أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ذروة الضمير الجمعي














المزيد.....

ذروة الضمير الجمعي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 08:23
المحور: الادب والفن
    




بات الحديث عن أخلاقيات الخطاب الثقافي، يزداد يوماً وراء يوم، ولاسيما في ظلّ هذا الانتشار الهائل لوسائل وقنوات النشر، الإلكترونية منها والورقية، ناهيك عن الوسائل والقنوات الأخرى المرئية والمسموعة، إذ صارت جميعها تلهث وراء التقاط المعلومة التي ستقدمها وفق طريقتها الخاصة، وبما يخدم أجنداتها وسياسات النشر عندها .



وإذا كانت ثورة الاتصالات والمعلوماتية قد استطاعت أن تحول العالم - كما يقال - إلى قرية صغيرة، وباتت المعلومة تصل إلى أي مكان في العالم، ربما قبل أن يتمكن قاطن الشارع أو الحي الذي تم فيهما الحدث الإطلاع عليه، وهو ما يؤثر في الرأي العالمي، لدرجة أن أية دمعة تسيل من عيني طفل، أو أية أنة يصدرها جائع أو جريح، أو أي منظر فظيع من مناظر العنف التي تضخها الشاشات، أوغيرها من وسائل الاتصالات، تجعل الضمير العالمي كله شاهداً عليها، بل إنه يتخذ موقفه الأخلاقي منها، الأمر الذي بات يهدد آلة الشر-أينما كانت-لأن مثل هذه المناظر المروعة لا مناص من رؤيتها، وبتنا نتابعها منذ أن نفتح أعيننا، لنظلّ تحت أسرها، على امتداد ساعات نهاراتنا، ونكاد لا ننفك عنها، ونحن نكمل ملامح ما يجري تارة عبر الرائي، وأخرى عبر الجريدة، أو غيرها مما قد غدا متاحاً أمام جميعنا .



وإذا كان ثمة ضمير جمعي بات يبرز على نحو واضح، في ظل مثل هذه الثورة في عالم الاتصالات والمعلوماتية، فإن هذا الضمير صار يبلغ آماده القصوى، وتوسعت دائرته على نحو يكاد يشمل العالم أجمع، وهو ما يمكن وسمه “بالضمير العالمي” الذي غدا يؤسس ل “الرأي العالمي” تجاه ما يدور في العالم، خلال مدد زمنية وجيزة جداً، الأمر الذي كان يحتاج في ما قبل إلى مزيد من الوقت والانتظار، حتى يتم قبوله، وانتشاره، والإقرار بمصداقيته، وهو ما يساعد على تمييز “الخيط الأبيض من الأسود” في كل قضية يتم تداولها من حولنا .



ولعلّ آلة الشر المشار إليها، لن تقف مكتوفة أمام هذا الصدع اللافت الذي ينال منها، حيث باتت تظهر على حقيقتها، وتتضاءل دائرة سطوتها باستمرار، وينحسر جبروتها، أمام انكسار هيبتها الزائفة، التي باتت تتداعى إزاء انكشاف ِخدعها التي تمارسها أمام أعين العالم، ما يدفعها في مثل هذا المقام، لأن تطور أدواتها، في المقابل، وهو ما يرتب عليها إطلاق الذرائع الواهية، وقلب المعايير، بل تزوير الحقائق، من خلال تزيين صورة المجرم، وجعله ضحية، وتحويل الضحية إلى مجرم في الوقت نفسه .



وبدهي أن هذه الآلة العتيدة ستعتمد على طوابير من أدعياء الكتابة، ممن هم مستعدون، باستمرار، للانخراط في الانضمام إليها، والإسهام معها في تزوير الحقائق، وفق ما يملى عليها، بل والشروع بابتكار المسوغات المطلوبة منها لأداء مهماتها اليومية، ضمن جسد مثل هذه الآلة، لعلها تستطيع أن تحقق بعض ما يطلب من توازن، لا مستقبل له، لتواصل هذه الآلة هيمنتها، وتمرير خططها المعادية لكل مفاهيم الخير، والعدل، والجمال، بيد أن تنامي مثل هذا “الضمير الجمعي” واستطاعته قراءة الحقائق كما هي، اعتماداً على قدر عال من الوعي، بات عقبة كأداء في وجه جبروت هذه الآلة الرعناء والملحقين بها أينما كانوا .



جريدة الخليج- أفق13-4-2011



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في وداع -نديم يوسف-
- المخاض الإبداعي
- إعادة الجنسية وضرورة التعويض الرجعي
- أسئلة أولى عشية تشكيل الحكومة الجديدة
- ثقافة الحوار
- البصمة الإبداعية
- أسئلة في محراب نوروز
- ثقافة الحياة
- الكتابة والحدث
- سلامتك تاتليس
- المثقف ونبض الشارع
- وجوه في حضرة الغياب إلى روح صديقي الفنان جمال جمعة
- صلاح برواري: قلب يخفق في (وطن)
- سليم بركات:حامل جذوة الشّعر و شاغل الشعراء
- آرام ديكران.. أحد أعظم عمالقة الغناء الكردي الأصيل وداعاً
- في صميم النقد وبعيداً عن الوصاية المقيتة : درءاً لالتباس موص ...
- في الممارسة النقدية كردياً
- الشاعر الكردي محمد علي حسو: ذاكرة من لهب وحلم
- نبيه رشيدات سلامتك ...!
- أخيلة من -وحي الكأس- للشاعر الكردي غمكين رمو


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ذروة الضمير الجمعي