أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - شخصية- الدسَاس- في الأدب














المزيد.....

شخصية- الدسَاس- في الأدب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 07:40
المحور: الادب والفن
    


شخصية" الدسَاس" في الأدب



عالج الأدب، قديمه وجديده" لاسيما في حقول الملحمة والأسطورة و القصة، والرواية" تفاصيل الكثيرمن الشخصيات السلبية في الحياة الاجتماعية، وسلط الضوء عليها، وبين واقعها و ممارساتها، ودواعي هذه السلبية، وكيفية التعامل معها، وغيرذلك مما يخص كل شخصية منها على حدة.
والشخصية السلبية، في الفنون الأدبية على أنواع، ومن بين هذه الأنواع غاوي الجريمة، والجبان، والكذاب، والنمام، والدساس، وغيرها من الشخصيات غيرالسوية التي تشكل عالماً خاصاً بها، وهي موجودة في الحياة، كما هي موجودة في الأدب.

كما أن كل شخصية سلبية، يمكن أن تصنف من حيث دائرة تأثيرها على غيرها إلى صنفين، حيث هناك الشخصية السلبية التي لاتسيء إلا لنفسها كما حال شخصية الانطوائي ، بيد أن شخصيات مثل النمام، أو الدساس، أو الكاذب، تتعدى درجة إساءاتها الذات إلى الآخر، ولعل في العودة إلى التاريخ ما يجعلنا نقع على أمثلة كثيرة، إذ استطاع بعض هذه النماذج الأخيرة المشارإليها أن يشعل الحروب والفتن والمعارك، ليس في حدود أسرته، ومحيطه، بل على مستويات واسعة. إلى تلك الدرجة التي يمكن القول:" إن خلوأي مجتمع من أمثال هذه النماذج يعني عافيته، وإن ابتلاءه بأضراب هؤلاء يعني وهنه، وجعله عرضة للخلافات البائسة التي لا مناص منها البتة".

وتعد شخصية الدّسّاس إحدى أخطرالشخصيات السلبية في الحياة، لأن وجودها بين ظهراني أي مجتمع، يعني أن هناك احتمالاً دائماً من قبل هذه الشخصية لممارسة دورها الخطير، سواء أكان ذلك ضمن البيت، أو القرية، أو الشارع، أو الحي، أو المدينة. وسيغدو الدورأشد خطورة، في ما إذا توافرت لهذه الشخصية مكانة ما، من خلال إمساكها بزمام الأمورفي مؤسسة كبيرة، حيث سيكون الضررالناشىء أكبر، بل ستبلغ الخطورة حدها الأقصى، وذروتها، إذا كانت هذه الشخصية تملك منبرها الذي تنفث من خلاله بذورالشر، في أوسع الأمداء.

ولقد تناولت ملحمة مم وزين الكردية التي كتبها الشاعرالصوفي الكبيرأحمد خاني وترجمها محمد رمضان البوطي، شخصية الدساس"بكو"، الذي رسم من خلال حنكته في اللؤم والدسيسة النهاية المفجعة بين زين وحبيبها مم، ليموتا كمداً وحزناً، دون تحقيق زواجهما، وكي يكون مصيره القتل، والغريب أنه تم دفن العاشقين، في مرقد خاص بهما في مسقط رأسيهمافي جزيرة"بوطان" أو ابن عمرو" ومعهما بكونفسه.

ومؤكد أن شخصية"الدساس" الأكثرسلبية وخطورة، مدعاة شفقة ورحمة عليها، وإن من واجب المحيط الأسري، أو الاجتماعي لمثل هذه الشخصية دراسة الأسباب التي أدت بها إلى هذه الحالة التي يرثى لها، والمبادرة الفورية للحيلولة دون ممارسة عدوانيتها تجاه الآخرين، بسبب، أو من دون سبب، لأنها شخصية مريضة، ترى في انتشار الحب والوئام بين الآخرين خطراً عليها، ناهيك عن أنها تعد انتصارات الآخرين هزيمة لها، وهي تهدروقتها، وطاقاتها، من أجل زرع ثقافة الكراهية، ومن هنا، فإنه يتوجب على محيط هؤلاء المرضى الاستعجال لمعالجتهم مما هم فيه، وإقناعهم بخطورة ما يقومون به، ضد سواهم، حيث يمكن القول وباطمئنان" إن جميع أحقاد العالم وفتنه من صنع هؤلاء المرضى تحديداً".
إبراهيم اليوسف
[email protected] إ



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة -شخصية البطل-
- صناعة التفاؤل
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية
- عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف
- لابد من ارتقاء النقد إلى مستوى أسئلة حداثة اللحظة
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكرد بمناسبة الذكرى الثامنة لان ...
- فزَّاعة النقد
- بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية
- حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف
- سوريا تحترق...!
- مقاربة لفك لغز الموت
- رجل الرئة اليتيمة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - شخصية- الدسَاس- في الأدب