أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - إبراهيم اليوسف - كراسة الكاتب:مقدمة في التفاعل بين المبدع والزمان














المزيد.....

كراسة الكاتب:مقدمة في التفاعل بين المبدع والزمان


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 14:13
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    



بين محطة زمانية وأخرى، لابد للكاتب النبيه،الحاذق، أياً كان، من أن يراجع نفسه، ليقرأ ملامح حضوره، في مرايا الحياة والإبداع، فيعرف أين موقعه؟، وماهي النقاط التي أصاب فيها وأخطأ؟، بل وكيف له أن يحقق الصورة المتوخاة لنفسه، في كلا المجالين؟، وما المطلوب منه لتحقيق ذاته ، بالشكل الذي يرومه؟.


مثل هذه الأسئلة تحديداً، لابد من أن يواجه المرء نفسه بها، محتكماً إلى وحدة قياسية زمنية، سواء أكانت "برهة"، كما يفعل المتصوفة، أو يوماً، أو أسبوعاً، أو شهراً، أو سنة، أو عقداً، أو ربع قرن، أو نصف قرن. وإن كان أن لتكرارأية مفردة من هاتيك المفردات خصوصيته، فإذا كان هناك من يجد في تكرار الثانية، أو الدقيقة، أو الساعة، بموجب لغة" الساعة" أمراً، يدخل في حكم الاعتيادي بالنسبة إلى كل منا، وربما هكذا بالنسبة إلى اليوم، والأسبوع، فإن المفردات الأخرى ضمن هذا المجال، تظل ذات إيقاع بطيء قياساً إلى معيار الفرد، حتى وإن كانت الدورة الزمانية-بحد ذاتها- تتعامل مع كل مفصل من المفاصل المذكورة، وفق منظارها، باعتبارها تولد الدورات الصغيرة من حولها، وتتعامل بالثقة نفسها مع كل أدوات القياس السابقة، وإن كان لابد من تقويم الصغير،أو الكبير منها، كل بحسب ما يشغله من الوقت، ليكون اليوم، غير الأسبوع ، والعام غير العقد، و هلمجرا..!.


تلك الوحدات الزمانية، آنفة الذكر، تصبح أدوات في مرمى المعاينة اللحظية، لدى كل كائن حي، يعي مدى تفاعله الشخصي مع عامل الزمان، وقد يبلغ هذا الإحساس ذروته مع نماذج أنسية محددة، حيث يربط المنتمون إليها رؤيتهم مع حركة الزمان، على نحو محكم، إما بشكل فطري، أو علمي، ويمكن أن تتم الإشارة هنا، إلى رجل التخطيط في مجالاته كافة، من اقتصاد، وعسكرة، وتنمية.....و ..، بيد أن الكاتب يكون هو نفسه، على صلة وثيقة بالزمان، في ما إذا كان يمتلك الإحساس بقيمة رسالته، من جهة، وقيمة عامل الزمن، من جهة أخرى. لاسيما وأن لديه أكثر من زمان يتعامل معه، حيث هناك زمان الكتابة، وهناك زمان النص، وهناك الزمان العام، وهذا ما يرفع من مستوى حساسية تواصله مع الزمان.

والكاتب الناجح، هو من يستطيع التوفيق، في معادلة علاقته مع الزمان، حيث تتجسد حركة الزمان في كتاباته، فيمكن أن تكون هذه الكتابات صدى للتفاعل مع هذه الحركة، تأثيراً وتأثراً، للدرجة التي يستطيع أي قارىء، حتى وإن انفصلت لحظة قراءته عن زمان كتابة النص، أن يتحسَّس خيوط وأصداء وطبيعة الحركة الزمانية، على أحسن صورة، ومدى تعاطي الكاتب، معها، من خلال وعيه، وروحه، ورؤيته، بل وأدواته الكتابية، إذ لا تنجو المفردة، أو أساليب الكتابة، من مثل تلك السطوة، وإن كانت هذه الكتابة، قد تسهم، في التأثير في عامل الزمان نفسه، عندما تتحول إلى فعل، وما أكثر هؤلاء الكتاب، والمفكرين، الذين تركوا أثر حضورهم المعرفي والإبداعي في مفردات اللحظة المعيشة!.

إن الكاتب الأكثر تفاعلاً، مع العامل الزماني، هو الذي يترجم إحداثيات الوقت، عبر فضاء الإبداع، فلا يدع جانباً، أي شيء، من حوله، إلا ويترك أثر قراءته عليه، كما يمارسه هو من أثر في عالمه الداخلي، وقد تكون هذا الاستجابة، مباشرة، من قبله، أو غير مباشرة، حيث تترجم المفردات الناجمة عن التعاطي مع آلة الزمان، المادة الخام، كما يقال، ليعيد معالجتها، وفق رؤيته الخاصة، وضمن المختبر الإبداعي الخاص به. وإذا كان التعاطي المباشر مع هذه المفردات يوفر فيها عامل" الصدق"، لاسيما عندما تنقل بلا تشويه، أو تدخل فج، أو فظ، من قبله، لئلا تزور، فإن في التروِّي في عملية التناول، ما قد يمنحها عوامل النضوج، لأن من شأن المدة المتراوحة بين زمان وقوع الحدث، وترجمته إبداعياً، أن يوفر لها التخمر المطلوب، هذا التخمر الذي قد يكون الشرط غير المنظور في نجاح أي عمل إبداعي.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براهيم اليوسف لولاتي.نت : الأعضاء الكرد في المجلس الوطني الس ...
- معجم 2011: عام جديد يحفرإبداعه عالياً
- أكبر من الكلام
- على هامش مؤتمر المجلس الوطني السوري في تونس
- محمد شيخ الزور وداعاً
- خارج النص
- الثورة والشباب: من يصنع الآخر؟
- حمص: إعدام مدينة
- إشهدوا أنها-كفر نبل-..!
- نقد الهزيمة وهزيمة النقد..!
- الجامعة العربية والنظام السوري: تفسير الدم بالماء..!
- ثنائية التفاؤل والتشاؤم
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-1
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-
- معلم الكذب وكذب المعلم
- الكتاب رقيباً لا مراقباً: مكتبة في جيب قميص
- الكاتب والصدمة الاستثنائية
- بين الناقد والشاعر
- بشار الأسد: قراءة -سيميائية- في ملامح وجهه
- -نقد النقد- في أسئلته الجديدة


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - إبراهيم اليوسف - كراسة الكاتب:مقدمة في التفاعل بين المبدع والزمان