أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-














المزيد.....

بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ثمة تأكيد للمعلومات التي وردت حول استشهاد كوكبة من الطلاب والطالبات الجامعيين على أيدي مخابرات النظام، وشبيحته، وكتبة التقارير، من الطلاب أنفسهم ، جمهور كلمة بشار الأسد، الجوفاء، ممن تمت الإشارة إليهم قبل سنوات، من قبل بعض منظماتنا الحقوقية، وقد تم سحل الطالبات، وجرهن، من شعورهن على الأرض، من قبل هؤلاء ، وكأنهم جنود جيش غاز، والدّوس على رؤوسهن ، ومداهمة غرفهن ، ما خلق جواً من الذعر، في المدينة، وقس على ذلك، بالنسبة إلى الطلاب، ليتم انتهاك حرمة الجامعة- وهناك ما نسمع بأنه حرم جامعي عادة - وتسيل الدماء في ردهات ، وممرّات وساحات المدينة الجامعية،

ما يجعل أعداداً هائلة من الطلاب والطالبات، يقفزون من فوق الأسوار، على إيقاع أزيز الرصاص، وأصوات القنابل ويتم تطويق المدينة الجامعية، بفلول الأمن، والشرط، واعتقال الطلاب، أفواجاًَ أفواجاً، بشكل اعتباطي، وكأن هذا المنظر يتمّ في السينما الهوليودية، وليس في مكان هو امتداد للجامعة، ويمتلك قدسيته لدى كل ما يتمتع بذرة من القيم والاعتراف بالنواميس والأخلاق .
الامتحانات الجامعية ، لا تزال مستمرة، رسمياً، حيث قدم ويقدم الطلاب الجامعيون في سوريا امتحاناتهم، وسط هيمنة حالة الهلع، والرعب، والخوف وكان من الممكن الإعلان عن تأجيل هذه الامتحانات ، إلى وقت آخر ، إلا أن العقل الأمني ، كان وراء اعتبار أن لاشيء يحدث في سوريا ، هو نفسه ما بدا في الكلمات الثلاث التي ألقاها بشار الأسد حتى الآن، ولن تكون له كلمة رابعة، بهذا الدم البارد .

ولقد كان هذا الجو الذي تمّ في المدينة الجامعية، فرصة سانحة، أمام هؤلاء الشبيحة، لسرقة أموال الطلاب، وحلي الطالبات، وأجهزة الكمبيوترات، والهواتف، التي يقتنونها ، وحتى، ألبستهم!، وهذا ما يعطي ملمحاً إضافياً على عقلية هذا النمط الوحشي من الناس، الذي لا يليق بسوريا – الأكثر حضارية بروح إنسانها – أن يكون مثل هذا الكائن من عداد أبنائها .
إن انحدار الأمر بالنظام إلى مواجهة الطالب السوري بمثل هذا العنف الذي تأباه الأخلاق ــ وهو نفسه الطالب الذي وجده الرئيس خير ملاذ و مخاطب ــ ليلقي كلمته على مسامعه ، افتراضياً، وإن كان ذلك قد تم في ظل تغييبه، وإقصائه، يدل على أن هذا النظام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويتمّ اقتلاع جذور استبداده، الضاربة في كل مكان، وقد وصل إلى الدرك الأخير، من عوامل الاستمرارية، وإن كان سيكتب لنفسه عمراً إضافياً، من خلال الاستقواء بالأجنبي، وبريق الخطاب الذي سقطت عن عورته ورقة التوت، فبات واضحاً للعالم كله، إن خطاب الزيف ، والتزوير ،لم يعد بكاف، ليعوض عن الهواء، والكرامة، والحرية، والرغيف ، واسترداد الأرض المحتلة.
جمعة إسقاط الشرعية :
إن النظام الذي أطلق النار على مواطنه ، واستوى في مرمى فوّهة دبابته، ورشاشه، ومدى الدائرة المجدية لقنبلته، الطفل ، والمرأة ، والشيخ الطاعن في السن ، والطالبة والطالب ، بعد أن افتقد هذا النظام كل الأوراق التي كان يتمترس وراءها ، سواء أكانت متعلقة - زوراً- بالممانعة ، أو المقاومة ، أو الوطنية ، أو الحرص على حسن الجوار ، منذ أن استطاعت الثورة، وعبر موشورات دم شبابها ، أن تبين حقيقة كل شيء، لتؤكد أن نظاماً له علاقة بالقيم والأخلاق ، عندما يجد أن هناك من يقول له :لا ، فإن عليه أن يتنحى جانباً، لا أن يعتقد بأن في كلمة "لا" نيلاً من حق إلهي له، ولقد بلغت أعداد من خرجوا اليوم في جمعة إسقاط الشرعية عن عورة النظام ، حوالي ثلاثة الملايين، من أبناء سوريا الأبية، من حوالي مئة مدينة وبلدة، هؤلاء الذين لايخرجون لنيل مكسب، بل لنيل الحرية، وقد اشترك، للجمعة الثانية- على نحو واضح، شيوعيو اللجنة الوطنية، في أكثر من تظاهرة احتجاجية، وهم من سقط شهيد، من تنظيمهم في حمص، إثر مشاركاتهم في هذه التظاهرات، وهذا ما أقوله للأخوة الشيوعيين "الرسميين"، الذين أدعوهم للنزول إلى الشارع- عنوان أي مناضل شريف- غير معطوب الضمير، ومن هنا فإن جمعة إسقاط الشرعية، هي في حقيقتها إعلان عن سقوط تم - من قبل - تم منذ أن وصل هذا النظام، إلى سدة الحكم ، عبر الدبابة ، وليس منذ أن تم دوس الدستور السوري ، تحت قبة برلمان ، مضحوك عليه ، سمي بـ "مجلس الشعب" وهو - تماماً - مجلس المزورين .
يتبع.....
*تحية إلى الطلبة الكرد في الجامعات السورية الذين أصدروا ليلة أمس بياناً يقاطعون فيه الامتحانات الجامعية، معلنين تضامنهم مع الشهداء، والجرحى، والمعتقلين، الطلبة السوريين ومن بينهم طلبتنا الكرد.
** ثمة دم سوري هائل أريق اليوم.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء -1-
- بين الكلمة والصورة
- سوريا ليست بخير سيادة الرئيس*
- ما الذي لدى الأسد ليقوله غداً؟
- العنف في الأدب والفن
- الكاتب والصمت
- خريطة طريق أم خريطة قتل؟
- سوريا: جرح نازف وضميرمتفرج معطوب
- الشاعر و-عمى الألوان-
- الرئيس -خارج التغطية-
- الإعلام التضليلي الرسمي في أدواته البائسة
- أمير سلفي جديد وإمارة جديدة
- صدى الكلمة
- في انتظار- الدخان الأبيض- الكردي
- المثقف الكردي: مهمات عاجلة لا بد منها
- -لا تصالح-..!
- تحولات هائلة في الحياة والأدب
- ابراهيم اليوسف: إن أي حوار مع النظام- وأنا أرفضه- يجب ألا يك ...
- وجبة شهداء يوم «جمعة أطفال الحرية» على مائدة تلفزيون الدنيا. ...
- السلفيون «يتذابحون» إلى جمعة أطفال الحرية*


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-