أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-














المزيد.....

بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 05:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ها مرة أخرى، قد ظهرت حقيقة إحدى الوصفات التي دعا إليها بعض مناصري النظام في سوريا، وتحت عنوان" المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سوريا"،والتي تمت اليوم في فندق سميرأميس- بموافقة نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، وإن كنت لست ممن يعممون أحكامهم، فإن هناك دائماً، أصحاب نوايا طيبة، في أي مؤتمر، يحرّفه الشبيحة عن مساراته المفترضة، و أن هؤلاء سرعان ما يقعون فريسة لدراكولات الاستبداد، وبالرغم من أن الاجتماع تم بموافقة الشرع،أي أخذ ما يفترض من شرعية، من قبل النظام، إلا أن الموافقة الأمنية لم تتم، إلا بعد مضي ساعة على سير أعمال المؤتمر، فواصل المؤتمرون كلماتهم إلى أن وصلت الموافقة، من دون مكيفات وماء وخدمات وإضاءة، ليتوافر كل ذلك من فيء وماء ووجه حسن –فجأة-بعد الموافقة الأمنية، لتحدد هذه التمثيلية مسار المؤتمر، وليعرف طيبو النوايا حدودهم.
وكانت اللقطة المثيرة جداً، هي ما أنه ما أن عاد أحد منظمي المبادرة " وهو زهير غنوم"لإلقاء كلمته، احتجاجاً على ما يتم، ليوضح وجهة نظره، كديمقراطي، مغوار،منحاز للشارع، حتى قاطعه أحدهم، وهو يرتجل كلمته، ليقول فيها أن لا رجعى عن خيار الشارع في إسقاط النظام، وهو رأي الرجل، واسمه ماجد صالحة إلا أنه تعرض للكمات والركلات والصفعات، إلى حد رميه أرضاً، ودوسه، وكان زهير غنوم- الديمقراطي المغوار نفسه- أول من ضربه، ليتتالى شبيحة الرأي عليه، لضربه، وسحله، قبل إخراجه وتسليمه لعناصر إحدى الدوريات التي تضبط حركة المرور، والقاعة السمير أميسية، على تكبيرات متصادية بطريقة سادية وحشية هي: الله سورية وبشار وبس، ليتم تغييبه-مؤقتاً أو نهائياً- والتغييب المؤقت ولو لعشرين سنة،عادة، خير من التغييب النهائي، كما حصل مع تحسين ممو، المناضل الكردي الذي اعتقل بسبب جريمة حضوره اجتماع حزبي، ليقتل، ولم يبلغ أهله إلا بعد أكثر من ثلاث سنوات. المهم، إن مبادرة السيد غنوم، بافتتاح حفلة الضرب بأخذ حصته كناشط، تقليد "ديمقراطي"، من قبل حضرته، للغة الجلاد نفسه، بل لغة رجل الأمن، وما جرى للرجل-صاحب الرأي- هي صورة محسّنة، معدلة، عن مواجهة الرأي الآخر، في دولة الأمن والشبيحة.
أجل، بهذه الصورة الكاريكاتيرية، جاء الرد سريعاً، على كل من يحاول أن يدعو، وهو تحت-مظلة النظام- إلى انعقاد أي مؤتمر أو لقاء، مادام أن كلمة نابية، تمس القبضة الأمنية، وواضح أن مقرّرات هذه المبادرة تؤكّد أنه تمّ رفض أمرين فقط هما: سحب الجيش الذي يحاصر المدن والدعوة " المفتوحة" لوسائل الإعلام لنقل حقيقة ما يجري، حيث تم تعديل على هذا البند، لتكون الفضائية التي تنقل الخبر، من شاكلة تلفزيون الدنيا وأخواتها.
إن الاعتقالات لاتزال مستمرة، بل إن هناك من معتقلي الرأي من لايزال في غياهب السجن-كما هو حال كل من: عبد المجيد تمر ومحمود عاصم المحمد ومنذرأوسكان وأخوته، بالرغم من إصدار مرسومي عفو رئاسيين، وهذا يدل على أن الأجهزة الأمنية-بحق- فوق أي مرسوم" رئاسي". وإنه لمن أبشع ما يتم هو استمرار اعتقال مئات الطلبة في حلب ودمشق، وتقديم طلاب حلب للقضاء، ووردت أنباء عن استشهاد بعضهم، وإن عدد الأطفال الأبرياء الذين استشهدوا، على أيدي الأمن والشبيحة، قد بلغ المئة بحسب أحد المصادر.
طبيعي، إن النظام يواصل استشراسه، بحق مواطنيه العزل، المحتجين سلمياً، ولقد استشهد ما يقارب الاثنين وثلاثين شهيداً في جمعة" ارحل" التي عمت كل سوريا، وارتفع عدد المناطق المشاركة في هذه الاحتجاجات إلى حوالي مئتين وسبعين منطقة، وهذا ما يدلّ على أن وصفة السلطة الأمنية، غير ناجعة، وأن اللجوء إلى لغة القتل يزيد من"إرادة" الموطن السوري، ومن "إصراره" على الدعوة لرحيل هذا النظام، بالرغم من التواطؤ الدولي الذي يلمسه العالم، بحيث أن بارومتر السيدة كلنتون، ومعلمهاأوباما، يكاد ألا يخرج من إطار دائرة اللعب بالكلمات، مع أن الشعب السوري برمته لا يعول إلا على كلمة" ارحل" لتي يقولها، وتتسع دائرة أصدائها يوماً بعد يوم، بعيداً عن الاستقواء بالخارج، كما يفعل النظام ضد شعبه.
ومن الأمثلة التي تدعو إلى الفرح، هو ما بات ينشر أجواء الفرح في مدينة صغيرة ك" قامشلي" لطالما حاول النظام الأمني الدسّ بين مكوناتها، كما تم في العام2005، بعد أن كان أبناءهذه المنطقة، برمتها، يعيشون في وئام، وتفاهم، وود.هو صدور بيان جريء عن المثقفين العرب في الجزيرة، ثم تبعه آخر عن تنسيقيات عشائر منطقة قامشلي يؤكدون فيه تأييدهم للثورة، ودعوتهم لإنهاء القتل، وسحب الجيش، كما ودعا البيان نفسه، للتآخي، بين المكونات الموجودة، ونبذ أية دعوة شاذة على خلاف ذلك، وهذان الموقفان ليعدان مؤشرين مهمين، على سقوط ورقة التوت عن عودة النظام الأمني، للعب على ورقة" فرق تسد" ولعل تأخر انخراط الأحزاب الكردية، ولا أعني الشباب الكردي-في المظاهرات الاحتجاجية السلمية، كان لقطع الطريق أمام الأجهزة الأمنية، ولإفشال مخططات تحريف مسارات الثورة، وإن كان شباب الثورة تحدوا المؤامرات الأمنية، ورفعوا صوتهم متضامنين مع المدن التي استباحها أمن النظام وشبيحته، ولا يزالون.



*لم أعلق على كلمة حبش في تصوره للدولة المدنية المقبلة فهذا شأنه.
يتبع....



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الكردي والثورة السورية:
- عقدة الأخ الأكبر
- أُمثولة عامودا
- التفاؤل في الأدب
- دوار الشمس
- أدب الظلّ
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء -1-
- بين الكلمة والصورة
- سوريا ليست بخير سيادة الرئيس*
- ما الذي لدى الأسد ليقوله غداً؟
- العنف في الأدب والفن
- الكاتب والصمت
- خريطة طريق أم خريطة قتل؟
- سوريا: جرح نازف وضميرمتفرج معطوب
- الشاعر و-عمى الألوان-
- الرئيس -خارج التغطية-
- الإعلام التضليلي الرسمي في أدواته البائسة
- أمير سلفي جديد وإمارة جديدة
- صدى الكلمة


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-3-