أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كتابة اللحظة الحاسمة














المزيد.....

كتابة اللحظة الحاسمة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 7 - 08:29
المحور: الادب والفن
    



لايزال الكاتب، أياً كان، مدار اهتمام من حوله، لاسيما إذا كان من ذلك النوع الذي عرفه محيطه الاجتماعي، ومتابعوه، بانخراطه في لجة الشأن العام، على الأصعدة كافة، وترجمة إخلاصه لقضايا بلده، وأهله، ومجتمعه، من دون أية مساومة عليها، مهما كلفته ضريبة ذلك .

بدهي، أنه في اللحظات الأكثر حرجاً في حيوات الشعوب والأمم، فإن الأنظار لتتطلع إلى شريحة الكتّاب، بأكثر، من سواهم، وكلمة “الكاتب” هنا، شاملة، فهي تعني الشاعر، والإعلامي، والروائي، والقاص، والمسرحي، وتكاد تشمل الرسام، والموسيقار، مجازاً .

وسر مثل هذا الاهتمام، يكمن في أن الإعلامي، أثناء اشتداد أوّار الحدث، واتساع دائرة أتونه، لا يستطيع إلا تقديم توصيف للواقع الذي يدور، وإن كانت طريقة تقديمه لهذه التفاصيل، قد تؤثر في عملية الإيصال، إلى درجة إمكان قلب المقاييس، رأساً على عقب، عندما يجافي النزاهة، والأمانة، والمهنية، إلا أننا نتحدث هنا، عن ذلك الإعلامي الشفاف، المحايد، الذي لا يخون شرف مهنته، ورسالته . وإذا كان هذا هو حال هذا الإعلامي، في تقديم “المعلومة” في هذا الزمان الذي بلغ تأثير المعلومة أقصى درجاتها، من خلال تحولها إلى حالة يومية لا غنى عنها، كالماء والهواء والرغيف، فإن الكاتب -المعنى الواسع لمصطلح التسمية- يتأثر بما يشاهده، عيانياً، وما يصله عبر القنوات التي تضخ هذا ال”كم” الهائل، من المعلومات، فيعيد فرز كل ذلك، لتشكيل موقف خاص به . ومن هنا، فإن هذا الموقف، يفترض أن يكون قائماً على أساس الموضوعية، والحكمة، والشجاعة، وتغليب المنفعة العامة على الخاصة، وإقصاء أي غبش، أو أي مؤثرات تثبط اتخاذ الموقف الصائب .

وإذا كنا نجد أن هناك كتّاباً، تتصف رؤيتهم الفنية، في إبداعاتهم، بالموضوعية، والجرأة، والإنصاف، بيد أن هذه الرؤية قد لا تصل -حياتياً- وعلى “محك” التجربة إلى هذه الدرجة من الصفاء، والشفافية، فإن هذا ما ينمّ عن وجود خلل في معادلة الموقف، مما حولهم، وذلك بسبب تعطيل أحد الشروط المذكورة، وترجيح نقيضه عليه، وهذا ما يجعلنا -أحياناً- نكون أمام كاتب ذي رؤية متقدمة للعالم، في إبداعه، بيد أن رؤيته هذه تصبح على النقيض حياتياً، أمام أي اختبار حقيقي، ليكون هناك بون شاسع، لدى هؤلاء بين عالمي النظرية والتطبيق، بين القول والفعل، والممارسة والرؤية، وهذا ما يشكل انفصاماً خطيراً، ينسف مصداقية هذا النمط من الكتّاب .

من هنا، نجد أن الكاتب الذي يخذل قارئه، إما من خلال مجافاة الحقيقة، أو من خلال صمته، وإعيائه عن تسمية الأشياء، من حوله، بأسمائها الحقيقية، يضع محيطه الاجتماعي في مواجهة صدمة كبرى، ويزداد هول هذه الصدمة، إذا راح هذا الكاتب يمعن في الإقدام على ما يتضاد مع وجهة نظره، لاسيما إذا كان” تسويغياً، أو مزوراً للحقائق، وهذا ما يضعنا أمام حالة كاتب منقلب، على رأيه وعلى حليب قناعاته التي رضعها، ولا شأن له بالرؤى المتقدمة والصائبة في حصيده الإبداعي .
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي فرزات يهز عرش الاستبداد
- هنا دمشق-2-
- كيف يُكتب الشعر؟
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-6-
- هنا دمشق-1-
- متعدِّدو المواهب
- اصطياد القصيدة
- مثقفون وناشطون سوريون يهنئون ثوار ليبيا البطلة بإسقاط نظام ا ...
- المواهب الجديدة بين الرعاية والإقصاء
- خطاب السقوط
- الإصدار الإبداعي الأول والولادة الطبيعية
- كتاب تركوا أثرهم وانقطعوا عن الكتابة
- اللاذقية
- إمبراطورية الحفيد الأكبر
- من يكسر شرنقة الصمت؟
- محمود درويش بعد ثلاث سنوات على غيابه:لايريد لحياته ولقصيدته ...
- بهلوانيَّات جاهلية :ردَّاً على ترَّهات رشاد أبي شاور
- رئيس منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف (إبراهيم اليوسف): الج ...
- عبود سلمان يعمد عرائسه في نهر الفرات
- دموع -السيد الرئيس-


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كتابة اللحظة الحاسمة