أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - أوباما لن يدخل التاريخ














المزيد.....

أوباما لن يدخل التاريخ


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم تنطل خطبة باراك أوباما الرئيس الأمريكي، التي وجهها للشرق الأوسط، يوم أمس، على أي متابع في الشرق الأوسط، أو في العالم، وهويقرأ المشهد السياسي في هذه المنطقة، ولو بشكل عادي، استعراضي، عابر، بالرغم من ثقته بالنفس،التي ظلت ترافقه خلال الشريط الزمني للخطبة التي كان المليارات من العالم يتابعونها، بعد أن تم الإعلان عنها.
بدأ أوباما كلمته بالثناء على كيلاري كلنتون، وزيرة خارجية بلده، على جهودها الكبيرة على صعيد إنجاح سياسة بلدها،ومتابعة شؤون هذه المنطقة، بالشكل المطلوب، وهو ما يجعلها وفق تنبؤات أوباما،جديرة بأن تدخل التاريخ!.
لقد بدا باراك أوباما-بحق-بهلواناً،حاذقاً، في طرح أفكاره الصغيرة، المتواضعة، في صيغ بلاغية، أنيقة، وهو يتكىء على قصص وأمثلة تبدأ بتلك المرأة الأمريكية السوداء التي تجلس في مكان مخصص للبيض،خارجة على القانون والعرف الأمريكيين التمييزين بحق السود، لينحفر اسمها في الذاكرة، كتلك المرأة السورية في درعا التي يذكر اسم مدينتها، والموقف المؤثر عندما تخترق جسدها رصاص القناصة الوطني، ليس لأي ذنب فعلته، بل لأنها كانت تعبر الشارع،كمثال، شأن غيرها، وهذه الإضافة من عندي، تماماً، كما يذكر عبارة الشاب السوري في تظاهرة الحريقة، إثر اعتداء رجل الأمن في شباط الماضي على أحد الشباب، ما أدى للخروج العفوي في أولى مظاهرة في هذا الحي الدمشقي التجاري العريق، عندما قال أحد الشباب المحتجين تعليقاً على مشاركته في أول احتجاج دمشقي: أحسّ أني لأول مرة أستردّ كرامتي-، وهذا الكلام لسان حال ملايين الشعب السوري، الآن- وذلك عندما شتم شرطي الشاب عماد نسيب،وفق المعجم الأمني السوري:"تحرك ياحمار" فرد عليه الشاب بمثل ذلك الكلام.
مثل هذه الإشارة التي اعتمد أوباما خلال سردها على لغة إشارية، تفترض أن يكون متلقي خطابه على علم بدلالاتها،وقد ملأت هذا الخطاب التجريبي كنقاط ارتكاز، سواء عندما تحدث عن مظالم النظام الإيراني في أولى ثورة احتجاجية قمعت، ويتم استنساخها سورياً من جهة طريقة القمع، بل والأدوات-بحسب رأيه- وكذلك في ما يتعلق بالشأنين الليبي واليمني، أو في ما يخص الشأنين الفلسطيني و البحريني- من دون أن يذكر استشهاد الشبان الفلسطينيين على الحدود الإسرائيلية-،لتبين من جهة تعاطفه مع الناس، دليلاً على متابعته لكل ما يحدث في هذا العالم، ولكي تشدّ من أزر خطابه، من جهة أخرى، ليحظى باهتمام متابعيه في قارات العالم أجمع، وإن كانت نظرته لكل شأن من تلك الشؤون تأتي نتيجة موقف أمريكي مسبّق، لاجديد فيه كما قال الزميل عبد الباري عطوان، في تناوله اليوم للخطاب في صحيفة القدس.
وبالرغم من أن الشعب السوري الذي يتعرض لحرب إبادة داخلية،منظمة، من قبل نظامه، لكسر شوكة الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة، لتولي من غير رجعة، لن يقبل إلا أن يعتمد على نفسه في تلك المواجهة السلمية، مها استوحشت آلة الظلم التي باتت تستخدم مفردات الاحتلال بحق مواطنها، وتفتري عليه، وتستنجد بالخارج لتشكيل مظله لتمريرمظالمه، سواء أكان بالاعتماد على مرتزقة من المثقفين اللبنانيين، أو من خلال إرسال رسائل للعالم، تسوغ له بأن ما يقوم به هي حرب بالوكالة على إرهابيين، قامت أمريكا –مؤخراً- بقتل زعيمهم" بن لادن"، كما أن في ظل هكذا ثورة فإن حدود إسرائيل لن تكون آمنة، بعد عقود من حمايتها سورياً، من دون أن يكفّ عن أن يبين للعالم بأسره بأنه ليس النظام الذي يحتكر السلطة بموجب المادة الثامنة من الدستور، بل هو يحتكرالمقاومة، بالرغم من أن الشعب السوري قاوم إسرائيل منذ احتلال فلسطين، وحتى الآن، وسيستمر في موقفه، وها هوحضوره-أي النظام- يكاد يهيمن على الخطاب العالمي كله،كما هو شأن خطاب أوباما نفسه، لأن الإدانات التي تتم بحق فظاعة ما يرتكبه، لما تزل خجولة، لا تضع في مصلحتها الشعب السوري، لأنها تراهن على النظام لا الشعب، و إنها لا تخرج من شراك النظام المنصوبة في كل مكان من العالم
إن أوباما أمسك ب–العصا من المنتصف وتصرّف وفق خطاب الكيل بمكيالين- كما قال أكثر من محلل سياسي علق على الخطاب، شأن أكثر المواقف من الثورة السورية، وهو نفسه ما عبرت عنه في تناولي لموقف الرأي العالمي مما يجري، في لقاء أجري معي من قبل إحدى وكالات الأنباء، قبيل خطابه بساعات،مع أن الشعب السوري لا يريد من أحد إلا إدانة ما يجري،إعلامياً، لأنه يعتمد على نفسه –بحسب الصديق بسام جعارة- باعتبار السيل قد بلغ الزبى، وإن وضع المواطن السوري الذي تحاصر مدنه الدبابات والقناصة والشبيحة والتلويث الإعلامي السوري، ورائحة الجثث على الطرق، قبل أن تجد الطريق إلى المقابر الجماعية، هو مزر، ناهيك عن أنه يكذب على شعبه، ويخونه، ورأينا كيف أنه أرغم تحت طائلة التهديد مفتياً وبرلمانياً في درعا للتراجع عن استقالتهما، بينما كانت نساء هؤلاء وأبناؤهم رهن الأسر.
كل ما قلته،عبارة عن انطباعات عابرة، نتيجة القراءة الأولى للخطاب، وبالتأكيد فإن أي محلل سياسي، سيجد الكثير فيه، ولاسيما في ما يتعلق باستعراضية الخطاب المخاتل،،بذكاء عال، لإرضاء الجلاد والضحية، في أمثلة كثيرة، تتعلق في بأكثر من بلد حاول تناول وضعه، وكان الخطاب فرصة له، لإعادة خلق الثقة بشخصه، عبر وضع النقاط على الحروف بأكثر،والابتعاد عن التسليم بمفردات الجورالواقعة على المضطهدين، من خلال نعتها باللغة اللائقة، وهو بمجمله كلام كان من الممكن أن يقوله شاعر فاشل من الدرجة العاشرة، وهو يضع نصب عينيه كيف يأكل من وليمة القاتل والضحية، في آن واحد، ليسقط بيده الكثير من أسهم شخصيته في عيون وقلوب أبناء العالم الحر، بحيث لا يمكن أن نسحب عليه نبوءته لهيلاري كلينتون بدخول التاريخ، ولعلهما-في الحقيقة- لن يدخلا التاريخ معاً على ضوءما يتم-الآن- من سياسات وآراء غير مبدئية من قبلهما معاً.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع آكانيوز
- الحوار كأداة للقطيعة
- هل يمكن أن نكون أمام أول حوار وطني صادق في سوريا؟
- -طائرات هليكوبتر- سلفية
- لا وقت للمهاترات
- ثمن الكلمة
- معتقلونا: كي لا ننساهم
- سوريا إلى أين؟
- إعلانات رسمية
- حمامات الدم السوري وقراءة النظام المقلوبة
- لسان الشاعر
- مالم تحققه الدبابة
- إساءات إلكترونية
- بعد موته «ابن لادن» يقصف درعا
- درعاغراد
- ما لا يقوله الحزب الشيوعي (الرسمي): الموقف من الاحتجاجات الس ...
- -من سيذبح المليون-؟
- مدرعات في درعا ودروع للمدينة الباسلة
- رسالة الكاتب
- أطالب بإسقاط «الرشاش»


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - أوباما لن يدخل التاريخ