أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الحسكة ترحب بكم














المزيد.....

الحسكة ترحب بكم


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 01:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحسكة ترحب بكم

إلى إدريس أحمد رشو
وشهداء غويران

مرَّعام ويوم، من عمرالثورة السورية المجيدة، حسب التوقيت المتفق عليه، كساعة الصفرللثورة السورية، وإن كان النظام قد قدَّم أوراقه الثبوتية-كمجرم ضد البشرية-في محطات كثيرة، وكان الشعب الكردي في سوريا قد اكتشفوا ذلك، في 12 آذار2004، في أعلى صورها، مع أن النظام لم يخجل منذ وصوله إلى سدة الحكم، عن دمويته الرَّهيبة، وما اعتقال كل من كان يشكل خطراً عليه، ومن بيته البعثي، لمدد طويلة وصلت إلى ربع قرن ونيف، بالنسبة إلى بعضهم، وأكثرمن ذلك بالنسبة إلى آخرين قضوا في السجون، فما هذا وذاك إلا دليل على عنفه، ودمويته هذه، ومن هنا، فإن مقدمات الثورة السورية بدأت في شباط، في الوقت الذي كان النظام يحاول تقديم حقنة مخدرة للجماهير، من خلال إدعاء بشارالأسد أن "سوريا غيرتونس ومصر وليبيا" إلخ، إلا أن الشعب السوري الذي جل ثورات أشقائه، أكد له فعلاً أنه أكثرإصراراً من غيره، على استرداد حريته المغتصبة، وفي سقوط نبوءة بشارهذه ما يكفي لدفعه إلى تقديم استقالته، بل ولقد أزاد من التأكيد على برهان بلاهته عندما خرج، في إحدى خطبه العنترية، مبشراً أن كل شيء على مايرام، وكان ضرام الثورة يزداد، وكذا بالنسبة لإرادة الإنسان السوري، لأن المواطن السوري، لاتنطبق عليه سياسة مروضي النمور، بل إنه خدع إلى وقت طويل بأمَّات الأكاذيب الكبرى،التي لم يصدِّق في تحقيق واحدة منها، بل كان يطرحها لتخديرالداخل السوري.
ومنذ بداية الثورة، قسم النظام خريطة سوريا، إلى ثلاث مناطق، بعضهاساخن، كدرعا، وحماة، وديرالزور ومحافظة الحسكة"باستثناء مدبنة الحسكة" ومنها ما هونصف ساخن، مقابل مناطق باردة اعتبرالرقة وحلب والحسكة من عدادها، وإذا كان النظام قد تفاجأ ببعض المدن، حيث سقطت تصوراته، فإن مدناً كالرقة والحسكة باغتته، من خلال قوة الحراك الثوري فيها، وما الموقف البطولي لأهل حي الغويران الأبي في مدينة الحسكة، كما مواقف سكان حي الكلاسة أو قرية المفتي" الصالحية" أو الأحمدية، وهي موقف المدينة برمَّتها التي انضمت للإضراب العام، بعيد استشهاد الشاب البطل إدريس أحمد رشو، وهوصورة عن مئات الآلاف من الشباب السوري الثائر في المحافظة، والذي دعا النظام لحراسة "تماثيله" خوفاً منه.
هناك مسألة مهمة، وهي أن كل أساليب النظام، في التنكيل بمواطننا، أوحصاره، وزهق الأرواح عبرمجزرته المفتوحة منذ بداية الثورة وحتى الآن، لم تفده، في ثني إرادته، عن تحقيق هدفه المتمثل في إسقاط هذا النظام الأمني، وهويبدو لايريد أن يعرف مسألة مهمَّة، وهي إن استمرارالثورة، يعني أن هناك وراءها إرادة كبرى من قبل شعبنا السوري، لإسقاطه، وإن استمراراستمراء الدم، من قبله لايعني حتمية نهاية الثورة، وإنما ليعني حتمية نهايته هو، وإن نجاحه حتى الآن، في إشعال وطيس الفتنة –أنى أتيح له ذلك- لامستقبل له، لأن سوريا ستكابرعلى جرحها، بعد سقوط النظام، وستضع قطارثورتها العظمى في مسارها الصحيح.

وإذاكان النظام، قد عدَّ مدينة الحسكة إقطاعة، أمنية، خاصة به، فهاهوقد فشل في ذلك، ولم تنجح محاولات زج شبابه في السجون-ومنهم الكاتب حسين عيسو الذي لايزال مجهول المصير، بالإضافة إلى آخرين، لا أود تسميتهم هنا، لاعتبارات كثيرة، وهماً منه-وهو الذي يعيش وهم أحقية الاستفراد بالحكم ووهم العظمة والدم الخاص الجاري في عروقه- بأن أساليبه البدائية في القمع، ستكتب له عمراُ إضافياً، يخوله للاطمئنان على سلامة تبادل دفَّة الحكم وراثياً للأسد الثالث عشر، مع أن هذاما أجاب عنه أبطال الثورة السورية، بدءاً من أطفال درعا والقاشوش والتمو والجبوري والنامس وغيرهم، وانتهاء بكل الأبطال الأحياء الذين يقولون لآلة القتل:لا، غيرآبهين، بقطع كل وسائل الحياة الضرورية عنهم، وفي مقدمها الكهرباء، والمازوت، والدواء، والرغيف.
لقد أعلمني صديقي الإعلامي اليوم، أن الدموع طفرت من عينيه، وهويجد أن الوفود العربية، تترى، للمشاركة، معهم في التظاهرة الاحتجاجية الكبرى، وهم يهتفون:" آزادي، آزادي آزادي، محيين أخوة أهلهم الكرد، ناهيك عن نصرة عامودا وقامشلي وغيرهما لهم، ولقد أحسست ب"سريان" شحنة التوترفي جسدي، كي تندلق الدموع من عيني، وأنا أتذكَّر كيف أن الحسكة التي كانت قلعة لإصدارقرارات منع التكلم باللغة الكردية، بعد رفع الجداربين المكونين الكردي والعربي، من قبل النظام، بات نداء الحرية يتردد في أربع جهاتها، من غويران إلى الكلاسة، ومن قرية المفتي إلى شارع فلسطين، إلى أقصى غرب المدينة، على بعد مئات الأمتارمن مقرالمحافظ، والفروع الأمنية التي طالما شكلت أوكاراً للتآمرعلى مواطننا المسكين.
وكأن عبارة" الحسكة ترحب بكم" والتي كانت ترصع كل مداخلها، على مقربة من صور القائد، وأقوال القائد، وعبارات الولاء الجماعي للقائد، سواء أكان من جهة قامشلي، أم رأس العين"سري كانيي وتل تمر" أم ديرالزور، لم تعد موجهة إلى ضيوف المحافظة الطارئين، من اللصوص الذين كانوا يأتون ويحكمونها ومن بينهم المحافظون ورؤساء الفروع الأمنية، أو كبريات الدوائرالدسمة، غرباء، من خارجها، أومن داخلها، كما في حال بعض مدراء الدوائر، بل باتت موجهة للثوار. كأن لسان حال تلك اللوحة، هو "الحسكة ترحب بكم"، على أن تكونوا مصفقين للرئيس الأوحد، والحزب الأوحد، والرأي الأوحد الذي تسمعونه في الجرائد الرسمية، والإذاعة، والتلفزيون، و لكأن عبارة"الحسكة ترحب بكم" دوِّنت، كي يسرق فاسدوها ما في جيوبكم، ولتكونوا عبارة عن أرقام مصفِّقة، في المسيرات الكبرى، التي ترفع فيها صورة الأسد، لا التي تحرق فيها صوره الآن، وأياً كانت هذه اللَّوحة، فإنَّ في الطرف الآخر، ثمَّة عبارة أخرى، هي"الحسكة تشكرزيارتكم" ...................

المقال المقبل
الحسكة تشكرزيارتكم



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية
- عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف
- لابد من ارتقاء النقد إلى مستوى أسئلة حداثة اللحظة
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكرد بمناسبة الذكرى الثامنة لان ...
- فزَّاعة النقد
- بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية
- حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف
- سوريا تحترق...!
- مقاربة لفك لغز الموت
- رجل الرئة اليتيمة
- بيان للانسحاب من اتحاد الصحفين السوريين ووسائل الإعلام الرسم ...
- أخطاء الكبار .. -كبار الأخطاء-
- على عتبة عامها الثاني:ثورة المعجزات السورية تصنع التاريخ*
- النقد الصحفي
- امتحان الثورة ومحنة الأصدقاء
- دوَّامة الأسئلة الكبرى
- روسيا- تحت الصفر-
- بيان من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا + طلب انتساب + ...


المزيد.....




- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- ترامب يضغط لوقف حرب غزة ونتنياهو يرى فرصة لاتفاقات سلام جديد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - الحسكة ترحب بكم