أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - قلق الإبداع














المزيد.....

قلق الإبداع


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 06:09
المحور: الادب والفن
    




يتردد الحديث عن القلق الإبداعي لدى المبدعين، بعامة، سواء أكان ذلك في مجال الكتابة أو الرسم أو الموسيقا، بل راحت دراسات هائلة تركز على موضوع القلق لدى المبدع، وذلك انطلاقاً من معاينة إبداعه، وتشخيص تأثير هذا القلق في عالمه الإبداعي .

ويرى عدد كبير من الدارسين أن القلق- وعلى خلاف ما هو متوقع- ينعكس بشكل إيجابي على العمل الإبداعي، إذا كان من ذلك النوع الذي يحفز المبدع على الانخراط في مجاله الإبداعي، ويركز على أدواته الفنية المتعدّدة، بحسب طبيعة مجال إبداعه الخاص، ليكون ذلك مؤشراً إيجابياً لدى الفنان، بل ليكون إحدى الأدوات اللازمة للتجربة الإبداعية الأصيلة .

ومن هنا، فإن هؤلاء الدارسين ينظرون إلى الأعمال الفنية الخالدة لعباقرة الإبداع على اختلافها، على أنها نتاج موهبة غير عادية، وإن لدرجة القلق عند أصحابها علاقة كبيرة بما قدموه، بل هناك من يرى أن القلق صفة ملازمة في مثل حالة المبدع، ولايمكن النظر إلى أية حالة إبداعية بمعزل عن تصور درجة معينة من القلق لديه، ليكون ضمن هذا المفهوم حالة صحية لا بدّ منها .

بيد أن القلق في تصور عدد آخر من الدارسين مشروط بدرجة محدّدة من السطوة على سلوك وروح المبدع، ليكون ضمن طور السيطرة، والتفاعل الإيجابي في المختبر الإبداعي لديه، لأن من شأن مثل هذا القلق في حال تفاقم أمره أن ينعكس بشكل سلبي على الحالة الإبداعية لدى المبدع، بل على صعيد حالته النفسية والصحية على حد سواء .

إن العودة إلى السير الشخصية لعدد كبير من المبدعين تبين أن القلق الذي استطاع أن يكون دافعاً لافتاً في تطوير التجربة الإبداعية لكثير منهم، سرعان ما يثبّط الإبداع لدى بعضهم الآخر، في ما لو تفاقم أمره، وخرج عن سيطرته الشخصية، فهو هنا لن يخسر مجرد نتاجات متألقة، منتظرة منه،أو قد يتم تقديم إنتاج خال من الإبداع، أو من دون مستوى قامة المبدع نفسه، نتيجة الخلل في تعامله مع أدواته، بل إن ذلك قد ينعكس في الوقت نفسه على حياة المبدع، ويترك شرخاً واضحاً فيها، لينال من تواصل هذا الفنان مع عالمه الأسري، أو الاجتماعي، فيركن إلى العزلة، والانكفاء، ضمن مدة زمنية تقصر أو تطول .

وتأسيساً على مثل هذا الكلام، فإن القلق قد يغدو من مستلزمات الإبداع حقاً، بيد أن وعي هذا القلق من قبل الفنان، وكيفية التعامل معه، أو ترجمته، هو أمر في غاية الحساسية، ولكم من مبدعين حقيقيين يؤطرون هذا القلق ضمن حالات معينة، سواء أكان ذلك في ما قبل اللحظة الإبداعية، أوأثناءها، لتكون الاستفادة منه بالشكل الأمثل، إذ يقوم هذا الصنف من المبدعين بتطويعه في خدمة أعمالهم .

وبدهي أن تأثير القلق في عمق النتاج الإبداعي نفسه، يظهر على نحو واضح لدى المتلقي، ولاسيما عندما يستسلم هذا المبدع أمام سطوته، بعيداً عن سيطرته الضرورية، ليتم تغليب عناصر محددة على حساب أخرى، نتيجة هيمنة حالة يأس وكآبة واستسلام، ولعل هذا هو السر في أن بعض الأعمال الإبداعية تدفع إلى حب الحياة، والإقدام عليها، بيد أن هناك-في المقابل- أعمالاً تتغلغل لحظة يأسها حتى على المتلقي ذاته، وكمثال مشخص هنا يمكن الإشارة إلى رواية-المسخ- لفرانز كافكا الأكثر اشمئزازاً واستفزازاً لقارئها .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذروة الضمير الجمعي
- في وداع -نديم يوسف-
- المخاض الإبداعي
- إعادة الجنسية وضرورة التعويض الرجعي
- أسئلة أولى عشية تشكيل الحكومة الجديدة
- ثقافة الحوار
- البصمة الإبداعية
- أسئلة في محراب نوروز
- ثقافة الحياة
- الكتابة والحدث
- سلامتك تاتليس
- المثقف ونبض الشارع
- وجوه في حضرة الغياب إلى روح صديقي الفنان جمال جمعة
- صلاح برواري: قلب يخفق في (وطن)
- سليم بركات:حامل جذوة الشّعر و شاغل الشعراء
- آرام ديكران.. أحد أعظم عمالقة الغناء الكردي الأصيل وداعاً
- في صميم النقد وبعيداً عن الوصاية المقيتة : درءاً لالتباس موص ...
- في الممارسة النقدية كردياً
- الشاعر الكردي محمد علي حسو: ذاكرة من لهب وحلم
- نبيه رشيدات سلامتك ...!


المزيد.....




- من تلة في -سديروت-.. مأساة غزة تتحوّل إلى -عرض سينمائي- مقاب ...
- بالصور.. دول العالم تبدأ باستقبال عام 2026
- -أبطال الصحراء-.. رواية سعودية جديدة تنطلق من الربع الخالي إ ...
- الانفصاليون اليمنيون يرفضون الانسحاب من حضرموت والمهرة
- سارة سعادة.. فنانة شابة تجسد معاناة سكان غزة عبر لوحاتها وسط ...
-  متاهات سوداء
- الصور الفوتوغرافية وألبوماتها في نصوص الأدب والشعر
- -السرايا الحمراء- بليبيا.. هل يصبح المتحف رسالة تصالح في بلد ...
- الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي: ادعاء روسيا استهداف أوكراني ...
- تمنوا لو كانوا أصحابها.. أجمل الروايات في عيون روائيين عرب ع ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - قلق الإبداع