أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أزمة -شخصية البطل-














المزيد.....

أزمة -شخصية البطل-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 03:24
المحور: الادب والفن
    


استطاعت شخصية البطل أن توجد مكاناً مهمَّاً لنفسها، في الملحمة، والمسرحية، والقصة، والرواية، بل وفي السير الشعبية، والحكاية، لتكون محورجزء جدّ كبير من هذه النصوص الشعرية، أو النثرية، أو الشفهية، تؤثرفي الوعي العام جيلاً بعد جيل، بل تسهم في صناعة جبلَّة هذا الوعي، وفق مبدأ المزاوجة بين صورة البطل القديم، ولحظته الحالية، وإن كان العمود الفقري في هذه الصورة يكاد يكون ثابتاً، فالبطل يقود معركته، بمفرده، أو وسط الجماعة، ويبلي بلاء حسناً، محققاً النصرالباهر، لينعكس ذلك على مصيره الشخصي، أو مصائر الجماعة من حوله، وكلما كان النصرعاماً، كلما اعتبرت مأثرة البطل إرثاً لمجتمعه، وشعبه، وأمته، وقد ذكرالتاريخ أمثلة فذَّة، فريدة، للبطولات الخارقة،كي تبنى لهؤلاء الأبطال النصب والتماثيل في بلدانهم، وليحتلوا مكانة رفيعة في ضميرشعوبهم، كرموز عظيمة، يتذكرونهم، لاسيما أثناء المحن، والكرب، والشدائد، كي تستلهم منها الأجيال القوة، وتشحذ باستحضارها الهمم، وترتفع بأعمدتها العزائم، وهي تحاول أن تحذو حذوها، لمواجهة التحديات الراهنة، بأشكالها،المتعددة، ليصبح مفهوم البطولة متناسلاً، بل ومتعدد الأشكال، وإن كان أعلى أشكالها تتعالق بالأسطورة، والمعجزة.

وإذا كانت شخصية البطل هي الأصل، فإن هناك شخصية طفيلية موازية، تعتاش على جانبها، عادة، هي شخصية البطل المزيف، وهوالذي يمتلك طموحاً قد يبزَّ طموح البطل الحقيقي، بيد أنه لايمتلك أدوات البطولة، بل ليس لديه أي استعداد أن يتحمل تبعات ونتائج البطولة الحقيقية، لذلك فإن البطولة تشكل بالنسبة إليه"عقدة"عظمى، لايفتأ يدعيها، من خلال نسج حكايات خيالية وهمية، يعوض خلالها عن إحباطات الواقع، لاسيما وأن مدعي البطولة، هوعادة شخص مريض، وإن طاقاته أقل من طاقات الشخص العادي.

عادة، كانت دائرة تأثير الشخص الموهوم بالبطولة، ضيقة، ويتمّ التعامل معه، من قبل محيطه المحدود وفق حقيقته، إذ يتمّ جعله مصدراً للفكه والتندر، عندما يسرد أحلامه الوهمية، في اللقاء بشخصيات ذات سطوة وحضور، ومواجهتها، وإلحاق الهزيمة بها، بل ومنها من هو يعد بتحقيق إنجازات شخصية وعامة، كردة فعل على تهميشه، ودونيته، وما أكثرضحايا الوهم، في الواقع والحياة، ولعل في لجوء دونكيشوت إلى محاربة طواحين الهواء، أحد الأمثلة الصارخة عن هذا الأنموذج الجديربالرأفة والعلاج. بيد أن حدود دائرة تأثيرهذه الشخصية المدعية، الزاعمة، تلاشت تماماً، في عصرالثورة الإلكترونية، كي تستطيع دخول مرحلة جديدة، بفضل إنجازات التِقانة الهائلة، حيث باتت معرفة الدائرة الضيقة بحقيقته، لا تشكل أي عقبة كأداءأمام انتشاره، إذ يتم تزيينه، عبرجهاز الرائي، أو عبرالإلكترون، كبطل مخلص، تتطلع إليه الأنظار، عبرفضاء جد واسع، في أربع جهات الأرض، ليستطيع تحقيق الصورة التي طالماحلم بها، عبرالتاريخ، ولعلَّ الأسوأ من كل ذلك، هو أن شخصيته باتت تطغى على نحوجلي على شخصية البطل الحقيقي، هذه الشخصية التي قد تضيع في هذه الدوامة، لاسيما إذا وضعنا أمام عين الاعتبارأن ثورة التقانة باتت تقلل من جدوى شخصية البطل الحقيقي، لأن معطيات هذه الثورة باتت تنازع على دورالبطولة، لتكون البطولة مفهوماً شبه عام، لاسيما وإن ثورات الربيع العربي باتت تشير إلى كتل بشرية هائلة وكبيرة، تتوزع البطولة، على حدِّ سواء بين أفرادها، وذلك على ضوء توزع المصيرالجماعي بينهم، وهذه نقلةٌ مهمَّة في مفهوم تطورالبطولة، وأزمتها، لابدَّ من أن تتناولها دراسات خاصة، مستفيضة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة التفاؤل
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية
- عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف
- لابد من ارتقاء النقد إلى مستوى أسئلة حداثة اللحظة
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكرد بمناسبة الذكرى الثامنة لان ...
- فزَّاعة النقد
- بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية
- حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف
- سوريا تحترق...!
- مقاربة لفك لغز الموت
- رجل الرئة اليتيمة
- بيان للانسحاب من اتحاد الصحفين السوريين ووسائل الإعلام الرسم ...


المزيد.....




- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...
- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أزمة -شخصية البطل-