أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - صناعة المستقبل:في ثنائية الطفولة والإبداع














المزيد.....

صناعة المستقبل:في ثنائية الطفولة والإبداع


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 18:10
المحور: الادب والفن
    


لا يزال بعضهم، يتصور حتى الآن، أن الإبداع،أياً كان، هو وقف على الكبار، فحسب، وقد يتم النظر إلى ما يبدر عن الأطفال في مجال الرسم، أو الكتابة، أو الموسيقا، والتمثيل بأنه عبارة عن مجرد طفرات، فحسب، تتم بحكم المحاكاة، ليس أكثر، ومن هنا، فإن هؤلاء ليسهون عن الطاقات، والإمكانات، المختزنة في روح الطفل، والتي لا يفتأ يترجمها هذا الطفل، أنى واتته الفرصة المناسبة.

وإذا كان الإبداع ينضج مع تطور التجربة، و الشخصية، فإن البذرة الإبداعية تنتش، وتنمو، في مرحلة عمرية مبكرة، قد تكون في السنوات الأولى من عمره، وما أكثر هؤلاء الأطفال الصغار من حولنا، ممن ينخرطون في مجال الرسم-مثلاً-وهم في سن الثالثة، أو الرابعة، ليصبحوا،بحاجة إلى انتباه، واهتمام، من حولهم، لاسيما الوالدان، أو من يعيشون على مقربة منهم، كي يأخذوا بأيدي هؤلاء الأطفال، ويقوموا بتشجيعهم.

ثمة مجالات إبداعية، قد تكون الأكثر قرباً إلى عالم الطفل، من غيرها، ومن بينها ما يتعلق بروح عكس مرئياته، من حوله، وإعادة صياغتها،عبر خطوط أولى، في غياب اكتمال ملكة اللغة-بشكل كاف-لديه، كي يظهر ذلك إما عبر رسوم أولى، أو عبر إجراء صياغات لغوية تتميز بالدهشة، اعتماداً على المعجم الطفلي البدائي، كي يقيم علاقات جديدة، بعيداً عما هو مألوف بين المفردات التي يستخدمها، كي تكون له لوحته أو نصه الإبداعي.

وقد لوحظ أن الطفل عندما يبدأ الرسم، فإن أول ما يرسمه، هو عالمه المحيط، سواء أكانت أمه أو أباه، أو أخوته، بل بعض مفردات ومحتويات المنزل من علامات فارقة: الأبواب- النوافذ- التلفزيون- قطع الأثاث- وكذلك الأشجار، أو الحيوانات والطيور الأليفة القريبة منه.

في مثل هذه المرحلة-تحديداً- يظل الطفل أحوج إلى من يتفهم عالمه الداخلي، وما يموربه، من انفعالات وأحاسيس، ومشاعر، ومساعدته في تسليط الضوء على كل ذلك، مراعياً درجة قدراته، ومدى استيعابه لمثل هذه الرموز، ليكون ذلك كله نواة قاعدة ثقافية، لابد منها للطفل، سواء أكان ذلك في حياته العامة أو الإبداعية.
لقدرأى كثيرون من علماء النفس: إنه ما من طفل يولد، إلا وتكون له موهبته في أحد المجالات الإبداعية، ومن هنا، فإنه وفق آراء هؤلاء، تقع على المحيط الاجتماعي للطفل مسؤولية كبرى، في قراءة ميوله و سبر فيض عواطفه، وتوجيهها وتنشئتها بالشكل المطلوب. فما أكثر هؤلاء الأطفال الذين تلد في نفوسهم خصال الإبداع، بل والعبقرية، بيد أن جهل الأهل قد يدفع إلى وأد هذه الموهبة أو العبقرية، أو تحد منها تدريجياً، بل أن تسهم في توجيهها إلى مجالات غير ذات شأن، بل وحتى إلى مجالات خطيرة قد تصل إلى مرحلة الانحراف، أو الجريمة.

إن رعاية الطفل تعد مسؤولية جد خطيرة، وحساسة، فهي ليست أمراً بسيطاً وسهلاً، كما يراها بعض الآباء والأمهات، متوهمين أن تأمين المسكن والملبس والطعام والتعليم للطفل، يعد ذروة الرعاية البيتية، من دون أن يدرك هؤلاء بأن تربية الطفل إبداعياً هي من أدق وأصعب المهمات المطلوبة منهم. ومن هنا، فإن تنشئة طفل مبدع، لتتطلب توافر ثقافة ملائمة لدى والدي هذا الطفل، وبمعنى آخر، إنه لابد من تنشئة والديه أولاً على كيفية احتضان مواهب وإمكانات وطاقات طفلهما.

ومن أول الواجبات التي تتطلب من الوالدين، دراسة حالة طفلهما، وقراءة ميوله بدقة، ومحاولة رسم معالم الطريق أمامه، وتوفير ما يشبع هذه الميول، فالطفل الذي تظهر لديه موهبة في عالم الرسم، لابد من توفير ما يلزمه من ألوان ودفاتر رسم، ومجسمات ولوحات مساعدة، بل ولابد من الاستعانة بمن هو مختص في مجال تعليم الرسم، في ما إذا لم تتوافر لديهما الثقافة الكافية في هذا المجال، وقس على ذلك في مجال الكتابة، أو الموسيقا، أو التمثيل.

وحقيقة، لقد شهدت العقود الماضية اهتماماً كبيراً بإبداع الطفل، حيث نجد في الكثير من الدول المتطورة مراكز بحثية خاصة بالأطفال، ناهيك عن أنه هناك من يهتم ب" مسرح الطفل" و" أدب الطفل" سواء أكان أدباً طفلياً أم أدب أطفال، وهناك من يهتم بمرحلة ما بهد الطفولة، أي مرحلة اليفاعة، والشباب، حيث يسهل التعامل مع من ينتمي إلى هذين العالمين.
وبدهي، أن توافر المؤسسة المعنية ب" إبداع الطفل" في أي بلد، أمر ضروري، لأن إبداع الطفل ينبغي أن تتم رعايته، واحتضانه، وصقله، عبر ثلاث جهات هي: المنزل- المدرسة- المؤسسة الخاصة، لأن العناية بإبداع الطفل، يعني قبل كل شيء العناية ب" المستقبل"، أو على وجه الدقة صناعة المستقبل نفسه.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر بين حدي السطوع والسقوط
- خاصية التجاوز الإبداعي
- ثقافة ما بعد11 سبتمبر
- جوهر رسالة الإبداع في ضوء الثورات الشعبية
- عادل اليزيدي في ذكرى غيابه : يسمع وقع أقدام شباب الثورة
- كتابة اللحظة الحاسمة
- علي فرزات يهز عرش الاستبداد
- هنا دمشق-2-
- كيف يُكتب الشعر؟
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-6-
- هنا دمشق-1-
- متعدِّدو المواهب
- اصطياد القصيدة
- مثقفون وناشطون سوريون يهنئون ثوار ليبيا البطلة بإسقاط نظام ا ...
- المواهب الجديدة بين الرعاية والإقصاء
- خطاب السقوط
- الإصدار الإبداعي الأول والولادة الطبيعية
- كتاب تركوا أثرهم وانقطعوا عن الكتابة
- اللاذقية
- إمبراطورية الحفيد الأكبر


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - صناعة المستقبل:في ثنائية الطفولة والإبداع