أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - لسان الشاعر














المزيد.....

لسان الشاعر


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 03:38
المحور: الادب والفن
    


عبر خبر صغير، لم يأخذ إلا حيزاً بسيطاً من الإعلام المرئي أو المسموع، ووسط ما يجري من حولنا، من نزوع إلى الحرية، في كل الأصقاع، تم الإعلان عن قيام مجهولين بقطع لسان الشاعر اليمني وليد الرميثي، ورميه في أحد الشوارع في العاصمة اليمنية، في صورة تدفع إلى الألم والاشمئزاز، وهو لما ينزف دماً وألماً.
وبغض النظر، عمن قام بمثل هذا العمل المشين، واللا إنساني، بحق الشاعر، بل وبغض النظرعن الآراء التي يحملها، فإن القيام بقطع لسان الشاعر-بهذه الصورة- بناء على موقف بدر منه، فيما لو بدر-وعلى الشاعر ألا يخطأ وألا يكون بوقاً ومداحاً لأحد- وذلك انطلاقاً من منظومة الضوابط التي يجب أن تتوافر لدى المبدعين بشكل عام، والشعراء منهم على نحو خاص.
وإذا كان الشاعر قد أخطأ، أو غالى أو أسرف في تنطعه للدفاع عن وجهة نظر، ممالقة أو تحت سطوة الرهبة، أو حتى نتيجة قناعة ما، ووقع بذلك في مصيدة الخطأ، فإن الرد عليه ينبغي أن يكون بالأداة نفسها التي استخدمها، أي أن يكون بالكلمة، لا أن تتم مواجهته بأقسى وأقصى ما يمكن من عنف ، تقشعرّ له الأبدان.
إن الصور التي تم عرضها للشاعر الرميثي بوساطة بعض المدونات، بعد أن تم الاعتداء عليه بهذا الشكل المزري، تبين شراسة من قام بمثل هذا الفعل- أية كانت هوية هؤلاء- ولا يمكن تصور أن التنكيل بالشاعر انطلاقاً من موقفه، سواء أكان على خطأ أو على صواب، قد بلغ ووصل إلى مثل هذا الحد، في أي عرف، أو شريعة، أو مجتمع.
ورمزية قطع لسان الشاعر، لها مدلولاتها الهائلة في ما يتعلق بالموقف من الرأي الآخر، هذا الرأي الذي يعزز الاختلاف، والتنوع، لأن قطع اللسان هو ذروة القمع والاستبداد، حتى ولو كان من تم تنفيذ مثل هذا الحكم بحقه مناوئاً لرياح التغيير التي باتت تنطلق، جارفة، ولا يمكن لقصيدة مداح منافق، أن توقفها، لأن لهذه الرياح أخلاقياتها العالية، ما دامت تروم أن تكنس القديم، بكل مفرداته التي لم يعد لها من مكان ضمن دورة الزمن التي تسير إلى الأمام، ولم تعد تتقبل مفردات الشر والفساد.
كماولا يمكن لأحد أن يتنطع للدفاع عن صحة رأي هذا الشاعر أو ذاك، لأن الشاعر هو نفسه ابن مجتمع محدد، يتأثر به، ويؤثر فيه، في آن واحد، وإن كان على الشاعر –على الدوام- أن يكون حاملاً لنبض الغلابة، والمقهورين، ناطقاً بلسانهم، حاملاً لجذوة الأمل والحلم، بعيداً عن منافعه ومكاسبه الشخصية، ليكون بحق، فارساً للموقف، كما هو فارس للقصيدة.
إن ما تعرض له الشاعر الرميثي، هو استفزاز لكل شاعر يحمل قيماً إنسانية، بل لكل إنسان، أينما كان، وهو ترجمة للعنف في صورته الهمجية والبدائية، لأن الشاعر –في الأصل - رمز لما حوله، ولطالما كان لسان حال قبيلته وأهله، وكل من حوله، ووزير إعلامهم، بل ووزير ثقافتهم، ومن هنا، فإن مثل هذا العمل ليعد انتهاكاً مركباً لحرمة الكلمة، ولحقوق البشر، وهو مصادرة للعرف والشريعة، ولدور القضاء الذي لا يقوم بمواجهة صاحب الكلمة بمثل هذا التشنيع في أبشع صوره.
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مالم تحققه الدبابة
- إساءات إلكترونية
- بعد موته «ابن لادن» يقصف درعا
- درعاغراد
- ما لا يقوله الحزب الشيوعي (الرسمي): الموقف من الاحتجاجات الس ...
- -من سيذبح المليون-؟
- مدرعات في درعا ودروع للمدينة الباسلة
- رسالة الكاتب
- أطالب بإسقاط «الرشاش»
- قانون الطوارئ في «بزته الأقبح»
- قلق الإبداع
- ذروة الضمير الجمعي
- في وداع -نديم يوسف-
- المخاض الإبداعي
- إعادة الجنسية وضرورة التعويض الرجعي
- أسئلة أولى عشية تشكيل الحكومة الجديدة
- ثقافة الحوار
- البصمة الإبداعية
- أسئلة في محراب نوروز
- ثقافة الحياة


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - لسان الشاعر