أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - محمود درويش بعد ثلاث سنوات على غيابه:لايريد لحياته ولقصيدته أن ينتهيا















المزيد.....

محمود درويش بعد ثلاث سنوات على غيابه:لايريد لحياته ولقصيدته أن ينتهيا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 09:41
المحور: الادب والفن
    




لايريد لحياته وقصيدته أن ينتهيا
محمود درويش بعد ثلاث سنوات على غيابه
القصيدة الخالدة سفر وسفارة أزليان



إبراهيم اليوسف

تحلّ الذكرى الثالثة لرحيل الشاعر الفلسطيني الكبيرمحمود درويش"13مارس1941 أغسطس2008"بعد أن ترك أثراً شعرياً هائلاً،منذ قصيدته الأولى التي كتبها" أخي العبري"1958 والتي كان آنذاك طالباً على مقاعد المدرسة، قارن فيها بين حياة الطفل العربي والطفل الإسرائيلي، ما دفع " الحاكم العسكري" إلى استدعائه، وتوبيخه، ليبقى محافظاً على روح المقاومة نفسها حتى قصائده الأخيرة، وهو الذي ترك كنوزاً إبداعية، ما جعل بعضهم يرى في أن درويش من هؤلاء الذين لا يكررون، ومن آثاره التي تركها: سجل أنا عربي-أحن إلى خبز أمي- حبيبتي تنهض من نومها- محاولة رقم7 -مديح الظل العالي- -هي أغنية ..هي أغنية- -لاتعتذر عما فعلت- قصيدة برقية من السجن- -ورد أقل- العصافير تموت في الجليل- أحبك أولا أحبك- -تلك صوتها وهذا انتحار العاشق- -حصار لمدائح البحر- -شيء عن الوطن- -ذاكرة للنسيان- -وداعاً أيتها الحرب وداعاً أيها السلم- -كزهر اللوز أوأبعد- في حضرة الغياب- لماذا تركت الحصان وحيداً؟- بطاقة هوية- أثر الفراشة- أنت منذ الآن غيرك...إلخ، وليُطبع ديوانه الأخير" لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي2009 ، بعد غيابه الصافع.

وإذا كانت الآن قد مرَّت ثلاث سنوات، كاملة، على رحيل شاعر المقاومة الكبيردرويش، فإن ذكرى رحيله تأتي في الوقت الذي اشتعل فيها وطيس الثورات الشعبية العارمة، في العالم العربي، وتبدَّلت مفاهيم كثيرة، بأخرى، طالما كان يدعو إليها، منذ أن رأى بيته في البروة مهدَّماً، كما حال قريته، كلها، ليلوذ بأخرى، هي الجديدة، وليعاني مرارة الغربة، ويتنقل من منفى إلى آخر، حتى يتوقف قلبه المليء بالحب، والتفاؤل، عن النبض، في أحد المستشفيات الأمريكية، ويعود إلى وطنه ملفوفاً بالعلم الفلسطيني، ويحتضنه تراب رام الله، في انتظار أن تحقق نبوءته، في وطن متحرِّرمن ربقة المحتل، حيث رهن لذلك كل إبداعه، شعراً ونثراً، بل وكل حياته، حالماً براية فلسطين، خفَّاقة، عالية، وهو الذي حقق معادلها، الفني، في كل كتاباته التي تعد ثروة إبداعية، هائلة، تجسد حلمه الذي اشتعل في روحه على امتداد عقود من سني حياته.

دعت قصائد درويش، باعتباره شاعر فلسطين،الأول، وشاعر المقاومة، إلى الثورة، ومفهوم الثورة هنا،عام،لا ينحصر فقط، في مواجهة المحتل، بل لابدَّ لمثل هذه الثورة أن تبدأ من الذات، لتلعب دورها التطهيري، لاسيما وأن الاستبداد، أنّى كان، فهو يشكل عائقاً كبيرا ًأمام أداء مهمة استعادة الأرض المحتلة، بل إن التخلف، والقمع ، والفقر، والقهر، والظلم، ليشكل دعامات لاستمرارفعل الاحتلال الآثم، وهو ما أدركه درويش نتيجة فهمه الفكري العالي.


وقد وجد المتلقي، في قصيدة درويش صورة عن حلمه، وانكساراته، لاسيما وأنه لا يكتفي برصد المعاناة، تحت نير المحتل، بصفتها واقعاً، لامناص منه، البتة، كما يريد المحتل أن يشيع مثل هذه المفاهيم، والأضاليل، بل إن بوصلتها كانت تشير-أبداً-إلى الخلاص، سواء أكان ذلك في قصائده الأولى، المشحونة برؤى،ثورية، معينة، على اعتباره قد تشرَّب بالفكر الثوري، ومدرسة الواقعية الاشتراكية،التي كانت تقتضي بفتح نوافذ التفاؤل على مصاريعها، مؤمنة أن إرادة الإنسان لاتقهر،وهو ماجسده الشاعر درويش، كغيره من شعراء المقاومة من أمثال: سميح القاسم-توفيق زياد- وآخرون، في قصائدهم، التي كان لها فعل الرَّصاصة، وتردَّد في ساحات النضال، والمواجهة، على شفاه الثوار، وهذا ما دعا أن تستظهر قصائد هؤلاء، ليس في أرض فلسطين، فحسب، وإنما على نطاق عالمي، فتغدو أسفاراً إنسانية في النضال.

اعتبرت قصيدة الشاعر درويش، بمثابة رغيف الخبز ، والماء، والهواء، عند الثائر الفلسطيني، لأنها كانت ترجمة لعذابات هذا الإنسان، تحت نير الاحتلال، كما أنها تكتنز في أعماقها بلسماً لجراحاته، وجرعة من التفاؤل بالخلاص، كما أنها لترسم درب الثورة، باعتباره الحلَّ الوحيد، لاستعادة الأرض المغتصبة، وهنا يكمن السر في أن قصيدة الشاعر، اعتبرها الفلسطيني معادل الهوية،فنياً، والنشيد الذي لا غنى عنه البتة.

وإذا كانت قصيدة درويش لا تتلكأ في إيجاد طريقها إلى متلقيها، وتتغلغل إلى وجدانه، وتهزُّه من أعماقه، فإن ذلك لم يكن إلا نتيجة لوضوح الرؤية لدى الشاعر، واستطاعة قصيدته أن تكون سفيرة الألم والأمل الفلسطينيين، وارتقاء الخطاب الفني، إلى مستوى القضية، ليتفاعل المضمون العالي، بالشكل الرفيع، المرتبط إلى صيرورة اللحظة، وهذا ما جعل من قصيدته لسان حال كل فلسطيني، وكل عربي، بل وكل صاحب قضية، أينما كان على امتداد رقعة خريطة العالم برمته.

وإذا كان هناك ثمة خط بياني لقصيدة درويش، فإن هذا الخطَّ ظل محافظاً على ارتقائه، من دون أن ينسى، ليكون بمستوى أسئلة الحداثة الكبرى، التي كان هو في موقع القلب منها، عربياً، وعالمياً، حتى وإن استبدل لغته، وإيقاع قصيدته بما يتناسب وروح وجوهر الحداثة، إلا أنه ظل ممسكاً بجمر القضية، أنَّى حل:

ينبئني هذا النهار الخريفي
أنا سنمشي على طرق لم يطأها
غريبان قبلي وقبلك إلا ليحترقا
في البخور الإلهي
ينبئني أننا سوف نسمع طيراً تغني
على قدر حاجتنا للغناء..خفيفاً
خفي التباريح، لا رعوياً ولا وطنياً
فلا نتذكر شيئاً فقدناه
إن الزَّمان هو الفخ
قالت: إلى أين تأخذني؟
قال: لو كنت أصغر من رحلتي
هذه، لاكتفيت بتحوير آخر فصل
من المشهد الهوميري.. وقلت:
سريرك سرّي وسرّك
ماضيك يأتي غداً
على نجمة لا تصيب الندى
بأذى
أنام وتستيقظين فلا أنت ملتفة
بذراعي ولا أنا زنار خصرك
لن تعرفيني
لأن الزمان يشيخ الصدى
وما زلت أمشي.. وأمشي.....

إن ديوانه الأخير، وكما يؤكد هذا المقطع كان يمثل فهمه العالي، للحداثة الشعرية، وإن تعرَّض لبعض الملاحظات، على اعتبارأنه كان يظل بحاجة إلى لمساته الدرويشية، الأخيرة، التي اعتادتها قصيدته، قبل أن يدفع بها إلى بطن المطبعة، بيد أن روح محمود درويش، تظل محلقة، متألقة، في قصائده الوداعية-زمنياً-لتنمَّ عن فهم عال لأدوات النص الجديد، لغة، و إيقاعاً، وصوراً،وأخيلة، وتقنية، ليكون متلقيه على موعد مع الفجاءة في كل نص جديد، يقول في قصيدة" لاعب النرد":
من أنا لأقول لكم
ما أقول لكم؟
وأنا لم أكن حجراً صقلته المياه
فأصبح وجهاً
ولاقصباً ثقفبته الرياح
فأصبح ناياً
أنا لاعب النرد
أربح حيناً وأخسر حيناً
أنا مثلكم
أو أقل قليلاً

المرجع:
لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي-دار رياض الريس2009
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهلوانيَّات جاهلية :ردَّاً على ترَّهات رشاد أبي شاور
- رئيس منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف (إبراهيم اليوسف): الج ...
- عبود سلمان يعمد عرائسه في نهر الفرات
- دموع -السيد الرئيس-
- في عيده السادسة والستين: الجيش السوري- على مفترق الطرق-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-5-
- زمكانية الكلمة
- مالم يقله الشاعر
- طاحونة الاستبداد:وفيصل القاسم: من نصف الحقيقة إلى تزويرها:
- هجاءُ الخطابِ الأنويِّ
- الحوار تحت -درجة الصفر-:رداً على تخرُّصات رشاد أبي شاور وآخر ...
- -دفاعاً عن الجنون-
- دراجة الجنرال:في رثاء هوارو
- بوصلة الرؤى
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء4
- صلاة دمشقية:إلى قاسيون وبردى وكواكب صديقي-ع-
- كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا ...
- في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا
- ثقافة الخوف
- أسئلة اللحظة


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - محمود درويش بعد ثلاث سنوات على غيابه:لايريد لحياته ولقصيدته أن ينتهيا