أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - بين الكلمة والصورة














المزيد.....

بين الكلمة والصورة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 09:07
المحور: الادب والفن
    



عوّل كثيرون على سقوط الكلمة، في ظل ثورة الاتصالات التي باتت تشمل العالم كله، معتبرين أن الصورة الإلكترونية هي الأكثر سطوة، وتأثيراً، وأن العالم كله، يسير نحو اختزال المفردة، وتشفيرها، وترميزها، الأمر الذي يشكل- حقاً- أحد أشكال الخطر على اللغة، ما دعا هؤلاء، لقرع الأجراس، ولاسيما عند من لم تحتل لغاتهم درجات متقدمة، في حقل استخداماتها الجديدة، حرصاً عليها، من الاندثار .

والمتابع حالياً لما يجري من حولنا من ثورات شعبية، بات يشتعل وطيسها، يجد توازياً بين نسقين من الأدوات الإعلامية الأكثر بروزاً، وهذان النسقان هما: الصورة والكلمة، حيث تتنازعان على دور الأولوية، من دون أن تتمكن إحداهما من التخلي عن الأخرى، إذ ليس في منظور أحد أن يتخيل قناة إعلامية يتدفق بوساطتها سيل من الصور، من دون أية كلمة، سواء أكانت منطوقة أو مدونة، وأن حرارة الحدث العالية، والوقائع التي باتت تفوق من حيث مأساويتها الخرافة، ولاسيما أنها تجري، في الوقت الذي يسير فيه العالم، قدماً، على مدارج الحضارة، وأن كل ذلك يفترض تجاوز اللحظة الوحشية، القابيلية، حاضنة العنف، من أجل تأسيس لغة للحب والسلام والحوار .

يجمع الرائي من حوله أفراد الأسرة، ضمن إطار البيت الواحد، كبيرهم وصغيرهم، وليصبح ذلك على مستوى امتداد مساحة الكرة الأرضية، وهم يتلقون خطاباً واحداً، وإن بدرجات متباينة، ومختلفة، من الصدمة، ما يسهم في تشكيل مادة، مثيرة، استفزازية، تزاحم أخبار الكرة، وإن تحولت اللعبة إلى مجرى آخر، لتتحول الكرة الجلدية إلى: كره آدمي، فروح السباق المطلوبة في الرياضة التي تنهض- عادة- على دعامات من التفاهم، وتعزيز الحب، والاحترام، تنقلب في هذه اللعبة الجديدة إلى مسار آخر، فالنصر ليس رمزياً، بل ينحدر إلى حيف وثأر، ويغدو إلغاء طرف لآخر، ما يدفع إلى الحاجة، ضمن هذه الرؤية، إلى عدم الاكتفاء بالرياضة كرة، كانت، أو شطرنجاً، أو حتى ملاكمة، وهي الأقرب إلى اللحظة القابيلية، ليكون هنالك ملك واحد، وبيادق، متناحرة، منقسمة إلى طرفين أو أكثر، وإن كان أي تقسيم لها، لا يتجاوز الانضواء والتدرج ضمن ثنائيتين اثنتين هما: الخير والشر، ليكون لكل منهما لغته، وقد لا يستطيع الخير- في جولته الأولى- حسم المعركة لمصلحته، مادام أن الشرّ يحيط نفسه ببريق، وهالة، مخادعين، يستطيع بوساطتهما استقطاب من يتواطأ معه، سواء أكان ذلك من أجل مصلحة موقوتة، أو لالتقاء كليهما في خانة الرؤى المشتركة، إلا أن الخط البياني، لن يكون- في المحصلة- إلا لمصلحة الخير، وفق سنة الحياة المعروفة، مهما طال أمد جولة الشر، ومهما حقق من إنجازات، هي بالتالي هدم متواصل له .

وفق هذه الرؤية، تماماً، فإنّ نسقي الصورة والكلمة، لا يمكن فصلهما نهائياً بموجب نسقي القيمة، على صعيدي الخير والشر، بل إنهما يتوزعان ضمن النسقين الأكبرين، ليستعين كل من هذين النسقين، بما يلزمه من مفردات النسقين الأصغرين ، بغض النظر عن قدم أحدهما-أي الكلمة-وحداثة الآخر-أي الصورة- ومن هنا، فإن الكلمة التي يستعين بها الزيف هي نفسها الكلمة التي تلجأ إليها الحقيقة، لتستمد كل منهما نسغها من منظومة وظيفيتها الجديدة، وهذا ما يحقق انزياح الكلمة المعروف، ضمن مجالات التضاد الفعلي.

أفق-الخليج-الخميس 23-6-2011



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ليست بخير سيادة الرئيس*
- ما الذي لدى الأسد ليقوله غداً؟
- العنف في الأدب والفن
- الكاتب والصمت
- خريطة طريق أم خريطة قتل؟
- سوريا: جرح نازف وضميرمتفرج معطوب
- الشاعر و-عمى الألوان-
- الرئيس -خارج التغطية-
- الإعلام التضليلي الرسمي في أدواته البائسة
- أمير سلفي جديد وإمارة جديدة
- صدى الكلمة
- في انتظار- الدخان الأبيض- الكردي
- المثقف الكردي: مهمات عاجلة لا بد منها
- -لا تصالح-..!
- تحولات هائلة في الحياة والأدب
- ابراهيم اليوسف: إن أي حوار مع النظام- وأنا أرفضه- يجب ألا يك ...
- وجبة شهداء يوم «جمعة أطفال الحرية» على مائدة تلفزيون الدنيا. ...
- السلفيون «يتذابحون» إلى جمعة أطفال الحرية*
- الشعر والمناسبة
- الجنس الأدبي الثالث


المزيد.....




- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - بين الكلمة والصورة