أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثنائية التفاؤل والتشاؤم














المزيد.....

ثنائية التفاؤل والتشاؤم


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 09:02
المحور: الادب والفن
    




برز مصطلحا التفاؤل والتشاؤم في الأدب العالمي، منذ عشرينات القرن الماضي، ليتسيدا الساحة الإبداعية والفكرية، تدريجياَ، وعلى نحو أوضح، حتى نهاية ثمانينات القرن نفسه . وكانت هذه الثنائية إحدى العلامات الفارقة، لتحديد هوية الأدب، في ما إذا كان ينتمي إلى الواقعية الاشتراكية، أو لا، وقد كان من لوازم هذا النوع من الأدب، جعل نهايات نصوصه الإبداعية “سعيدة”، وإن تم تجاوز هذا الشرط، في ما بعد، وعلى مضض، كما فعل جنكيز آيتماتوف في رواية “الكلب الأبلق” . حيث تبنى هذا الأدب شعار “الإنسان قد يتحطم ولا يستسلم”، وهي عبارة قالها “سانتياغو” بطل رواية الشيخ والبحر، الرواية التي كانت علامة بارزة في الأدب الواقعي الاشتراكي، للكاتب الأمريكي أرنست همنغواي .

وإذا كان مفهوم الأدب الواقعي الاشتراكي، قد انحسر على نحو واضح، أمام التغييرات التي تمت، وعودة الروح إلى مدارس وتيارات أدبية، كانت أقل تأثيراً، وفتح آفاقاً جديدة، أمامها، فإن هناك من نحت هذين المصطلحين، كما فعل الكاتب الفلسطيني إميل حبيبي في “المتشائل”، تعبيراً عن حالة “بين بين”، كما يقال، يتداخل فيها التشاؤم بالتفاؤل .

ومن يتأمل في طبيعة المرحلة التي برز فيها الأدب الواقعي الاشتراكي، أو تلك المرحلة التي خمد فيها بريق هذا الأدب، أو المرحلة التي عبر عنها اميل حبيبي فإننا نجد أن هذه المصطلحات لم تكن عبارة عن “فانتازيا”، أو ترف معرفي، بل إنها كانت نتاج تفاعل مع طبيعة اللحظة المعيشة .

ومن يدقق- الآن- في لوحة الواقع، من حولنا، انطلاقاً من مجريات الثورات الشعبية العارمة، فهو يلاحظ أن كل ذلك يدعو إلى إعادة النظر في جملة المصطلحات السابقة، وبدرجات متفاوتة، لا سيما في ما يتعلق بالموقف من حدَّي الثنائية، المتناقضين، مادام أنه قد تم كسر الكثير من الارتكاسات التي كانت تبين أنها تجسد ديمومة ما، خارج سياق حركة التاريخ، كنظرية، الأمر الذي يدعو إلى إعادة النظر في هاتيك الرؤى التي سادت على امتداد عقود، وإن كانت حركة التاريخ نفسها، تستدعي تفهم الإضافات التي لابد منها، أثناء تناول أية نظرية، أو بدهية، أو مُسَلَّمة، لأن هذه الإضافات ترتبط-عادة - بدورة السيرورة نفسها .

إن ما سبق من حديث، لا ينفي البتة الاستفادة، والتفاعل، مع معطيات المدارس الجديدة التي قدمت إنجازات، وفتوحات جديدة، في عالم الأدب والنقد والفكر، بل إنه يمكن الاستعانة بها، تماماً، ضمن الحدود التي تعزز الثقة بقدرات الإنسان الجبارة، العظمى، في مواجهته للواقع، وعدم نكوصه، مهما غلا ثمن ذلك، ولعل دانيار البطل الآيتماتوفي، مثال آخر، هنا، يذكر بالجبروت السانتياغوي، في حب الحياة، والإصرار على مغالبة الهزيمة والسقوط .

مؤكد، أن هناك إبداعاً، يؤسس نفسه، من جديد، ليلفت النظر إلى القدرة الخلاقة لدى الإنسان، في مواجهة مستنقع الواقع، وهل هناك أروع، وأعظم، من صورة ذلك الشاب الذي ينتصر-الآن- لكرامته، وإنسانيته، متأبطاً كفنه، ببسالة، فائقة، كي يعيد الاعتبار للكلمة السلمية، في مواجهة الآلة الرهيبة للموت والإذلال، ما يجعله يحتل مكانة متفردة في عالم البطولة .

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-1
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-
- معلم الكذب وكذب المعلم
- الكتاب رقيباً لا مراقباً: مكتبة في جيب قميص
- الكاتب والصدمة الاستثنائية
- بين الناقد والشاعر
- بشار الأسد: قراءة -سيميائية- في ملامح وجهه
- -نقد النقد- في أسئلته الجديدة
- برهان غليون في-بروفة-سياسية فاشلة:
- مشعل التمو يحاكم قتلته
- -البيانوني- في دوَّامة تناقضاته
- مشعل التمُّو يرثي
- صديقي مشعل التمو فارساً للموقف
- : صورة فوتوغرافية لمدينة أحبها مشعل التمو
- سنة كاملة دون مشعل التمو
- مشعل التمو عقل كردي لا يتكرر
- سقوط مدو لشبيح إعلامي آخر
- إبراهيم اليوسف:علينا أن نعيد صياغات مصطلحي (النظام) و(الأمن)
- نوستالجيا2
- صناعة المستقبل:في ثنائية الطفولة والإبداع


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثنائية التفاؤل والتشاؤم