أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - تحولات هائلة في الحياة والأدب














المزيد.....

تحولات هائلة في الحياة والأدب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3387 - 2011 / 6 / 5 - 17:34
المحور: الادب والفن
    


تحولات هائلة في الحياة والأدب

ثمة أدب جديد يعيد ثقة المبدع بنفسه وبأدواته
الحياة تكتب نصها على إيقاع هتافات الشباب

الإهداء إلى عبد المجيد تمر ومحمود المحمد



إبراهيم اليوسف
يمكن النظر إلى التحولات الجوهرية، والجذرية، التي تجري من حولنا، بشكل عام، على ضوء حضور الشباب، اللافت، فيها، ولعبهم دوراً فاعلاً بحق، على مسرح اللحظة، منذ أن خرجوا من قمقمهم، وكسروه،مؤكدين للعالم أجمع، أنهم ليسوا هامشيين، بل هم فاعلون، وفي مستوى سؤال السيرورة الزمنية المطلوبة، وفي قلب مشهد الحياة، تحديداً، بعد أن كان ينظر إليهم، طويلاً، بلامبالاة، من قبل أوساط واسعة في مجتمعهم، آخذين عليهم انخراطهم في لجّة قضايا جانبية،نافلة، لا شأن ولا مستقبل لها البتة، ومن بينها الاهتمام ببعض معطيات وسائل الاتصالات-الإنترنت- الفيسبوك، ليتبين أن تلك العلاقة لم تكن ترفية، بل كانت مدعاة لاستخدامها في مجالات جديدة، غيرت مجرى حركة العالم، من حولهم، رأساً على عقب، وهي لا تزال على هذا النحو.

ومؤكد أن جملة التغييرات التي جرت، ولما تزل تجري، على قدم وساق، سيكون لها من أثر كبير، في المديين القريب والبعيد، في آن واحد، على مسار الكتابة الإبداعية، عموماً، والكتابة الشعرية منها على نحو خاص، لدرجة أننا سنكون أمام ضربين من الكتابة الإبداعية،يؤرخ لإحداها، بإبداع ما قبل الثورات الشعبية، كما سيؤرخ للأخرى، بإبداع ما بعد هذه الثورات.
ولعلّ الحديث بهذا الشكل، لن يكون تجديفاً، ومجرّد رهانات، فحسب، بل إنه لينطلق من أن ما حدث، قد أثر عميقاً في صميم البنى المتعددة من حولنا، وخلخل الكثير من المفاهيم، وأسس لأخرى جديدة، بدلاً عنها.
لقد ظلّ الإبداع –طويلاً- أسير رؤى متعددة، كانت تتحكم به، نتيجة العلاقة بين الفرد والفضاء الذي ينتمي إليه، كعلاقة أسرية، أو مؤسسية، أو سواها، وكان لكل ذلك ثمة مفاهيم تنعكس على السلوك العام، ولا مناص منها البتة، ولاسيما في ما يتعلق بانعكاس كل هذه الرؤى والمفاهيم إبداعياً.
وحقيقة، فإن ما يجري –الآن- من حولنا، من حراك شبابي، طليعي، ثمين، يترك أثره العميق في جملة البنى الموجودة، لتكون له خصوصيته، على كل الصعد، لدرجة أن هناك من يرى فيه أول خروج عن العلاقة الناظمة بين الفرد والدولة، منذ تأسيس الدولة الأولى، وحتى الآن، ليكون للفرد-أياً كان- صوته الخاص، وفق المواصفات التي يريدها هو، وليعرب عن صوت أعماقه، من دون أية مؤثرات أخرى، مهما كان نوعها.
وإذا كان بعضهم يرى أنه-للآن- لم نجد ذلك الأدب المنتظر سواء أكان ذلك في مجال الشعر، أو القصة، أو الرواية، أو غير ذلك من الأجناس الإبداعية، فإن أصحاب مثل هذا الرأي لا يضعون في الحسبان، أن العملية الإبداعية تحتاج إلى نوع من التأني، ريثما يتم نضوج الرؤية الإبداعية الجديدة، لدى أصحابها، وهذا ما يتطلب تفاعل وجهات النظر، كافة، في المختبر الإبداعي، حيث يظهر للفرد دوره، وبصمته، ودرجة التقاطه للاهتزازات التي تتمّ، ومدى تفاعله معها، كما أن جملة إبداعات الأصوات الفردية التي تتم، سيكون من شأنها إيجاد مساراتها الجديدة، على أساس التمايز، والتواصل، في آن واحد، من دون أي انتهاك لفردية الإبداع.
إن الإبداع الجديد الذي يؤسس، الآن، على وقع هتافات، وحراك الشباب الجديد، سيكون من شأنه، إعادة رونق الإبداع إليه، بعد أن اغترب إلى وقت جد طويل، عن أسئلته الملحة، وطالما أعاق مساره الكثير من الإشارات المرورية، وفقاً لإرادة الرقيب التي تتدخل حتى في العلاقة مع الشكل الإبداعي، وذلك من خلال إيثار شكل على آخر، وسوى ذلك، وهو ما بات يتضح بجلاء، من خلال بواكير الكتابات المتفاعلة مع الحدث التحولي، التي تظهر، بأقلام عدد من الشعراء الجدد، وهي تركز على بعض تفاصيل واقع البرهة، وتبين مدى قوة إرادة الإنسان، و مقدرته على كسر، وإزالة، أية حواجز تعيق طريقه، وهو يقررأن يترجم حلمه إلى واقع، مهما غلت ضريبة ذلك.
ومن هنا، فإن انتزاع عامل الثقة بالإنسان، من جديد، ونفض الغبار عنه، بعد أن غدا إلى وقت طويل، طيّ النسيان، نكاد لم نجد ترجمة له، إلا في السينما، وقصص الخيال، حتى وإن كانت غارقة في شرطها الواقعي، بعد أن سادت أجواء الخيبة والإحباط، وانتشرت لغة جديدة، تنهل من معجم الولاء للسلطة السياسية، لتقسم الكتاب إلى صنفين اثنين: أحدهما والغ في إناء الفساد المستشري، وآخر رافض، مكبل، رازح تحت قيوده، يتم عزله، وقهره، وتصفيته معنوياً، وجسدياً، وهو واقع يمكن تشخيصه-بأناة- أثناء تناول وتشريح آلة الاستبداد، في الدولة الشمولية، والتي تعتبر الاعتماد على مثل هاتين الثنائيتين جزءاً من الأدوات اللازمة، لترسيخ هيمنتها، وصون أمنها، بعد الإيهام-للآخر- بأنه أمن الوطن، والشعب، بيد أنه ليس –في حقيقته- إلا أمن القائد الضرورة، وحاشيته، وبطانته، من الممالقين، وأقطاب الزلفى والفساد.
إن إعادة قراءة الواقع، على ضوء مثل هذه المعطيات الجديدة، ستكتب لضرب جديد من الكتابة والإبداع، كي يظهر، جنباً إلى جنب، مع أنواع إبداعية أخرى، تحمل في تلابيبها أرومة أصداء هتافات الشباب، وهم يبدؤون مرحلة جديدة، وينهون مرحلة أخرى، وهذا ما سينتج-لا محالة-أدباً نوعياً، يمهّد له هذا الكم الهائل من الوقائع، بل المظالم التي طالما شهدها هذا الشباب، ما دفع به للتطلع، والتنطع، لرسم غد مشرق، بلون حلمه، ورؤاه، بعيداً عن سطوة أية فزاعات، حقيقية، أو وهمية، باتت تسقط، الواحدة منها تلو الأخرى، لكتابة نص جديد، نص اللحظة والمستقبل، في آن واحد، نص هو روح هذا الجيل الذي يعيد الاعتبار لنفسه، وللكلمة وللحياة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابراهيم اليوسف: إن أي حوار مع النظام- وأنا أرفضه- يجب ألا يك ...
- وجبة شهداء يوم «جمعة أطفال الحرية» على مائدة تلفزيون الدنيا. ...
- السلفيون «يتذابحون» إلى جمعة أطفال الحرية*
- الشعر والمناسبة
- الجنس الأدبي الثالث
- الصّورة الإلكترونية
- حين يحترم -المحلّل السياسي الرسمي- نفسه
- أعلى من جدار
- الرئيس يطلب العفو
- درعا ترحب بكم
- أدب الثورة وثورة الأدب
- نشيد آزادي- تحية إلى شباب الثورة
- كلمة-azadi- الكردية في معجم الوطن
- أجوبة الناشط الكوردي المستقل إبراهيم اليوسف على أسئلة نشرة ح ...
- أوباما لن يدخل التاريخ
- حوار مع آكانيوز
- الحوار كأداة للقطيعة
- هل يمكن أن نكون أمام أول حوار وطني صادق في سوريا؟
- -طائرات هليكوبتر- سلفية
- لا وقت للمهاترات


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - تحولات هائلة في الحياة والأدب