أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - زمكانية الكلمة














المزيد.....

زمكانية الكلمة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 03:21
المحور: الادب والفن
    





لقد بات من البدهيات المسلَّم بها، أن أية كلمة، لا يمكن أن تخرج عن فضائها الزَّمكاني، الذي توثق إليه، وترتبط، وتتفاعل معه، لئلا تفقد دلالاتها وقيمتها، بعيداً عن سياقها المطلوب، وإن أية محاولة خارج هذه البدهية، تؤدَّي إلى بتسرة هذه الكلمة وتشويهها.

والكلمة، هنا، الموقف، يمكن النظر إليها، وفق هذا التصوُّر، ضمن هذين البعدين: زمانياً، ومكانياً، محافظة على جملة المعاني التي ترمي إليها، بيد أنها وإن كانت لا تتخلى عن معناها المعجمي، إلا أنها تحافظ في الوقت نفسه، على سمتين، أولاهما السيرورة، والثانية الانزياح، ما يجعل هذه الأخيرة تنسف الأولى، في الكثير من الحالات، الأمر الذي انتبه إليه الفقهاء والمشرِّعون، عندما عاينوا طبيعة البرهة، وراعوها، فكانت للبرهة المعيشة سطوتُها، فحالُ السفر غيرُحال الاستقرار، وحال الحرب غير حال السلم، وحال المرض غير حال المعافاة، وحال الوفرة غير حال الجدب والقحط، وقائمة المتناقضات تطول، وهو ما ينتمي إلى جوهر سنة فهم الحياة، بأكثر ما ينتمي إلى رامة الجمود، وكان غوته خير من عبر عن ذلك بقوله" النظرية رمادية اللون، لكن شجرة الحياة خضراء إلى الأبد".

إن الدافع إلى مثل هذه المقدِّمة، قد يفسر، على نحو واضح، حين التوقف أمام لجوء بعضهم إلى توصيفات الثورات الشعبية التي تتم من حولنا، محاولين إخضاعها لأحكام قيمة، لدواع تتعلق بالانطلاق تحت تثير سطوة الاستبداد، في إهاب فلسفة معينة، يتم تناولها على نحو مدرسي ٍّ، ببغاويٍّ، ليكون إعادة إنتاج لأدوات الاستبداد، معرفياً، وغرض ذلك لن يكون أبعد من زرع الهلع، والرعب، في النفوس، وتثبيط الهمم، لاسيما عندما يتم الإدلاء بأمثلة هائلة، من دليل الثورات، وبطون الكتب، على أنها-أي الثورات- تُثبط،ولا عمر لها، وسوى ذلك، والتثبيط هنا، يمكن توصيفه، مدرسيَّاً، وعلى مقاعد الأكاديميات،بعيداً عن ميدانية رحى الحرب على البشر، حين يسلط الضوء، في غير مكانه وزمانه، على حقيقة البذرة المضادة التي تحملها كل ثورة في صلبها، وسرعان ما تتنامى بحكم عامل صيرورة الزَّمان، متسلقة على أكتاف الثورة، حاملة رايتها، ورافعة سيفها، لكي تنقضَّ عليها، فتحرِّفها عن مسارها الصَّحيح، والأمثلة هنا أكثر من أن تذكر.

إن إطلاق مثل هذه المفاهيم، في أي ملتقىً، يجب أن يستعاض عنه بمدَّ الثورة بالنبض، ودفق الديمومة، والاستمرارية، ليكون مرآة لها، ودافعاً، لا كابحاً، معوِّقاً، مؤدياً إلى خور الهمم، لاسيما عندما يتمُّ الإشادة بالارتكاس، والرهان على وصفة أثبتت بالرؤى نفسها، خطل الاعتماد عليها، وهي المجرَّبة، غير الناجعة، والمدفوع ثمنها، دماً، وانكساراً، ودماراً. إن الخديج الذي سرعان ما يفقد حياته، وهو في حاضنته، بعد قطع كهرباء الحياة عنه، ما فائدته-وهو الأحوج إلى الأوكسجين- من مليارات ذبذبات التنظير،مادام ثمة شعرة، فحسب، بين الزوال والنجاة، وإن كان طرح الاستبداد على نطاق البحث، وتدويل خطورته، وكشف عوراته، على نحو علني، ليتم لأول مرة، وهوموقف يستدعي التثمين، ويشكل مسماراً في نعش دولة الظلم، حتى وإن كان هناك، من سينحاز إلى رؤية الجاني، متصامماً عن نداء الحياة، لدى ذلك الطفل، النداء الذي تحتاج قراءة ذبذباته إلى ضمير، يرتقي إلى فهم حنوِّأمه، وأهله، وعبراتهم، متروكين تحت ألسنة لهيب النار، ووعيد بتر شريان الحياة نفسها..!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالم يقله الشاعر
- طاحونة الاستبداد:وفيصل القاسم: من نصف الحقيقة إلى تزويرها:
- هجاءُ الخطابِ الأنويِّ
- الحوار تحت -درجة الصفر-:رداً على تخرُّصات رشاد أبي شاور وآخر ...
- -دفاعاً عن الجنون-
- دراجة الجنرال:في رثاء هوارو
- بوصلة الرؤى
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء4
- صلاة دمشقية:إلى قاسيون وبردى وكواكب صديقي-ع-
- كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا ...
- في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا
- ثقافة الخوف
- أسئلة اللحظة
- حدود النقد
- المعلّق من عرقوبه إلى الأهلين
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-
- المثقف الكردي والثورة السورية:
- عقدة الأخ الأكبر
- أُمثولة عامودا
- التفاؤل في الأدب


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - زمكانية الكلمة