أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشعر والمناسبة














المزيد.....

الشعر والمناسبة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 03:28
المحور: الادب والفن
    





ثمة الكثير مما يقال عن علاقة الشعر بالمناسبة، ولاسيما في ظل سيادة المفاهيم النقدية الحديثة، حيث يرى هؤلاء، أن التخطيط للقصيدة يعني زجّها في مهمة قسرية، ويسلبها الكثير من عناصرها العفوية التي تجد طريقها عبر لاوعي الشاعر إلى فضاء النص، عادة، وهو ما يجعلها - في نظر هؤلاء - فاقدة عنصر براءتها الأولى التي لا بد منها .

وبعيداً عن تقويم مثل هذه الآراء والمفاهيم الجديدة التي وجدت طريقها إلى النقد الحديث، فإن هناك على الدوام استثناءات كثيرة، في حياة الشاعر، لا يمكنه - لقرب المناسبة من روحه - التخلص من سطوتها، بل لابد من تناولها، مادام أن الشعر - في المقابل - لسان لحظة الشاعر وحلمه، وهو من حقه الطبيعي على أي حال .

لقد عدّ النقاد - قديماً وحديثاً - شعر المناسبات ضرباً أقلّ شأناً من الأشكال الأخرى التي أبدعها الشعراء، وإن كنا نجد في مثل هذه النصوص وثائق مهمة، عن الحياة العامة، في كل عصر على حدة، خارج لحظتها الجمالية، بل إن بعضاً منها يستحوذ جمال المعنى والمبنى، في آن واحد، حتى وإن كنا أمام قصائد اليوميات التي قد يستوي في ميزانها، ما يكتب في مجال الرثاء أو المديح - في إطاريهما المناسباتي - حيث نقع على قصائد في مجال الرثاء -مثلاً- تمتلك مصداقيتها العالية، كما نقع في نصوص المديح على إلماعات فنية، عالية، سواء أكان ذلك على صعيد اللغة، أو الصور، أو الأخيلة، وإن كان الشعر أعذبه أكذبه، في نهاية المطاف .

والشاعر، أياً كان، له حياته الخاصة، فهو يغتبط أمام ولادة جديدة، ويستعر قلبه ألماً وكمداً، في حضرة موت قريب، أو صديق، تتعرض روحه لأثر مثل هذه الصدمات الكبيرة، وقد يكون الهول أبلغ، عندما تحصد روح هذا الشخص رصاصة، أو يتعرض للنطع، والغدر، فإن الشاعر لابدّ من أن تكون له كلمته في مثل هذا المقام، إذ ليس معقولاً أن تتعامى القصيدة عن ألم ذي وتيرة عالية، من هذا الطراز، بينما يزجّ بها بعضهم لتكون لسان حال صاحبها، في قضايا سطحية، أقل شأناً، من دون أن تسجل أية ملاحظة على هذا الطراز من الكتابات التي لها حقها في الظهور .

أجل، لا يمكن لأحد أن يضع حدوداً للشاعر، لمنعه من التعبير عما يجيش في نفسه، من مشاعر، وأحاسيس، وانفعالات، ومواقف، ليعكسها في قصيدته، هذه القصيدة التي إن لم تخلص لعالم الشاعر الداخلي، فهي لن تكون مخلصة - البتّة - لعوالم سواه، في ظل توافر الصدق، والإخلاص مع الذات والعالم .

إن الشاعر ابن بيئته، ومجتمعه، وله شبكة علاقاته الخاصة، التي لا يفتأ يجسدها في إبداعه -أنى أراد- أو أنى فرضت القصيدة نفسها، على اعتبار أن القصيدة هي التي تكتب ذاتها، وأن الشاعر ليس سوى ناقل لها، أو معبر عنها، أو وسيلة، تتمكن من خلاله، أن تكتب لنفسها الحياة .

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس الأدبي الثالث
- الصّورة الإلكترونية
- حين يحترم -المحلّل السياسي الرسمي- نفسه
- أعلى من جدار
- الرئيس يطلب العفو
- درعا ترحب بكم
- أدب الثورة وثورة الأدب
- نشيد آزادي- تحية إلى شباب الثورة
- كلمة-azadi- الكردية في معجم الوطن
- أجوبة الناشط الكوردي المستقل إبراهيم اليوسف على أسئلة نشرة ح ...
- أوباما لن يدخل التاريخ
- حوار مع آكانيوز
- الحوار كأداة للقطيعة
- هل يمكن أن نكون أمام أول حوار وطني صادق في سوريا؟
- -طائرات هليكوبتر- سلفية
- لا وقت للمهاترات
- ثمن الكلمة
- معتقلونا: كي لا ننساهم
- سوريا إلى أين؟
- إعلانات رسمية


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشعر والمناسبة