أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - السِّيرة الذَّاتيَّة: مفتاح لابدَّ منه لولوج عالم المبدع














المزيد.....

السِّيرة الذَّاتيَّة: مفتاح لابدَّ منه لولوج عالم المبدع


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 23:32
المحور: الادب والفن
    



يعدُّ فنُّ السِّيرة الذاتية، من الفنون الأدبية الأكثرأهمية، بالنسبة للأعلام، سواء أكانوا في في مجال الثقافة، أو الفنون الإبداعية، أو في مجال السياسة، وغيرها من المجالات العديدة، حيث يسلط كاتب السيرة الذاتية الضوء على قضايا مهمَّة، تتعلق بحياته الذاتية، طالما كان المتلقي بحاجة إليها، ليكسر بذلك أي جداربينه وصاحب السيرة، وهوما يعد في نظرالنقد التقليدي، من الوسائل المهمَّة، لمعرفة حياة صاحب السيرة، وفهم عوالم إبداعه والمؤثرات الأهمّّ في شخصيته، في ما إذا كان شاعراً، أو روائياً، أو قاصاً، أو رساماً، أو مسرحياً، أو غيرذلك، وهكذا بالنسبة للناقد، والسياسي، وغيرهما من المشاهيروالإعلام.

وحقيقة، إن لفنِّ السِّيرة خصوصيته الجمالية، والفنية، والفكرية، لأنه يتضمن شهادات ذاتية، من قبل المبدع، عن بيئته، والمراحل الحياتية، المتنوعة التي عاشها، ومدى تأثير كل ذلك على الجانب السيكولوجي في نفسه، بل والأهمُّ من كل ذلك، أنه يساعد المتلقي، والناقد، في آن واحد، لمعرفة جوانب مجهولة، من حياة المبدع، لابد من الاطلاع عليها، كي يفهم، على ضوئها إبداعه، بل وليطلعوا، على خصوصية نشأته، والمؤثرات الكبرى التي تركت بصمتها على الخط البياني، لحياته الشخصية.

ومن هنا، فإن مبدعين كثيرين، وبكل لغات العالم، قد انتبهوا إلى هذه المسألة، وكتبوا جوانب من سيرتهم، وهي من نوع الكتب المطبوعة الأكثرإقبالاً عليها، وتلقياً لها، والأكثرمبيعاً من قبل دورالنشر، لاسيما إذا كان لصاحب السير ةوزنه، وثقله الإبداعيان، ومن هؤلاء الكتاب الذين كتبوا في هذا المجال، و كأنموذجين، فحسب: طه حسين في "الأيام" و سليم بركات في كتابيه السيرويين" الجندب الحديدي وسيرة الصبا"، حيث إننا نجد في أيام طه حسين، والمكتوبة بلغة بيانية، عالية، أسراراً شخصية، لم يكن بوسع أحد أن يدونها، أو يعرفها، لولاه، تتناول مجمل مراحل بيئته، وطفولته، ودراسته، وغيرها، كما أن بركات في كتابيه السيرويين، آنفي الذكر، تناول بيئة منطقة الجزيرة السورية، وتحديداً، مدينته"قامشلي" بكل تفاصيلها، وأوجاعها، ويومياتها، من حلم، وانكسار، وأفراح، وأتراح، ليكون الشاهد على كل عذابات ذويه، وأحلامهم، مقدماً بذلك، وثيقة فنية، نادرة، شكلت تحفة إبداعية حقاً.

وإذا كنا تحدثنا عن مثل هذين الأنموذجين، فإن عبدالرحمن بدوي كتب ضرباً مختلفاً من السيرة، اعتبره بعضهم مفاجأة لقرائه، وهوالفيلسوف، ومترجم الفلسفة اليونانية، لاسيما في ما يتعلق بمواقفه ممن حوله.

وفي ما لوعلمنا أن هناك، من الأعلام من قد تناول سيرته الشخصية، معلناً عن انتمائها الفني، صراحة، ضمن إطارفن السيرة، فإن هناك أدباء كباراً تناولوا جزءاً من سيرهم الذاتية، في أعمالهم الإبداعية، دون أن يشيروا علانية، على أنها جزء من حيواتهم، لنكون هنا، أمام سيرة ملتبسة، لايمكن الإشارة إلى انتمائها، إلى عالم الكاتب، وهومايتم على نحو واضح، في عالمي الرواية والقصة، وربما المسرحية، كما أنها قد تتم في عالم التشكيل، أوحتى الموسيقا، كما أننا على أي حال، لايمكن أن نفصل بين أي إنتاج إبداعي، لأي مبدع، وسيرته، لأنه العماد الفِقري، في هذا الإنتاج، ناهيك عن ذاته، المتوارية، لا محالة، في كل إبداعه، سواء أطلق حكم قيمة إيجابياً، أوسلبياً، في ما تناوله، أولا، لأن لا إنتاج إبداعياً بعيداً، عن شخص مبدعه، وإن كان لابدَّ ألا نحكم على النص الإبداعي، بمقاييسنا الأخلاقية، إلى درجة اعتبار، أن ما ينتجه المبدع إنما هو صورة فوتوكوبية عن عالمه، كأن نعد جريمة يقوم بها بطل رواية ما، على أنها جريمة المؤلف، حيث هنا، نكون أمام عسف وإسفاف، واضحين، وغيرمقبولين البتة.

وإذا كان هناك من رأى من النقاد التقليديين، أن معرفة عوالم المبدع مهمَّة بالنسبة لمتلقيه، ليكون ذلك بمثابة مفتاح ليولج بوساطته مناخاته، وطقوسه الشخصية، وطفولته الأولى، ومرحلة شبابه، وعالمه الإبداعي، وانكساراته، وأفراحه، وأحلامه، وإمكاناته، وغيرذلك، بغرض فهم إبداعاته، بالشكل المطلوب، على ضوء ذلك، فإن هناك-في المقابل- من رأى أنَّ النص َّالإبداعيَّ للمبدع، لايحتاج البتَّة، إلى أيِّ اطلاع على سيرته الشخصية، لأنَّ النصَّ هومن يقدِّم مفاتيحه، وإنه قادرعلى أن يعرف بإبداعه بأكثر، وإن معرفة تلك الجوانب الخاصة من حياة المبدع، قد تضلل المتلقي، وتقوده بعيداً عن خصوصية إبداعه.

ولابدَّ من الإشارة، أخيراً، إلى مسألة أخرى، وهي أن بعض النقاد، قد أشار، إلى مسألة تزويق بعض المبدعين، لسيرهم الذاتية، والتدخل في صياغتها، وإخفاء جوانب ما، والتركيز على أخرى، بل إن هناك، من قد يضخِّم دوره الشخصي، في أحداث شاهدها، وهي مسائل لا تخفف البتة، من قيمة لأدب السيروي، الذي يعد من الفنون الأكثرقرباً إلى متلقيها، كما هي الأقرب إلى شخص كاتبها نفسه..!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسس الحوارالثقافي
- المقدِّمة الخاطئة:
- تلفزيون2
- رابطة الكتاب والصحفيين الكرد ومنظمة صحفيون بلا صحف الفرنسية ...
- نصف الحقيقة2
- طهرانية الكلمة
- حوارية الكتابة والصورة
- قواسم الكردي العظمى:قراءة عاجلة في مدوَّنة باب -جامع قاسمو-
- أدباؤنا الراحلون: كيف نخلد ذكراهم؟؟
- سقوط المثقف
- النص الكامل لمحاكمة الشاعرة والشاعر:دفوعات الصوروإدانات الخي ...
- بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!
- الطفل والسياسة
- ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا
- أكرم كنعو في عليائه هناك..!
- سورياإلى أين؟ -2
- أول انتخابات ديمقراطية للكتاب السوريين وفوز أربعة كتاب كرد
- ثورة القراءة
- بين الصورة والصورة المعاكسة : الشرق والغرب مرة أخرى
- إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - السِّيرة الذَّاتيَّة: مفتاح لابدَّ منه لولوج عالم المبدع