أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ممحية الحدود بين الشرق والغرب:الصّورة الإلكترونية تحفر بعيداً















المزيد.....

ممحية الحدود بين الشرق والغرب:الصّورة الإلكترونية تحفر بعيداً


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 10:17
المحور: الادب والفن
    


ممحية الحدود بين الشرق والغرب
الصّورة الإلكترونية
تحفر بعيداً
-الصورة الإلكترونية والثورات الشعبية أنموذجاً-


بات من الواضح، أن الثورات الشعبيَّة التي تمَّت من حولنا استطاعت أن توصل صداها إلى كل بقعة في العالم، حيث باتت رائحة الدماء التي تسيل في أيِّ مكان، تداهم سكان المعمورة، أنّى كانوا، كما تصفع الصُّورة الإلكترونية الموغلة في احمرار هذا الدم، نواظر كل هؤلاء، بماتحمله من استفزاز، وبشاعة، لتكون المادة الأكثر بروزاً في أحداث عام ونيِّف، مستمرة، حتى الآن، وذلك بعد أن أضرم البوعزيزي النَّار في جسده، فاختصر هذا الجسد جغرافيا جد واسعة، تماهت معه، لتستمرَّ تلك الأَلهبة السَّحرية، في ابتلاعها دياجير أمكنة متعدِّدة، تقود فيها شعوبها عنان لحظتها، وتصوغها على الشكل الذي تحلم به، وإن كان فعل التحويل ليحتاج إلى أكثر من محطَّة، حتى يصير في الشكل المنشود، والمأمول...؟
وإذا كانت الصُّورة الإلكترونية، قد بدأت في مطلع العقد الماضي، وباتت تلعب دورها الكبير، في دعم وسائل الإعلام، بل والتماهي معها، لتكون جزءاً من آلة الحرب الإعلامية، فإنَّ الصورة كانت في بدايتها، وربّما لا تزال، غير بريئة، إذ أن هناك خبراء عالميين، يسهمون في تقديمها، وفق رؤية محدِّدة، في مواجهة صورة أخرى، لها خطابها المناقض، كي نكون في التالي أمام حرب للصورة الإلكترونية، مقابل الحدث الأصل الذي يجري،وإن كان عالم ثورة المعلوماتية، والاتصالات، لأوسع من المجال الحيوي لهذه الصُّورة في المثال المشخص هنا...!.
وقد استطاعت الصورة الإلكترونية، عبر خريطة هذه الثورات الشعبية، أن تواجه التزوير الذي تعرَّضت له، في أكثر من واقعة،عالمية، من خلال الاعتماد على براءتها، وعفويتها، وهي تجعل من الواقع أسطونها الخاص، وهذا ما منحها قدرة التميز بخصيصة الصدق، لتشقَّ مسارها، في مواجهة صورة أخرى، هي الصورة الرَّسمية، وبهذا فإنّ هذه الثورات خطت إلى الأمام بالصورة الإلكترونية، على نحو لافت، لتكون طبق الحدث، بل لتعزز من قيمتها، وجدواها، وسطوتها، في الوقت الذي تكشف فيه ِزيف الصورة الرسمية، التي تتناول الحدث عينه، وكأنَّ اقتحام روح الاختزال، والرُّتوش، تفقدها أهمَّ سمة متوخَّاة منها، ترتبط بمهمَّتها الرئيسة، في ممارسة دورها، كجزء من الآلة الإعلامية.
من هنا، فإن من الأوجه الإيجابية لهذه الثورات، أنَّها باتت تجنح بالصورة الإلكترونية، إلى هيئتها الأصلية. ولعلَّ في هذا ما جعلها تستطيع ممارسة دورها الناجع، على مدى أوسع، وإن كانت الصورة الرسمية، بحد ذاتها، تحاول أن تعمل على جبهتين، إحداها تتجسد في تضليل المتلقي، والثانية في مواجهة الصورة الحقيقية، ونعتها بالتزييف.

متوالية الدوائر المتفاعلة:
إن دارس وقائع أحداث هذه الثورات الشعبية، لا يستطيع البتَّة، أن ينكر مسألة بدهية، وهي أن تأثير هذه الصورة، يتعدَّى دائرة مهادها الأول، وهي تمارس فعل توسيع هذه الدائرة، الدائرة التي تصنع هذه الثورات-أصلاً- لتؤسّس لها دائرة أوسع، كونية، فتتفاعل الدائرتان، في آن واحد، إلى الدرجة التي لا يمكن للدائرة الضيقة، مسرح الثورة، أن يستحوذ مشروعيته، من دون هذا التفاعل، الذي يمدّه بكهرباء الثقة، وهذا هو المطلوب من هذه الدائرة الأوسع، بحيث أن دورها، ينبغي أن يكون محدَّداً، كي تختفي بزوال العوامل التي دعت إلى إشعال فتيل هذه الثورات.
وإلى جانب هاتين الدائرتين، فإنَّ هناك دائرةً أوسع، تشكل خريطة العالم لها تأثير الدائرة الثانية، نفسها، وهي لن تكون البتة، في معزل عما يدور في الدائرة الأولى، أو الثانية، بل إن ثورة الاتصالات، قد سرَّعت من درجة تبادل التأثير، بين هذه الدوائر جميعها، لذلك فإن عليها أن تنتبه إلى ممارسة مهمتها، كرقيب محايد، يرتكز على" أخلاقيات" مفترضة، هذه الأخلاقيات هي "العمود الفِقري"للأشكال الدائرية كلها، وإنه على قدر الخلل الذي يظهر، في علاقات هذه الدوائر، فإن هذه الثورات تواجه العقبات الكأداء، في إنجاز مهمَّاتها الكبرى، التي من شأنها أن تتمَّ في المناخ اللازم، وهي مسألةٌ تتعلق بمدى ترجمة القانون والشرائع الدولية الناظمة، المفترضة.
فضاء الصورة الإلكترونية:
إذا كانت السينما، قادرة على أن تجد المادة الأولى لنفسها، بعد أن تتكلل هذه الثورات الشعبية، بإنجاز مهمَّاتها المطلوبة، في إحداث التغيير الجذري، الذي هو ديدن هذه الثورات، وجوهرها، ومبتغاها، بل ومآلها، بفعل حركة التاريخ، من خلال المادة الهائلة التي تناسب رؤية مؤسستها الخاصة، فإن هذه المادة من الممكن أن تكون الإرشيف الذي تتمُّ إعادة قراءته من قبل مراكز البحث، والكتاب، والمفكرين، عند العودة إليها، لتقدّم دراسات وبحوثاً وثائقية أقرب إلى الدقة، في حال توافر النوايا السليمة، وهي سوف تمارس فعَّاليتها في الثقافة الإنسانية، لترجيح كفَّة آلة الخير، في مواجهة آلة الشر، وذلك لأن هذه الثورات لا تعمل للحظتها الراهنة، وحدها، فحسب، بل إنها تسهم في تشكيل ثقافة لابن المكان، من الممكن استثمارها، لتكون جزءاً من منظومة الوعي،تراكمياً وتفاعلياً، وحاملاً لعوامل سيرورة منجز هذه الثورات، لئلا تكون مجرد طفرات، أو ظواهر عابرة، فقط، من دون أن تكون نوى ركائز مستقبلية، مادام أنها تتوجت بإرث هائل من التضحية البشرية، لئلا تمارس اللحظة الراهنة خيانة نظيرتها المقبلة، ضمن دورة الزمان، بل أن تتواشجا، بما يضمن تحقيق مصلحة الإنسان، في نهاية المطاف.
وغير بعيد عن عالم الفنِّ السابع، فإنَّ هذه الصُّورة الإلكترونية، وزخم تدفقها في كل حدب وصوب، أو كل وقعة أو واقع، بحسب الشريط الزماني، الحَدَثي، يبلغ الملايين، ستكون مرجعاً للمؤرخ، والمبدع، فالبحث، والدِّراسة، والقصيدة، وغيرها، إن لم تتم كتابتها، وإنتاجها، الآن، على نحو مواز للحدث، فإنه لا يمكن لها تجاوز صور ستحافظ على الدوام على استفزازيتها،وتأثرها، وإن كان عدم ارتقاء الإبداع إلى مقام الحدث ، يعود إلى إيقاع صدمة الصورة، يفوق نبرة الإبداع، بالإضافة إلى أن هناك إبداعاً يومياً وليداً، ينطلق من ساحات التحرير المتعدِّدة، هو أقرب إلى العفوية، بيد أنه يمارس فعله، لدرجة أن إيقاع هتافات مكان محدّد، يتمّ تبنيه، في بعض نقاط الدائرة الأوسع، عبر وسيط لغوي، غير اللغة الأصل، ما يرفع وتيرة التفاعل إلى ذروة حدوده القصوى.

أسئلة المواطن العالمي:
ولقد لاقت أحداث عالمية، كما أحداث 11 سيتمبر2001، كمثال مشخص، لا يزال طريَّاً في الذاكرة، بعد مرور عقد عليه، الآن، اهتماماً كبيراً لدى المثقف الغربي، حيث كتبت على سبيل المثال عشرات الآلاف من النصوص الإبداعية، نثراً وشعراً، وهو ما تمَّ في فضاء الفنِّ التشكيلي، أو المسرح، أو السينما، ليكون هناك نتاج خاص بهذه الأحداث، التقت في تناولها الأسماء الكبيرة، إلى جانب الأسماء الجديدة، بل إن هناك من كتب تحت وطأة تأثيرها، من دون أن تكون لها نماذج مسبَّقة، ما يجعل الحديث عن"بصمات" واضحة لأدب، يمكن أن يسمَّى بأدب ما بعد هذه الواقعة، وإن كان هناك من أخطأ في رسم صورة الآخر، هذا الآخر الذي هو مكمن الشرِّ، ومصدره..!.
لقد سجل الحدث العالمي، نقلة واسعة، حيث لم يعد في ظل ثورة التِّقانة والاتصالات، ليذوِّب الحدود، ويوازي بين المركز والأطراف، بالنسبة للحدث، الذي يغدو مركزياً في أية بقعة من العالم، لينتفي الطرف، بهذا المعنى، وفي محاولة تطبيقية، معاكسة، نجد أن تصادي صورة شرق هذه الثورات، في الضمير الغربي، إبداعياً، لما يترجم بعد، في موازاة ما تضخّ إليه من معلومة، من مصدرها، أو حتّى بلغة المبدع الغربي، ليغدو أقلّ تماساً مع الحدث، حتى بالمقارنة مع رجل السياسة الذي يتعاطى مع هذا الحدث، انطلاقاً من معايير نفعية، لا ترتقي إلى مستوى الانحياز إلى قضايا إنسان هذه المناطق، وأسئلته في الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.


مؤكَّد، أن المثقف-أينما كان-لم يعد لسان حال مجرَّد بقعة جغرافية محدَّدة، لأن دائرتي الخاص والعام، قد تداخلتا، في ضمير إنسان المرحلة، ولم تعد عناية مبدع ما، بأسئلة بقاع كونية، قصية، ضرباً من مغامرة الاغتراب، وهذا ما يرتّب عليه أن يغدو في قلب الحدث العالمي، أنَّى نأى عنه، بل وأن يغدو هذا الحدث في قلبه، ليكون الهم في هويته، شرقياً كان أو غربياً، يندرج ضمن سلم الأولويات، وإن كان الحديث عمَّا هو قصي، لا يعفو هذا المثقف من مواجهة ما يدور في بيته الداخلي، وهذا ما يدخل في صلب مهمَّات كائن الكوكبة، العالمي، حيث خصوصية الهويّة، لا تلغي مقاربة وجهها الآخر، وعلى هذا الأساس، فإن غياب تضامن هذا المثقف، إبداعاً وتوقيعاً، لينمّ عن حالة غير صحية، تصيب دوره المطلوب بعطالة، أو عطب، يتنافيان وتضخم حجم المسؤولية الملقاة على كاهله.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع الحرية
- في حديث المراقبين
- كراسة الكاتب:مقدمة في التفاعل بين المبدع والزمان
- براهيم اليوسف لولاتي.نت : الأعضاء الكرد في المجلس الوطني الس ...
- معجم 2011: عام جديد يحفرإبداعه عالياً
- أكبر من الكلام
- على هامش مؤتمر المجلس الوطني السوري في تونس
- محمد شيخ الزور وداعاً
- خارج النص
- الثورة والشباب: من يصنع الآخر؟
- حمص: إعدام مدينة
- إشهدوا أنها-كفر نبل-..!
- نقد الهزيمة وهزيمة النقد..!
- الجامعة العربية والنظام السوري: تفسير الدم بالماء..!
- ثنائية التفاؤل والتشاؤم
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-1
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-
- معلم الكذب وكذب المعلم
- الكتاب رقيباً لا مراقباً: مكتبة في جيب قميص
- الكاتب والصدمة الاستثنائية


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ممحية الحدود بين الشرق والغرب:الصّورة الإلكترونية تحفر بعيداً