أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - المواهب الجديدة بين الرعاية والإقصاء














المزيد.....

المواهب الجديدة بين الرعاية والإقصاء


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 19:45
المحور: الادب والفن
    


أصبح مصطلح المواهب الجديدة يظهر بقوة، في عالم الثقافة والفنون، على نحو بارز، فما أن نتحدث عن عالم الشعر، أو الرواية، أو القصة أو المسرح، أو التشكيل، أو التمثيل، أو حتى الرقص، والغناء، حتى يترادف عالمان، أحدهما عالم هؤلاء المبدعين الكبار، أو ممن قد يسمون ب" المحترفين" والثاني عالم الموهوبين، وهم المبتدئون الذين مازالوا يتلمسون أول الطريق، ويعدون بالعطاء.

وإذا كنا نعلم، أن الأسماء الجديدة، في أي عالم إبداعي، إنما تعد" واعدة" حيث يبرز بعضها، ويختفي بعضها الآخر،وذلك تبعاً لعوامل تتعلق بطبيعة الموهبة، أو محيطها الثقافي والاجتماعي،ومدى استمرارالحماس الضمني، ودرجة التشجيع، التي يحظى بها.

ومادامت ثنائية الموهبة والاحتراف متواشجتين، إلى حد بعيد، وأنه لا يمكن أن نجد مبدعاً محترفاً، من دون مروره، بمرحلة ظهور علامات الموهبة، فإنه يمكن اعتبار هذه المرحلة نقطة البدء، لأي مبدع، ولابد من أن يمرَّعبر" مصفاتها" لفترة تطول أو تقصر، حتى يستطيع ترسيخ اسمه بالشكل الذي توفره له درجة عمق وأصالة وقوة موهبته.

ولا يمكن لأي مبدع، أيا كان، ومهما علت قامته، في مجال الإبداع، إلا وأنه يحمل في ذاكرته ذكريات ما، عن مرحلة البدايات الأولى، وكيف أنه كشف في نفسه بذورهذه الموهبة، والسبل التي اتبعها حتى غدا اسماً يعتد به، وله وزنه، وحضوره، وقيمته، وثمة اعترافات مدهشة لعظماء الكتاب، وهم يستذكرون بدايات تجاربهم.

وطبيعي، أن الاسم الإبداعي الذي حظي بأدوات الموهبة الأصيلة، يجد نفسه أحوج إلى احتضان من هو راسخ في الإبداع لموهبته، وهو ما سيفتق في دواخله بذور الموهبة، حتى تنتش، ويقوى عودها، وتصبح قادرة على الاعتماد على نفسها، لتشقَّ طريقها، وتتحول بدورها إلى حاضنة مواهب جديدة، وفق دورة الزمان والإبداع.

وإذا كان كل شخص موهوباً، بشكل أو بآخر، ضمن مرحلة عمرية، محددة، وفق بعض الدارسين، وإن كانت هناك-عادة- ثمة ميول لديه، ستظهر على نحو بارز، فإن مهمة اكتشاف هذه الموهبة ، تتوقف على المحيط الاجتماعي له، في بداية حبوها، سواءأكانت أسرته، أو مدرسته، أو هؤلاء الذين يعيش هذا الموهوب بين ظهرانيهم، ومن هنا، فإن هؤلاء أمام مسؤولية كبيرة، وخطيرة، إذ لابد من أن يتولوا مهمة تحفيز صاحب الموهبة لتطوير نفسه، عبر تمكينه، وتهيئته الثقافية، وإن كانت هذه التهيئة غير كافية، لخلق الحالة الإبداعية، إذ لطالما وجد من انخرط في لجة الإبداع، عبر المثاقفة، لذلك فقد كان هناك" شعر العلماء" بالنسبة لعالم الشعر، هذا الشعر الذي قد تكون فيه كل مقومات الشعر إلا الروح، ولعل في ذهن الكثيرين أسماء بعض هؤلاء، و قدتعد " ألفية ابن مالك" إحدى الأمثلة التي طالما ذكرت في مثل هذا المجال.
وفي المقابل، ثمة من يصاب بعدوى الموهبة، وهم من قد نسميهم، في عالم الإبداع ب" أصدقاء المبدعين"، ليكون هناك المتشاعر، ومدعي الكتابة، أو التمثيل، أو الموسيقى،أو الرسم، أو الغناء،وإن كان هذا الإدعاء عبارة عن مرحلة موقوتة، يمر بها أمثال هؤلاء، لأن أية استمرارية في دنيا الإبداع، تتطلب أصالة الموهبة، وعمق التجربة.

ولعلَّ الأسماء الجديدة، وبعيداً عما يسمى ب" صراع الأجيال" دائمو الشكوى من الأسماء الراسخة، السابقة عليهم، إذ يجدونهم عائقاً أمام طريقهم، غير مشجعين لهم، ربما لاعتقاد منهم أن هذه الأسماء المعروفة تتوجس منهم، ولا تريد لهم الظهور، وبعيداً عن الحكم بصوابية، أو خطل هذا الإحساس،فإن من الأسماء المعروفة من يحمل روحاً لاحتضان الأسماء الجديد، وقد يكون هناك من " لاوقت " عنده، لمضيعة الوقت، في أمر لا يعنيه.

وأياً يكون موقف الاسم السابق، إبداعياً، من اللاحق، فإن هذا الاسم اللاحق، ليحمل في المقابل-في أحايين كثيرة إحساساً، بأن لا أهمية للسابقين، ولابدَّ من محو حضورهم الثقافي، وإن مشروعهم قد انتهى، أو أنه قد تم تجاوزه وغير ذلك، بل قد يكون هناك، من يريد وبغرض إثبات نفسه، محو السابق، حتى ولوكان راعي موهبته، وصاحب اليد البيضاء عليه.

من واجب المؤسسات المختلفة، ثقافية كانت، أم فنية، أن تولي أصحاب هذه المواهب الجديدة الاهتمام، من خلال توفيرمختصين، لرعاية مواهبهم، وصقلها، وتنميتها، حتى يتم تمكينها بالشكل اللازم.

وتأسيساً على ما سبق، فإن الكثير من المنابر الثقافية، كانت، ولاتزال تخصص صفحات خاصة بأصحاب المواهب الجديدة، وتحت مسميَّات مختلفة، كأدب الناشئة، مواهب جديدة، أصوات جديدة..إلخ، وثمة أدباء نجدهم الآن كباراً، وهم يعترفون بأنهم بدأوا تجاربهم من صفحات رعاية المواهب الجديدة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب السقوط
- الإصدار الإبداعي الأول والولادة الطبيعية
- كتاب تركوا أثرهم وانقطعوا عن الكتابة
- اللاذقية
- إمبراطورية الحفيد الأكبر
- من يكسر شرنقة الصمت؟
- محمود درويش بعد ثلاث سنوات على غيابه:لايريد لحياته ولقصيدته ...
- بهلوانيَّات جاهلية :ردَّاً على ترَّهات رشاد أبي شاور
- رئيس منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف (إبراهيم اليوسف): الج ...
- عبود سلمان يعمد عرائسه في نهر الفرات
- دموع -السيد الرئيس-
- في عيده السادسة والستين: الجيش السوري- على مفترق الطرق-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-5-
- زمكانية الكلمة
- مالم يقله الشاعر
- طاحونة الاستبداد:وفيصل القاسم: من نصف الحقيقة إلى تزويرها:
- هجاءُ الخطابِ الأنويِّ
- الحوار تحت -درجة الصفر-:رداً على تخرُّصات رشاد أبي شاور وآخر ...
- -دفاعاً عن الجنون-
- دراجة الجنرال:في رثاء هوارو


المزيد.....




- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - المواهب الجديدة بين الرعاية والإقصاء