أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أدب الثورة وثورة الأدب














المزيد.....

أدب الثورة وثورة الأدب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22 - 09:27
المحور: الادب والفن
    



راح كثيرون من النقاد والمنظّرين يسلّمون أمام الأمر الواقع، مع انتهاء عصر الثورات الكبرى، معتقدين أن التاريخ قد أسدل ستاره على هذه المحطات الأكثر أهمية في تواريخ الشعوب، وإنها قد ولت من غير رجعة، لأنها قد استنفدت ذواتها وأدواتها من خلال نزوع الإنسان إلى الاستسلام والإقرار بلغة جديدة، انطلاقاً من لا جدوى ضروب الصراعات، والحروب التي تتمّ، حيث تحضر فيها قوة العتاد، والأسلحة الأكثر فتكاً وتطوراً في ظنّهم وتتراجع قوة الإرادة، التي هي الأكثر جدوى، وغير ذلك من تنظيرات هؤلاء، على ضوء قراءة لوحة المرحلة، والدعوة إلى اعتماد بدائل جديدة للرؤى القديمة، وهو ما وجد طريقه إلى الكثير من الإبداعات الإنسانية التي تناولت وجهة النظر هذه، ما جعل آخرين ينعون مدارس أدبية ونقدية طالما عرفت برصدها للواقع .

مؤكّد أنّ لغة العنف مرفوضة في الحياة، كما هي مرفوضة في الأدب، ولاسيما أنها طالما أخفقت في تأسيس حالة إنسانية مبنية على دعامات من الحب والنبل والشّهامة واحترام الآخر، بل كانت تنسف، في جوهرها، كل هذه المفردات الأكثر أهمية في “المعجم الحياتي”، لتستبدلها بمفردات مغايرة، مأخوذة من الكراهية والقهر وإلغاء الآخر وتضخيم الذات .

إن الثورات الشعبية التي عرفتها المنطقة، استطاعت أن تفعل أكثر مما يمكن التنظير له، للوهلة الأولى، على صعيد مواجهة آلة الاستبداد، والنزوع إلى الحرية، بعد أن تمّ اختزالها واختصارها وجعلها حقاً مشروعاً لشخص واحد، هو المستبدّ، وحده، ليعاد إطلاق ما يمكن الروح في ربيع طال تغييبه، كي تتسامق أفنان شجرته عالية، وتستعيد أوراقها خضرتها المسلوبة، ومما يمكن اكتشافه من ضمن إنجازاتها أنها استعادت الثقة بذلك المارد الجبّار، الذي يقبع في أعماق النفس الإنسانية، وكان قد أحكم وثاقه بشراك الوهم والخوف، ليستيقظ من تنويمه الموقوت، بعد أن لعب النشء الجديد دوره الريادي في اكتشاف “لعبة التنويم” ليرفع صوته عاليا: “الإمبراطور عار” .

ولقد انتبه إلى مثل هذه الحقائق، وعلى نحو مبكر، عدد من النقاد والمنظرين الآخرين بعكس من تمت الإشارة إليهم من قبل إذ صاروا يبحثون عن آثارالواقع الطارىء، في الإبداعات الجديدة بأنواعها، مؤكّدين أننا أمام فهم مغاير لعلاقة الأدب بالحياة على ضوء اكتشافات لحظة جديدة في ساعة الزمن التي لا تتوقف، وإن كنا لما نعثر بعد على ذلك الإبداع الذي يرتقي إلى مستوى الحدث التحولي العارم، إلا أن كل ذلك لابدّ سيخطّ مساره من قبل مبدعين في مستوى فهم هذه التحولات الجديدة، ليكون لهذه الثورة أدبها، وهو أدب الثورة بحقّ، وإن كانت خصوصية هذا الأدب ستستلهم من منظومة رؤى هذه الثورة التي تكتب امتداداً لإرادة ذلك العجوز الشاب في رواية همنغواي، ليكون للعمر مقياسه الجديد، غير مقاييسه الفسيولوجية المعتادة، مادام أنّ الشباب الجديد بات يدلّنا على كل ذلك . . في أعماقنا . . وكتاباتنا . . . . بمداد الحياة والحلم والحب .
جريدة الخليج-زاوية أفق22-5-2011



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشيد آزادي- تحية إلى شباب الثورة
- كلمة-azadi- الكردية في معجم الوطن
- أجوبة الناشط الكوردي المستقل إبراهيم اليوسف على أسئلة نشرة ح ...
- أوباما لن يدخل التاريخ
- حوار مع آكانيوز
- الحوار كأداة للقطيعة
- هل يمكن أن نكون أمام أول حوار وطني صادق في سوريا؟
- -طائرات هليكوبتر- سلفية
- لا وقت للمهاترات
- ثمن الكلمة
- معتقلونا: كي لا ننساهم
- سوريا إلى أين؟
- إعلانات رسمية
- حمامات الدم السوري وقراءة النظام المقلوبة
- لسان الشاعر
- مالم تحققه الدبابة
- إساءات إلكترونية
- بعد موته «ابن لادن» يقصف درعا
- درعاغراد
- ما لا يقوله الحزب الشيوعي (الرسمي): الموقف من الاحتجاجات الس ...


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أدب الثورة وثورة الأدب