أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - إبراهيم اليوسف - درعاغراد














المزيد.....

درعاغراد


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 06:43
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


إلى صديقي المناضل عبد القادر خزنوي

يكاد أحد لا يصدق البتة، أن مدينة كدرعا الأبية، باتت تحت الحصار، منذ ما يقارب الأسبوع، وهو حصار لايشبه حصار ستالينغراد1942 ، ولا حصار غزة 2008، لأن المحاصر بكسر الصاد في الأولى كان ألمانياً، أثناء الحرب العالمية الثانية، وأنه في الثانية كان إسرائيلياً، بينما الحصار الذي يتم الآن هو حصار من نوع مختلف، إنه حصار يفترض أن يكون وطنياً.
لا أعرف كيف أن جنرالات الحصار الوطني، يستطيعون أن يقنعوا أبناءهم، وزوجاتهم بأن ما يقومون به منذ بضعة أيام، بل منذ أسابيع هو حرب مقدسة، شريفة، وأن القاتل والمقتول فيها ليسا من وطن واحد، كما تفترض الوطنية في أنموذجها الحق،

ما يدفع بمسوغي هذه الحرب الشعواء المسعورة، والمجنونة، واللئيمة، إلى أن يتنمروا على مواطن أعزل، لا يرفع في وجههم إلا أغصان الزيتون، والورد، وهو يواصل احتجاجه: " سلمية.. سلمية..." ضد أي ضرب من التفريق، والتصنيف، اللذين ليسا من ألف باء روح مواطننا، الذي ظل طويلاً يوقن- وهي الحقيقة- أن كل أبناء هذا الوطن هم أفراد أسرة واحدة، لولا أن الأجندات السياسية الطارئة على ثقافته، لا تزال مصرة على فعلها التضليلي، من دون أن يكون لهذا الخطاب أي مستقبل في هذا البلد، وإن كانت الضريبة قد دفعت غالية من قبل بعض مواطنينا الكرد، نتيجة مؤامرات لا تزال تحاك منذ عقود، إلا أنه وفي كل المحطات أكد أنه - بالرغم من مطالبه الخاصة- وطني من الطراز الأول، وها بات الاستفراد الآن بأهلنا في درعا العز، ليتم" تأديب سوريا كاملة بهم، في عرف الجناة، الذين لا يفتؤون حصارها بكل شراسة، معتقدين أنهم بذلك يرفعون من أسهم بسالتهم، من دون أن يعرفوا بأنهم بكل رصاصة تطلق على صدر وجمجمة مواطن بريء إنما يطلقونها على وطنهم ، ليتقهقر في مواجهة أعدائه، وإن كانوا يفعلون ذلك تحت يافطات أخرى تزعم الوطنية وهي ليست في المحصلة إلا دفاع عن حفنة مكاسب ينالونها على حساب إفقار أبناء وطننا جميعاً.

إن الأنباء الواردة حول درعا تؤكد أن تنكيلاً بعيداً عن الأخلاق، والقيم، بل بعيداً عن الوطنية يتمّ في هذه المدينة الصامدة، بحق بنيها الأبرار، حيث لا تزال الجثث على قارعات الطرق، ملقاة، تفوح منها الروائح، بل إن هذه المدينة لما تزل تعيش مفردات الحصار الفعلي، الأرعن، الحصار الذي لا علاقة له بالوطنية، من قطع للماء والكهرباء والاتصالات والوقود والأدوية، بل والأغذية، والهواء.... أجل والهواء..... ، في ظل دخان الدبابات والأسلحة الرشاشة، وهو ذروة العار....أو حضيضه، ناهيك عن مداهمات البيوت، من قبل الملثمين، والاستمرار في إطلاق النار على الأبرياء، واعتقال المزيد من بنيها بغرض بثّ الرعب في هذه المدينة الوادعة التي هي أنموذج للوطنية والبسالة والكرامة والإنسانية، وهي تأبى وجود أي ضرب من الإرهابيين فيها- وتباً لهم إن وجدوا في أي مكان- وإن أمثال هؤلاء لا ينتمون إليها البتة، بل أن وجودهم افتراضي، لا ترجمة له على أرض الواقع، وهو ما يدفع إلى المطالبة بفكّ الحصار عن هذه المدينة، حالاً، والاعتذار عن أية نقطة دم سيلت فيها، ومحاكمة الجناة أية كانت مواقعهم، وإن كل ما تم فيها من قتل سواء للمدنيين أو للمجندين المساقين عنوة إلى حرب أهلية معلنة من طرف واحد، معني بحماية المواطن لا قتله، إن كل ذلك هو مسؤولية النظام ومن كان وراء الإيعاز إلى الدبابات والجيش لغزو المدينة، وإن ما يتم الحصول عليه من وثائق عبر أجهزة تصوير بدائية إنما تمثل الحقيقة التي تجري هناك، وإن كان مزور الإعلام كما هو معروف به منذ عقود، سوف يرمي بسوءته على الآخر، كمن يرمي قمامته الشخصية على إزار جاره النظيف، فلا أحد من بلدنا يرغب البتة في أن يكون هناك تدخل أجنبي في شؤوننا، ولا يوجد من بين شعارات الشباب السوري من قامشلي وحتى درعا من يطرح شعاراً غير وطني، بل إن من يوجه الدبابة لتدمير بلده، يسعى لتحقيق شعار " علي وعلى سواي" المهزوم، والمأزوم، متصرفاً بجاهلية لم تعد تليق بروح العصر، في هذا العالم، الذي غدا-بحق- قرية واحدة، فإن رضى من يتوجه إلى صدره الرصاص هو من يمنحه الشرعية في أن يكون قائداًشرعياً في أي موقع.
ولقد خطر ببالي، لو أن أخوة لنا في بلد آخر، غير سوريا، قد تعرضوا لما تعرض له أهلنا في درعا، لكان إعلام النظام يروح لتكذيب بدعة وجود "سلفيين إرهابيين" ولطالب بإيصال المؤن والغذاء والأدوية إليهم، ولتبارى ممن يسمون ببرلمانيينا لركوب البواخر لإيصال الأدوية والمساعدات إليهم، ولئلا أظلم "البرلماني" وحده، فإن ما أقوله عنه لينسحب على ممثل الحزب الجبهوي، في موقعه الرفيع، وهو يفكر بتعزيز مكانته في ما بعد درعا، وهو ما ينسحب على الوزير، وكل ساكت عن الجريمة النكراء في درعا، بل وأي جريمة إطلاق رصاص على مواطن... هو أشرف من قاتله ولا وجه للمقارنة بينهما البتة.
إن حصار درعا - بهذا الشكل- لطخة عار على جبين كل سوري، ومن هنا، فإن على كل إنسان سوري شريف أن يرفع صوته ، عالياً، ليجاهر بالحقيقة- ولا أقصد جوقة المنتفعين والببغاوات المأجورين- من أجل إيقاف حمام الدم في بلدنا، بل من أجل ألا يتمادى- القتلة- في غيهم، لأن أنموذج القاتل، من هذا النوع هو مستعد أن يضحي بثلاثة وعشرين مليون سوري، كي يبقى هو..... هو وحده...، متخلصاً،في حربه الظالمة على أهله،من الأسلحة الكاسدة التي لم نستخدمها منذ ثلاثة عقود في أقل تقدير وحتى الآن.......

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لا يقوله الحزب الشيوعي (الرسمي): الموقف من الاحتجاجات الس ...
- -من سيذبح المليون-؟
- مدرعات في درعا ودروع للمدينة الباسلة
- رسالة الكاتب
- أطالب بإسقاط «الرشاش»
- قانون الطوارئ في «بزته الأقبح»
- قلق الإبداع
- ذروة الضمير الجمعي
- في وداع -نديم يوسف-
- المخاض الإبداعي
- إعادة الجنسية وضرورة التعويض الرجعي
- أسئلة أولى عشية تشكيل الحكومة الجديدة
- ثقافة الحوار
- البصمة الإبداعية
- أسئلة في محراب نوروز
- ثقافة الحياة
- الكتابة والحدث
- سلامتك تاتليس
- المثقف ونبض الشارع
- وجوه في حضرة الغياب إلى روح صديقي الفنان جمال جمعة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - إبراهيم اليوسف - درعاغراد