أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - جوهر رسالة الإبداع في ضوء الثورات الشعبية














المزيد.....

جوهر رسالة الإبداع في ضوء الثورات الشعبية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3482 - 2011 / 9 / 10 - 02:31
المحور: الادب والفن
    



جوهر رسالة الإبداع
في ضوء الثورات الشعبية

إلى حسين عيسومعتقل كلمة وموقف
إبراهيم اليوسف
لا يمكن النظر إلى الأدب والفن الإبداعيين، إلا من خلال منظور أن لهما رسالة، سامية، واضحة، في الحياة، وأن" جوهر" هذه الرسالة هو خدمة الإنسان، في لحظته المعيشة، والمقبلة، على نحو استراتيجي، على اعتبار أن الأدب، ليس مجرد حاجة عابرة، فحسب، كما قد يدعو بعضهم إلى ذلك، بل إنه-وعلى العكس- صدى ونتاج موقف حياتي، من قبل المبدع، في ما يخصُّ كل ما حوله، صغيراً كان أو كبيراً.
ومن يعد إلى آداب وفنون الشعوب، بعامة، سيجد أن هناك على الدوام ضربين من الأدب والفن، أحدهما ينحاز إلى" نبض" حيوات الناس ، البسطاء، العامة، بيد أن الآخر ينحاز إلى المستغلين، من دون أن يواري هويته، هو الآخر. وواضح أنَّ أيَّ ضرب من الإبداع عندما يتوجه إلى-الشارع- وهو اصطلاح، بمعنى" الشعب"، مجازياً، أو الجماهير العريضة، وبعيداً عن ترجمته القانونية، فإن هذا النوع من الإبداع سيلقي الكثير من المعوِّقات التي تقف في طريقه، بيد أن المبدع الحقيق لن يبالي بها، مادام أنه ينطلق من رؤية موضوعية، للحياة، والناس، يواصل ترجمتها، مهما كانت ضريبة ذلك عالية.
وإذا كان مثل هذا الإبداع، هو أوسع دائرة، ويعول عليه من قبل" الغلابة" من أبناء الشعوب-عادة- لأنه يعكس آلامهم، وآمالهم، ويغدو سفيراًً لا يتلكأ، في التعبير عن رؤاهم ، فإنه – في المقابل –ثمة إبداع، طالما عرفه بأنه -المخمليُّ – وهو مكرَّس في صميمه لخدمة تطلعات هذه الطبقة، وأداة لا بدَّ منها لتلبية حاجاته، وإن كان هناك من سيرى في أيِّ فن يجند من أجل خدمة فئة قليلة، ناقصا، بل مفتقداً للشرط الإبداعي، منطلقاً بذلك من أن ما يسوغ إبداعية أي فن، أو أدب، هو درجة تجسيده للصدق، الأمر الذي يجعلنا أمام إشكال حقيق، مفاده، أن توافر الإيمان بالانحياز إلى أي طرف في معادلة "المستغَل بفتح الغين والمستغِل بكسر الغين"، إنما لا يقلل من أهمية الإبداع، حتى وإن كانت رؤيته الشخصية متقاطعة –تماماً- مع رؤية المستغل، إلا أن هذا ما يضعنا أمام معادلة تالية، مناقضة، تماماً، ترى أنَّ أيَّ إبداع لا يتمثل مأساة الإنسان المظلوم، والمجوَّع، والمضطهد، في مواجهة من يظلمه، ويجوعه، ويضطهده، إنما هو مفتقد لشرطه الرئيس.

تقدم آداب وفنون العالم، برمته، ضربين متقابلين من المبدعين، يتم تقسيمهم –عادة – وفق مواقفهم هذه – من القضايا الإنسانية، العامة، وهو ما يبقى معياراً دائماً، في ظل مجتمع التفاوت الطبقي، الذي لا يحقق العدالة والمساواة.
وتأسيساً على ما سبق، فإن الآداب والفنون الخالدة، التي تتباهى بها الشعوب، إنماهي تلك التي تقف ضد الطغاة، والاستبداد، وتدافع عن إنسانية الإنسان، وتدعو إلى نصرته، واسترداد حقوقه وكرامته، في ما إذا تم المساس بهما. بيد أن أي إبداع، يذهب إلى خلاف هذه –القاعدة – فإنه قد يحقق –شعبية – زائفة – موقوتة، إلا أن لا عمر لها ، فهي لا تكسبه روح الاستمرارية، مع دورة الزمان، في ما لو لم ينطلق من المصلحة الإنسانية العليا، ويتبناها، ليكون صوت المضطهد- بفتح الهاء- في وجه المضطهد-بكسر الهاء-طبعاً .
إن رسالة المبدع، في أي زمان ومكان، لهي ذات حساسيته شديدة، لذلك فإنه أثناء أية مرحلة تاريخية، لا بدَّ من العودة إلى قراءة مواقف المبدعين، ممَّا يتم ، لمعرفة مدى قربهم، أو بعدهم، من شعوبهم، ولتقويم رؤاهم، في ما إذا كانت مصيبة، أم خاطئة.
ويرى بعض النقاد، أن الجمال العظيم، لا يتحقق في الفن، إذا ما كان بعيداً عن "إنسانية الإنسان"، وهذا الرأي، على نقيض تام، مع رأي من يرى أن لا علاقة للجمال بفكرة الخير أو الشر، بل أن هناك ما يمكن تسميته ب "جماليات القبح"، بيد أن أي جمال، في أية لوحة، لا يكون جوهره خدمة مصلحة الإنسان، فإنه لا حياة فيه ، بل هو ترفي، يفتقد إلى شرطه الرئيس.

وخلال معاينة سريعة، لبعض ضروب الأدب والفن من: قصة، أو شعر، أو رواية، أو موسيقا، أو مسرح ، فإن هناك ما يفرز كل هذه الأشكال الإبداعية، على أساس قاعدة خدمتها للإنسان، في الذَّود عن إنسانيته، أو من خلال هامشيتها، أو ترفُّعها عن أسئلته المهمة، وبمزيد من التطبيق، وبالعودة إلى الثورات الشعبية- التي انطلقت من حولنا، نجد أن هناك إبداعاً لم يتردد في مغامرة انخراطه في أتون الثورة، ونصرتها، مقابل إبداع مخاتل، لا يظهر هو يته البتة، وهو الإبداع الذي تذود عنه قوى الاستبداد، حرصاً منها على ديمومة عروشها.
أجل، إن هذه الثورات الشعبية التي تتواصل، وهي تسقط آلة الفساد، والاستبداد، تجري امتحانا ً صعباً وجديداً، للمثقفين – بعامة – والمبدعين منهم – بخاصة – وليس هناك أصعب من الرسوب، في مثل هذا الامتحان، بعيداً عن حلم الشعوب الثائرة لكرامتها وإنسانيتها ....؟!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادل اليزيدي في ذكرى غيابه : يسمع وقع أقدام شباب الثورة
- كتابة اللحظة الحاسمة
- علي فرزات يهز عرش الاستبداد
- هنا دمشق-2-
- كيف يُكتب الشعر؟
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-6-
- هنا دمشق-1-
- متعدِّدو المواهب
- اصطياد القصيدة
- مثقفون وناشطون سوريون يهنئون ثوار ليبيا البطلة بإسقاط نظام ا ...
- المواهب الجديدة بين الرعاية والإقصاء
- خطاب السقوط
- الإصدار الإبداعي الأول والولادة الطبيعية
- كتاب تركوا أثرهم وانقطعوا عن الكتابة
- اللاذقية
- إمبراطورية الحفيد الأكبر
- من يكسر شرنقة الصمت؟
- محمود درويش بعد ثلاث سنوات على غيابه:لايريد لحياته ولقصيدته ...
- بهلوانيَّات جاهلية :ردَّاً على ترَّهات رشاد أبي شاور
- رئيس منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف (إبراهيم اليوسف): الج ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - جوهر رسالة الإبداع في ضوء الثورات الشعبية