجمالية النص الذي يقدمه، وذلك لأن القصيدة، ليست مجرد شكل فني، كما أنها ليست مجردأداة معرفية،بل هي هذا وذاك، بالإضافة إلى أنها تجسد عالم الشاعر، وروحه،من داخلهما، عبرأدق تفاصيلهما، وهي فوق هذا وذاك، تحدد درجة رهافة موهبته، ومدى براعته في استخدام أدواته الإبداعية، بالإضافة حسن الذائقة،وغيرذلك من الشروط اللازمة لصناعة النص الشعري.

كما أن مواقف الشعراء، تختلف،عادة، من نصوصهم الشعرية، بعد عملية الانتهاء من كتابتها،حيث نجد شاعراً، يمت بوشائج قوية، مدهشة، تجاه نصه، ما أن يفرغ منه، يعودإليه بين الفينة والأخرى،على مداريوم أو أسبوع أوسنة، وربما أكثر،وتعتبرهذه العملية، دليل عافية، ضمن شرطها الطبيعي. ولقد كان هناك الشعراء الحوليون، الذين يكتبون قصائدهم، ويعالجونها لمدة عام كامل،وهي المسافة الزمنية بين مهرجاني حولين متتالين، كماهوحال سوق عكاظ،أوذي المجاز،والمربد وغيرها، من أسواق الشعرالتي سها عنها التدوين، وكانت موجودة،على مستوى البيئة الاجتماعية الواحدة، وضمن فضائها الخاص.

ولعلَّ النقاد، انتبهواإلى مسألة مهمَّة، وهي أن القصيدة، تكون ابنة الدفقة الأولى، وإن أو أي تدخل ولو طفيف، أو أي تماد من قبل صاحبها، في إعادة كتابتها، ، ليعدان انتهاكاً لبراءة القصيدة، وعفويتها، مادام النص الشعري نتاج تفاعل أدوات كثيرة،ضمن شرط زماني محدد، وإن الكتابة التالية للنص، لتعني المزاوجة بين نصين شعريين، كل منهما ينتمي إلى لحظته الخاصة التي لاتقبل أي إخلال بحرمتها.

وإذا كان من شأن الكتابات التالية للقصيدة،أن تضفي عليهالمسة جمالية، فإن من شأنها أيضاً، وفي ظل تجارب الكثيرين من الشعراء،أن تسيء إلى القصيدة،لاسيما عندما يتعدى التدخل الجديد، في كتابة القصيدة، ماهوجزئي، ليكون ذلك بمثابة إعادة كتابة لها،ما يوصل الأمرإلى حد الإسفاف، بل والتشويه بحق القصيدة، لأن القصيدة التي تكتب،في أزمنة مختلفة،قد تحقق الرصانة، والجمالية،لأول وهلة، بالإضافة إلى أداء الوظيفة المعرفية التي تعد-في رأي بعضهم-شرطاً من شروط الأدب والفن، بيد أنها تبدوأنى وضعت تحت مجهرالذائقة السليمة، مفتقدة إلى شيء مهم، ربماهوروح القصيدة، نفسها، وما أكثرمثل هذا الأنموذج..!
ولئلا نقسو-هنا-على من يعيد كتابة قصيدته، مرة أو أكثر، فإنه يمكننا التأكيدأن الخلق الأول، ربما يتعرض لتشوهات ما، نتيجة خلل معين، في أدوات الخلق، وإن إبقاء حبل هذه القصيدة،على غاربها، سيسيء إليها، و لابد من أن يستخدم الشاعرمبضعه، أمام ورم ما، أو استطالة ما، ظهرا في جسد القصيدة، أو أمام أونقص ما لوحظ فيه، على حين غرة ،ويتصرف كما يتصرف الآسي مع مريضه، إذ عليه بترماهوفائض، ومعالجة ضمورالعضوالذي بدا بعد ولادة الجنين، وأن يتم كل ذلك، وفق دراية، وحرص، وخبرة، من أجل ولادة قصيدة معافاة.

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرديات مفتوحة على التحول:ثورات الربيع العربي تفرزأدبها الجدي ...
- بين القلم والكيبورد
- مشروع غسان تويني التنويري
- الطائرة1*....!:
- الطائرة....!:
- ثلاثية العنقاء والرماد2-3-4
- ثلاثية العنقاء والرماد2-3:
- حدود المثقف
- خطاب لحظة ما بين السكين والرقبة:
- كيماوي الألفية الثالثة
- رسالة مفتوحة إلى الأصدقاء في الاتحاد الديمقراطي p.y.d
- جرعة الحرية: افتتاحية العدد الأول من جريدة- القلم الجديد-P&# ...
- ثلاثية العنقاء والرماد:1--نشيد الحفة-
- انقذوا جبل -الكرد-..!*
- أفق التحولات الكبرى
- خطاب سقوط ورقة التوت
- وقائع موت غير معلن*
- الفن التفاعلي:لوحة مفتوحة يشارك في رسمهاجمهورالمعرض
- مجزرة الحولة في عرض مسرحي لوزارة الكذب الخارجي
- حوارمع الشاعروالصحفي إبراهيم اليوسف


المزيد.....




- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...
- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - القصيدةوالكتابة الثانية