أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثورة القراءة














المزيد.....

ثورة القراءة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 08:27
المحور: الادب والفن
    



لعله بات من المعروف جداً، أن المادة المكتوبة، على اختلاف الأوعية التقليدية، والإلكترونية التي تحتضنها، تتوجه إلى متلق ضمن دائرة افتراضية، مفتوحة، من المتلقين، ولايمكن لها أن تنتمي إلى المشروع الثقافي لمنتج المادة، أو مؤسسته التي يترجم رؤيتها، إلا عبرالمعني بالخطاب، وهوهنا المتلقي/القارىء الذي به تكتمل دورة القراءة الأولى، في الوقت الذي نجد فيه دورة أخرى للقراءة، موازية، تتم من خلال الأثرالذي يتركه الخطاب، في عملية ما بعد القراءة، على صعيد نشرالوعي والمعرفة، وتأصيل الإبداع، وحب الجمال.

وتتعدَّد مواقف الكتاب مما يمكن أن يصطلح عليه ب"دورتي القراءة" تبعاً لمواقفهم من وظيفة الكتابة، إذ هناك من قد ينظِّرلإلغاء الدورتين، في آن واحد- ولعلهما تكونان دورة واحدة- تحت دعوى أن المعول على الكتابة-بحسب رؤيته-لايتعدى إرضاء شغف وسؤال ذاتيين، ولايضع في عين الاعتبارأيَّ متلق لخطابه، وهوما اشتغل عليه هؤلاء الكتاب والفنانون الذين نافحوا عن شعار" الفنِّ للفنِّ"، بعيداً عن مثل تلك الوظيفة، وهو أمرمردود عليه، لسبب بسيط، مفاده أن من يضع إنتاجه الإبداعي بين يدي متلقيه، فهولم ينتجه من أجل نفسه، وهناك وظيفة ما لإبداعه، بل إن أي إبداع لايمكن أن يكتسب شرطه الإبداعي، من دون متلقيه، كما أن اللاوظيفية هي في نهاية المطاف وظيفة..!.

ولعل أية عملية كتابة، لايمكن أن تتمَّ بمعزل عن تصورمثل هاتين الدورتين،منفصلتين، أو متواشجتين، وإن كان الاهتمام بالأولى بادياً للعيان، وأن الدورة الثانية، يتمّ التركيزعليها، من قبل الكاتب المهموم بقضايا وطنه، وأهله، وهويسعى للمساهمة، في تقديم رؤية معينة، من دون أخرى، موظِّفاً ما يقدِّمه، كجزء من مشروع خاص، أو عام، بعيداً عن سِمة المشروع، وهل هوتكتيكي، أو استراتيجي، أيديولجي أو إنساني، وغيرذلك.

لقد بات كثيرون يعتقدون أن لثورة الاتصالات والمعلوماتية، و في التالي، هيمنة الصورة الإلكترونية الأثرالسلبي، على عملية القراءة التي باتت تنحسر-بحسب هؤلاء-بيد أن هذا الاعتقاد، قد يتزعزع قليلاً لو علمنا، أن هذه الثورة وسعت دائرة القراءة، بل أنَّها أوجدت نوعين منها، أولهما القراءة المتسطحة، السريعة، وهي قراءة الخبرالموازي للصورة الإلكترونية، وثانيهما القراءة العميقة، لافرق سواء أكانت المادة المقروءة إبداعاً، أو بحثاً، أوفكراً. وفي ما لوكانت القراءة السريعة هي الأوسع انتشاراً، فإننا نجد -في المقابل- أن مجال استقطاب أعداد لا متناهين إلى مجال القراءة العميقة مفتوح، هو الآخر،ولعلَّ الاستعانة بأية استبيانات للمقارنة بين أعداد القراء، ضمن الأسرة الواحدة، خلال عقدي تسعينيات القرن الماضي، والعقد الأول في الألفية الثالثة، ستضعنا أمام وقائع تثبت أننا أمام ثورة في عالم القراءة.

وإذا كنا نتحدث عن اختطاف الصورة الإلكترونية للمتلقي، كونياً، فإن هذه الصورة نفسها، لتحفزعملية القراءة التقليدية، والإلكترونية، بل إنها تتفاعل مع الكتابة، ولوفي حدود الإنتلجنسيا، وتكرسها، كما أنها نفسها بحاجة إلى البعد الكتابي.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الصورة والصورة المعاكسة : الشرق والغرب مرة أخرى
- إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة
- شخصية- الدسَاس- في الأدب
- أزمة -شخصية البطل-
- صناعة التفاؤل
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية
- عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف
- لابد من ارتقاء النقد إلى مستوى أسئلة حداثة اللحظة
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكرد بمناسبة الذكرى الثامنة لان ...
- فزَّاعة النقد
- بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية
- حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثورة القراءة