أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا














المزيد.....

في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 08:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"تعالوا انظروا الدم يغرق الإسفلت"

بابلونيرودا"

ثمّة حراك شعبي، واضح، ومبشِّر، بحق، بتنا نجده في سوريا، عموماً، ولاسيما في الأسابيع الأخيرة، مع التباشير الفعلية التي تلوح في الأفق، ب" سقوط النظام، بلا رجعى، وبزوغ فجر سوري، أصيل، حيث باتت تظهر لغة جديدة هي: تنسيقية-تجمّع-مؤتمر- ملتقى.. إلخ- وكان منها ما هو موجود، وشكّل شرارة الثورة في كل مدينة وقرية- إلى جانب ظهور أخرى،على غرار نشوء نويَّات أحزاب جديدة، لم نسمع بها، ظهرت كلها، دفعة واحدة، ما حدا ببعض الأحزاب لتحاول أن توجد لنفسها موضع- تنسيقية- أوغيرها، لتضمن لنفسها التوازن، وإمكان الاستمرارية، في مرحلة ما بعد سقوط النظام، أية كانت دوافع هؤلاء، إلا أن هذه الروح التي ظهرت فجأة، وخلال أسابيع، فحسب، بعد أن تمكنت مجموعات شبابية، بكسر سطوة ورهبة آلة الخوف المضاعف، وهو ما لم يكن ليصدق أحد أنهم سينجحون، لأن كل المشاركين، في هذه الاحتجاجات، إنّما كانوا ولا يزالون، يعتبرون أنفسهم مشروعاتِ شهداءَ، ولم يخطر ببال أحدهم أنه سيرجع حياً إلى بيته، لكي يكون تحديهم البطولي، بداية شرارة اندلعت، وتبعهم فرسان آخرون، بروح جادّة، إلى أن أصبح الشارع السوري- الآن- يترجم رؤيته وتطلعاته، ولا يقبل بالعودة إلى الوراء، حيث عهد الظلم، والاستبداد، والبطالة، والجوع، والتَّهميش، وانتهاك الكرامة، والحرية، والوطن.
ومن الضروري، أن تتمّ دراسة هذه الحالة، من قبل الغيارى على مشهد الحراك الثوري الشعبي، في كل بقعة من سوريا، باعتباره الضرورة الحقيقية، وإن كان قد أتى نتيجة تضامن وطني، رفيع، مع مدينة درعا، الباسلة ، وأخواتها الباسلات، اللواتي حاولت القبضة الأمنية أن تخرسها بالحديد، والنار، والإلغاء، وبالذِّهنية نفسها التي قام بها سلفه غير الصالح، سواء أكان في حماة، أو حلب، أو قامشلي، أو الرّقة وغيرها، في تواريخ، ووقائع دموية، معروفة، راح ضحية كل تلك المجازر، الآلاف من أبناء شعبنا السوري، كي يستمرَّ النظام الأمني، متربِّعاً على سدّة كرسيه.
وبشيء من الجرأة، فإن أية ثورة شعبية ، لابدَّ من أن يرافق مسيرتها النقد-ضمن أطر محددة من الحب والحرص والاحترام- لكي تحقق أهدافها المنشودة، و تزيل أية عثرات، من شأن النظام الحريص على إفشال هذه الثورة، وزحزحتها، ما استطاع عن مساراتها المرسومة، استغلالها، وهو ما لم يقصر عن القيام به، أصلاً، وهو يدلس على الثورة، ويزوّر حقيقتها، ويزيف جوهرها، ويشوِّه صور أبطالها الفاعلين- مع أن لا أخطاء وقعت حتى الآن من قبل أبطالها الميدانيين- أجل، لقد فعل كل ذلك، منذ اللحظة الأولى لاندلاع هذه الثورة، سواء أكان ذلك من خلال جوقات إعلامييه المضللين، فاقدي شرف الكلمة، والمهنة، والأخلاق، أو من خلال عيونه، وأبواقه، المأجورين، ناطقين، ومحللين، محليين أو مستوردين، ومن كل الشرائح، بدءاً من الراقصات، والراقصين، فعلياً ومعنوياً، وانتهاء ببعض تجار الدين السياسي، الراقصين على بحر الدم السوري، ومحاولته الدسّ بين المكونات السورية، وهذا ما لم يتمكن من النجاح فيه، نظراً لعلو كعب الروح الوطنية، لدى مواطننا، ولذلك، فإنّ رموز الثورة، سواء أكانوا مثقفين، أم قادة ميدانيين، أم مناضلين أشاوس، يواجهون الرَّصاص بالورود، وأغصان الزيتون، والصدور العارية، وهذه ثيمة الثورة الظافرة، فقطعوا بذلك، الطريق، أمام مثل هذه الدسائس، وهذا، ما ظهر في شعاراتهم، التي ترجمت حقيقة، وأول هذه الشعارات: واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد، رافضين الرشا، والإغراءات، التي باتت تقدم بسخاء.

وما يظهر الآن، تماماً، هو أن بعض الرموز التي تم إيلاؤها الثقة من قبل شارع الثورة السورية-وهم فئة جدّ قليلة- بات ينظر إلى هذه الثورة بعين واحدة، بعد أن كان ينظر إليها ب"كلتا" عينيه، إذ راحت عينه الثانية تتابع طريقة ظهوره- أو هكذا ما يخيل للمتابع- والظفر بثمار الثورة، وهذه لحظة ضعف، لمّا يتمّ التخلص منها، من قبل أضراب هؤلاء طبيعي التواجد- وهذا ما يعدُّ عامل وهن، وتراخ، لديهم، لا سيما وأن بعضهم يحاول التعكز على نضالاته الشخصية، سواء كان عمرها سنوات من السجن، أو مجرد أسابيع من النضال الفعلي، عملياً أو معنوياً، ليهرول إلى عقد المؤتمرات، أو الشروع بالتلويح، بأن سوريا القادمة، يجب أن تكون وفق رغبته، هو، الأمر الذي سيرفضه السوريون الذين يدعون إلى دولة مدنية تعددية تشاركية، لئلا تحمل "فيروس" سقوطها، تحت هيمنة الاستبداد، مرة أخرى، وهناك مثال كاف، شاخص، أمام الأعين، وهو ما يحدث الآن في مصر، حيث يراد حرف الثورة عن مسارها الحقيقي، ليقطف بعضهم نتائج الثورة، وكأنّها ثورتهم وحدهم، من دون الملايين الثمانين، في هذا البلد العريق، ليتمَّ استبدال مجرد فرعون، بسلسلة فراعنة جدد.
من هنا، فإن المقترح الصائب، الأكثر عقلانية، في مجال تصور سوريا الجديدة، هو أنَّ يتم تدوين أسماء كل من قاد الثورة،عملاً لا قولاً، أو كل من كتب، أو غنى لها، ليكون هؤلاء-جميعاً- موطن احترام سوريا الغد، أو حتى أن يكونوا مرجعاً لقادة جدد، هم عقول" شبابية"، و" غيرها"، لم تخضع لتلوث وسموم النظام، وكانت من عداد جلّاس المقاعد الخلفية في المؤتمرات، إلا أنها تتمتع بقدر عال من الروح الوطنية، ونكران الذات، والحكمة، والانفتاح على الآخر، والحنكة، والبسالة، وخدمة الثورة.
إن المتداعين إلى أيّ مؤتمر، أو لقاء، أو مجلس انتقالي، مطالبون بأنهم -لكي يكسبوا رضا الشعب عنهم- بالتوقيع على "ميثاق شرف"، يقضي بأنهم لن يقبلوا بأية مسؤولية، صغرت، أو كبرت، مستقبلاً، لتنصبَّ الجهود على إسقاط النظام، وليتمّ خلق حالة وطنية، عالية، نظيفة، ديدنها الإيثار على النفس، الملغيُّ في قانون الاستبداد، والوفاء لدماء شهداء سوريا، الأنبل، والأسمى، والأشجع منا جميعاًُ.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الخوف
- أسئلة اللحظة
- حدود النقد
- المعلّق من عرقوبه إلى الأهلين
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-
- المثقف الكردي والثورة السورية:
- عقدة الأخ الأكبر
- أُمثولة عامودا
- التفاؤل في الأدب
- دوار الشمس
- أدب الظلّ
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء -1-
- بين الكلمة والصورة
- سوريا ليست بخير سيادة الرئيس*
- ما الذي لدى الأسد ليقوله غداً؟
- العنف في الأدب والفن
- الكاتب والصمت
- خريطة طريق أم خريطة قتل؟
- سوريا: جرح نازف وضميرمتفرج معطوب


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا