أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - إساءات إلكترونية














المزيد.....

إساءات إلكترونية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 02:38
المحور: الادب والفن
    



لا يزال العالم برمته تحت سطوة الانبهار بالقفزة الهائلة التي حققتها ثورة الاتصالات، بعد أن استطاعت وسائل الاتصال المتعددة أن تحقق مقولة “العالم قرية واحدة” عبر الشبكة العنكبوتية والصورة الإلكترونية على حد سواء .

وإذا كان الجانب المضيء مما تحقق في هذا المجال بادياً للعالم بأسره، ومن بين ذلك ما ينسب إلى الإعلام والصورة الإلكترونيين، بأن لهما دوراً كبيراً في نشر المعلومة، وتقريب وجهات النظر في الكثير مما يجري من حولنا، وإن كان هناك من يحاول توجيه هذه المعلومة وفق رؤيته، والسعي للتضليل، إلا أن كل هذا يعد لا شأن له، أمام ما تكتسبه المعلومة الصحيحة عبر مصداقيتها، في التأثير الواضح في الرأي العام .

وبدهي أن الفضاء الإلكتروني أتاح من جملة إنجازاته الهائلة إمكان التواصل بين الناس، أنى تواجدوا، ليوفر في عالم المراسلات الكثير من الوقت والجهد، حيث كان على المرء أن ينتظر، في ماقبل، أياماً وأسابيع، حتى تصله “رسالة” أو “طرد” بريدي، من الطرف الآخر، وكان يحتاج إلى وقت مماثل لأن يصل ردّه إلى الآخر، إلا أنه الآن بات يستطيع أن يختصر الزمن الذي تحتاج إليه الرسالة، إلى مجرد ثوان، بعد أن يضغط بإصبعه على إشارة الإرسال في “لوحة المفاتيح”، وهو الزمن نفسه الذي يلزم لتلقيه الردّ على ما يكتب .

إن تأمل مثل هذا “الاختصار” لعامل الزمن في مثل هذه الاتصالات، وحدها، من قبل الفرد، يومياً، عبر مراسلاته مع الآخرين، يبين أنه قد تم توفير وقت هائل بالنسبة إليه، فكيف بنا إذا نظرنا إلى الوقت الذي يتوافر لهذا الإنسان، طوال الشهر، أو العام، بل إننا نكون أمام كم هائل من الزمن، إذا تم حساب كل ذلك الوقت الذي يتم توفيره، بالنسبة إلى الأسرة الواحدة، أو البلد الواحد، وبالتالي بالنسبة لمجموع المستخدمين في القرية الكونية .

وإذا كان عالم الإلكترون، ضمن هذا الحيز، وحده، في التواصل بين الناس، أفراداً ومؤسسات، ودولاً، قد وفر على البشرية وقتاً عظيماً، شاسعاً، فإنه من الممكن أن يتم استثماره من أجل خدمة الإنسان، أينما كان، ناهيك عن أن من شأن توافر الاتصالات الأكثر سرعة، توثيق العلاقات الإنسانية بين الناس، ولمّ شمل الأسر التي طالما افتقدت خيط التواصل بين أفرادها، وهو ما يضع حداً للفرقة، والعزلة، والنفور، بل ونبذ كل ما يشوب طهر هذه العلاقات، من خلال تعزيز أواصر المحبة والتعاون والوئام، بما يخدم البشرية جمعاء .

بيد أن ما يجري الآن، وفي هذه المرحلة الانتقالية بين ضفتي عالمين يمكن وصفهما ب “ما قبل مصالحة الإنسان مع ذاته والآخر، وما بعد هذه المصالحة”، أن هناك من لايزال يتصرف بذهنيته القديمة، من خلال الإساءة في استخدام “نعمة الإلكترون” عبر الإصرار على إقلاق غيره، وإرسال معلومات خاطئة، أو رسائل إزعاج لمتلقين محددين، مستفيداً من هامش الحرية الذي يتيحه هذا الفضاء، وفي ظل كسر شوكة الرقابة على “البريد الإلكتروني” لنكون أمام رسائل مضللة، استفزازية، ترسل بأسماء مستعارة، إلا أنها تبقى في حدود معينة، وها هي تتراجع، وتنحسر، يوماً بعد يوم، أمام ما يفرضه هذا الفضاء من حرية، وما ينشره من محبة، هما أسطونا مستقبل العالم، بالتأكيد .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد موته «ابن لادن» يقصف درعا
- درعاغراد
- ما لا يقوله الحزب الشيوعي (الرسمي): الموقف من الاحتجاجات الس ...
- -من سيذبح المليون-؟
- مدرعات في درعا ودروع للمدينة الباسلة
- رسالة الكاتب
- أطالب بإسقاط «الرشاش»
- قانون الطوارئ في «بزته الأقبح»
- قلق الإبداع
- ذروة الضمير الجمعي
- في وداع -نديم يوسف-
- المخاض الإبداعي
- إعادة الجنسية وضرورة التعويض الرجعي
- أسئلة أولى عشية تشكيل الحكومة الجديدة
- ثقافة الحوار
- البصمة الإبداعية
- أسئلة في محراب نوروز
- ثقافة الحياة
- الكتابة والحدث
- سلامتك تاتليس


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - إساءات إلكترونية