|
كيماوي الألفية الثالثة
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3752 - 2012 / 6 / 8 - 22:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدوأن بشارالأسد الذي يدفع لحياته بموت من حوله، ولاضيرلوكان ذلك الشعب السوري كله، وهي خصيصة الدكتاتورالجبان، عادة، وذلك على ضوء قراءة التاريخ، حيث أن دليلاً واحداً، كان يلزمه، ليؤكد شجاعته-وأنى له ذلك وهوفاقد الأسباب والأدلة جميعها هنا؟!- وكان ذلك يتجسد في أن يظهرعلى إحدى الفضائيات،أوفي مؤتمرصحافي، ويعلن على الملا، أنه غيرمستعد لهدرنقطة دم سورية واحدة، إذا كانت سوريا ودماء أهلها عزيزة عليه، وفي ما إذا كان من ذلك الصنف الوطني الذي تحدث عنه، في خطابه المتهتك الأخير، أمام ببغاوات ما يسمى بمجلس الشعب، ومهرجيه، بل إنه بذلك صنف نفسه، وكما يستحق بين اللاوطنيين، وهم الخونة بكل تأكيد، وهو الموئل الطبيعي لكل من يتسبب في بترغصن واحد، من شجرة الوطن، لا قرع الأجراس، والاستنفارمن أجل رصف المجزرة تلو الأخرى، وما حدث في قرية القبيرة"الآمنة" *التي سأشيرإليها في مقال لاحق،إلا مثال جديد، عن شبق التعطش للدم الآدمي، وافتدائه بنعيم كرسي الحكم، ما أن هدد. ولعل صفة الدكتاتورالتي حلم الأسد الصغير، بأن ينعت به، وذلك عندماقال ذات مرة، رداً على من اتهمه بسذاجته، في الحكم، وخلاصته: إلا أن هناك من يراني، في المقابل، دكتاتوراً!؟، ويبدو أنه كان جد معني، بأن يؤكد في المختبرالسوري، كمال دكتاتوريته، بما يرفعه إلى اللياقة بوراثة أبيه، وبشرط مؤسسة الفساد الدموية التي كانت معنية ب"صناعته"، وفق الشرط الوراثي المسبَّق، والموصوف. وفي استعراض، للانتهاكات التي تمت عبرعقد ونيف من وصول هذا الطاغية، إلى سدة الحكم، خلال الطريق اللاشرعي، وعبربوابة المؤسسة الأمنية التي فرضته،في إطارحمايتها لمصالح متواشجة، ذاتية، وإقليمية، ودولية، فإننا نجد التضييق على الحريات،والزج بأصحاب الرأي في السجون، وإطلاق أيدي أجهزة المخابرات، ومصادرة الحريات العامة، ومنع الإعلام الحر، وتصفية كل من يقول "لا"لنظام الحكم،واعتبارذلك خيانة وطنية، بالرغم من أنهاأبسط أشكال حرية الرأي، وتطبيق فحوى"عقد المواطنة" المطلوب. وطبيعي، أن من يكون في مثل هذا المقام، فإن سبيله إلى بسط حكمه، لن يكون إلا عبرخيارالاستبداد والقمع والعنف، وهوالخيارالذي لا مستقبل له، أياً كان شخص المعتمد عليه، لأنه خيارساقط، مهما كان إرث تعميده الدموي هائلاً، إلا أن الأسد الصغير، لم يرد، وبتوجيه بطانة الحكم الموروثة عن أبيه، أن يكون مجرد طاغية عادي، بل إنه راح يترجم ذلك، عبرالحديد والنار، بشكليهما الحقيقيين، لا المجازيين، ليكون الكلاشينكوف، إلى جانب الآربيجي، والهاون، والقنبلة. ولتكون الدبابة، إلى جانب المدرعة، والغواصة، والبرمائية، بل وطائرة الهليوكوبتر، والطائرة المقاتلة، وهي كلها أدوات لايمكن أن يستخدمها أحد، إلا دفاعاً عن ترابه من شبح محتل يريد محوه، لا في مواجهة من يريد أن ينشرالحرية والسلام في الوطن، بعد ثبات سقوط هذا النظام، معنوياً، من قبل شعبه، وهنا، أصعب أنواع السقوط، لأن أية مواربة أو مداراة، لإعادته إلى ماضيه، أمرفي عداد المحال، وهوما لايريد الأسد الصغيرتصديقه حتى الآن، غيرمدرك أن ما تركه من قتل وخراب ودمار وحرق، لايمكن أن يستقيم مع بقائه، ونظامه الراحلين لا محالة، لاسيما وأن هناك أربع سقطات لنظام حكمه، إحداهاشعبية، والأخرى وطنية، بالإضافة إلى السقطة العربية، والدولية، وهذا ما لايمكن إخفاؤه بأية وصفة، إقليمية، أودولية، تحتقرالدم السوري الطاهر، حتى ولوبحثنا عنهافي" روسيا" أوالصين"...! وما وصلني ليلة أمس، من خلال عدد من الناشطين، في التنسيقيات الكردية، في جبل الكرد اللاذقي-ووزعت الخبرعلى بعض وكالات الأنباء ومنها ميديا نيوز- وهو أن طائرات النظام قد رشت غازات ممنوعة،في منطقتهم-كما تم في منطقة الحفة وجبل صهيون، وربماغيرها من الأمكنة المماثلة-وهي من عداد الغازالكيماوي المحرم، ومن بينها س 516 وغيره: بالإضافة إلى إلقاء القنابل اللولبية في أماكن عدة، تكمل"عدة" الجريمة لدى الأسد الصغير، ونظامه، وتجعله في مصاف صدام حسين أوعلي الكيماوي-وكلاهما من كيماويي الألفية الماضية- إلى جانب غيرهما ممن أمروا أونفذوا قصف شعبهم بمثل هذه الغازات المحرمة، الأمرالذي يجعلنا أمام صفة أخرى ، هي"الكيماوي" للموصوف الأسد، ليكون "كيماوياً" بامتياز. ولكن، في ألفية جديدة، صارت هيروشيما وناغازاكي وحلبجة من جراحات التاريخ الماضي، وهذا ما ذهبت إليه شهادات بعض ممثلي التسيقيات، وقد قرأت عما يفعله هذا الغازبضحيته، عن طريق أحد شبان الثورة،أثناء تواصله معي، قبل عرضه، بوساطة الفضائيات التي نقلت الحدث. أن يكون بشارالأسد كيماوياً، تلك صفة اختارها، هوبنفسه،إذ لم يعد يهمه أية صورة له، سترتسم في" ذاكرة الأجيال" السورية القادمة، وهي تقرأ كتب التربية الوطنية الجديدة، طاهرة من اسم هذا الطاغية، وصانعيه، حيث سيستذكرتلامذة سوريا، ذات يومي سوري جد قريب،ثورتهم، وشهداءها، الذين ستحفرأسماؤهم، على لوحة الشرف الوطني، كي يشارإلى حفنة من مجرمين مارقين، لوثوا تاريخ المكان، فلفظهم، وشرأعمالهم، إلى الأبد.! *مقال قيد النشر
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة مفتوحة إلى الأصدقاء في الاتحاد الديمقراطي p.y.d
-
جرعة الحرية: افتتاحية العدد الأول من جريدة- القلم الجديد-P
...
-
ثلاثية العنقاء والرماد:1--نشيد الحفة-
-
انقذوا جبل -الكرد-..!*
-
أفق التحولات الكبرى
-
خطاب سقوط ورقة التوت
-
وقائع موت غير معلن*
-
الفن التفاعلي:لوحة مفتوحة يشارك في رسمهاجمهورالمعرض
-
مجزرة الحولة في عرض مسرحي لوزارة الكذب الخارجي
-
حوارمع الشاعروالصحفي إبراهيم اليوسف
-
كشكول أياري
-
وصية الكاتب
-
ركائز الحوار
-
القصيدة المغناة وساحات التحرير
-
نشيجُ الحولة نشيد التحول
-
دعوة من القلب لوحدة رسل الكلمة الكردية..!
-
عبدالرحمن آلوجي: لاترحل الآن ..!
-
السِّيرة الذَّاتيَّة: مفتاح لابدَّ منه لولوج عالم المبدع
-
أسس الحوارالثقافي
-
المقدِّمة الخاطئة:
المزيد.....
-
جيجي حديد تحتفل بعيد ميلادها الـ30 مع برادلي كوبر
-
الأردن.. إجلاء مئات السائحين جراء سيول جارفة في البترا
-
الداخلية السعودية تعلن عن غرامة مالية بحق كل من يقوم أو يحاو
...
-
مباحثات إيرانية سعودية حول التطورات في سوريا
-
إسرائيل تستعد لتصعيد هجومها على غزة وتستدعي الجنود الاحتياط
...
-
بعد هجوم بورتسودان.. مصر تؤكد ضرورة الحفاظ على مقدرات الشعب
...
-
عباس: نعمل مع السعودية والولايات المتحدة ودول أخرى على صيغة
...
-
ماكرون متهم بالتدخل في انتخاب البابا
-
السودان.. وميض مبهر تبعه انفجار يصم الآذان في بورتسودان (فيد
...
-
سلوفاكيا تستنكر تصريحات زيلينسكي
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|