أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - دوَّامة الأسئلة الكبرى














المزيد.....

دوَّامة الأسئلة الكبرى


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3635 - 2012 / 2 / 11 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


دوَّامة الأسئلة الكبرى

"إلى بوشكين
لو تنهض، الآن، ياصديقي، بعد حوالي قرنين من رحيلك، لترىالحال الذي آل إليه بعض مهرجي الكتابة في روسياك العظيمة..!"

إبراهيم اليوسف
بعد أن مضى عقد ونيف من الألفية الثالثة، بات المثقف/الكاتب أمام أسئلة جديدة، تفرض نفسها عليه بقوة، إلى الدرجة التي صارت فيه هذه الأسئلة لابد من تناولها، من قبله، في ما إذا أراد تسجيل أية مقاربة من المشهد الحياتي، في إطاره الكوني، وغدا التعامي والتصامم عن رؤية وسماع أصداء هذه الأسئلة أمراً يدعو إلى الريبة ، لاسيما من قبل هؤلاء الذين قد يبحثون عن قضايا أقل شأناً، لايعد تناولها مأثرة، ولا تحدياً ومواجهة للرقابات الهائلة التي قد تقف حجرة عثرة أمام طرح ماهو مستجد وراهن، من القضايا الأكثر إلحاحاً.

وإذا كان المثقف يرى ما يجري في العالم، وهو في منزله، أو مكان عمله، من خلال وسائل الاتصال الهائلة التي ألغت الحدود والمسافات، إلى الدرجة التي بتنا نجد فيها أن صرخة طفلة جريحة تتصادى إلى مسامعنا، أنى كنا، وهي تلح في السؤال عن أبوين وأخوة غابوا، إشباعاً لغريزة الإبادة المتوحشة لدى صناع الجريمة، في كل مكان، بل وقد باتت الصورة الإلكترونية التي تقدم هذه اللقطة، وغيرها من آلاف اللقطات المماثلة التي تتم طبق الأصل، كما هي، لتكون مفهومة لدى سبعة المليارات من العالم المتفرج، من دون أن يحتاج ذلك كله إلى أية ترجمة، أو شروحات، وتفاسير، وهوامش إضافية من قبل من يستفزه كل ذلك، ويدمي روحه وضميره، ليقول كلمة الحق، دونما أية استجابة لسطوة الخوف أو رياء المحاباة، كما قد يحدث من قبل بعضهم ممن قد يتنطعون لتقديم وجهات نظرهم، بدافع تمييع ما يتم، في الوقت الذي يدرك فيه المثقف أنه، الآن، وأكثر من أي وقت مضى، بات أكثر التصاقاً بلحظته الزمنية، لأن ما يجري من بشاعات دموية، هي مسؤولية كونية، وهذا من صلب الأسئلة الكبرى الجديدة.


وإزاء هذه الحالة الجديدة التي فرضت نفسها، بفضل ثورة التكنولوجيا والإعلام، صار الكاتب-أينما كان- سواء أكان منتمياً لمؤسسة ثقافية، أو خارجها، غير قادر على التنصل من مثل هذه المسؤولية أمام الحدث العالمي، وليس المحلي، فحسب، وهي مهمة كبيرة، تدخل في صميم هذه الأسئلة الكبرى، وهو الموقف الذي ينسحب على مؤسسة هذا الكاتب، في الوقت نفسه، بل إن مسؤولية المؤسسة الثقافية باتت أكبر، إذ بات من ضمن المهة النقدية لهذه المؤسسة، أن تنحاز إلى القضايا الإنسانية، المستجدة منها، والراسخ في تبيان الهوية والخصوصية، وهذا ما يعطي الكاتب-وهو المثقف – صفته الجديدة، كي يكون مواطناً عالمياً بامتياز، تتعدى مسؤوليته بيته، أو شارعه، أو مدينته، أو بلده، أو قارته، أو رؤيته، أو لغته،لاسيما وأن اللغة الواحدة-لغة الصورة الإلكترونية- لا أحد قادرعلى إدعاء إجادتها، في ظل ما سبق، من مثال مشخص، أو سواه.

انطلاقاً من مثل هذه المقدمة، فإن المهمات المترتبة على الكاتب/ المثقف، باتت كبيرة، وهي مدعاة قلق، فعلي، في ما إذ كنا أمام كاتب، حقيق، ذي ضمير حي، وباتت أولوية تناول هذه الأسئلة تسجل ليس اعتماداً على المسافة الجغرافية، بل اعتماداً على أحقية القضية-لاسيما إذا كانت تتعلق بحياة فرد أو شعب أو بلد-إذ يسقط أي تفسير آخر، مني على أساس الأدلجة، أو التكتيك المنفعي، أو الاستجابة لنزوعات ومصالح نخبة ما، في هذا البلد أو ذاك، لأن حق أي فرد في الحياة بالشكل المطلوب، من عداد مسؤوليات أبناء القرية الكونية، متى.. وأينما كانوا.....!؟

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا- تحت الصفر-
- بيان من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا + طلب انتساب + ...
- دمٌ حمصيٌّ للبيع.....!
- ضوابط الحوار الافتراضي
- انسحاب من اتحادي الكتاب والصحفين السوريين
- قلق الشاعر
- تمثلات موت الشاعر
- المواطن الصحفي
- الصالون الثقافي الافتراضي:دعوة إلى تفعيل الحالة الثقافية إلى ...
- خطاب الخديعة
- خالد أبو صلاح: أُمّةُ في رجل...!
- مستقبل القراءة
- ممحية الحدود بين الشرق والغرب:الصّورة الإلكترونية تحفر بعيدا ...
- شارع الحرية
- في حديث المراقبين
- كراسة الكاتب:مقدمة في التفاعل بين المبدع والزمان
- براهيم اليوسف لولاتي.نت : الأعضاء الكرد في المجلس الوطني الس ...
- معجم 2011: عام جديد يحفرإبداعه عالياً
- أكبر من الكلام
- على هامش مؤتمر المجلس الوطني السوري في تونس


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - دوَّامة الأسئلة الكبرى