أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - هنا دمشق-2-















المزيد.....

هنا دمشق-2-


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنا دمشق....! "2"
إبراهيم اليوسف
ليس من نبيه، البتة، إلا وهو يستطيع فكَّ إشارات اللحظة، وقراءتها، شيفرة شيفرة، تحت ضوء ما يجري حوله، من وقائع، حتى وإن لم يكن من الضالعين، في استخلاص ما يجري من معادلات بدهية، أمام عينيه، وتسمية: الشمس شمساً، والغيم غيماً، والغبطة غبطة، والأمل أملاً، والجمال جمالاً، والقبح قبحاً، لاسيما وأن مخاض الكائن الحي، بعيد استكمال شروط ولادته، ليعني أن هناك تحولاً هائلاً سيجري، مادام أن الجديد المقبل، وهو المأمول، المرتقب، لابدَّ وأن يكون من صلب ماض، في سيرورة مضارعه، وحاضر يرتبط بوشائجه بما قبله، وما بعده، وهو يجلي ملامح المستقبل الأكيد.
هكذا، تماماً، يمكن قراء ة "الشآم"، دمشقاً، تقف على أعالي ذرا قاسيون، تمسح أخطوطة العابر، بماء بردى، بعد أن تعيد إليه الهدير، والنقاء، والجبروت، كي يكمل الماء دورته نفسها، بمعونة الهطل المضرب عن مهماته، في استعادة التواشج مع ما يلزم من برق، وإعصار، ورعد، لتعود الملامح المغيبة على امتداد سنوات طويلة خلت.
اللَّوحة واحدة، هي دمشق، القلب، في الجسد السوري، تتبعها عربات المدن، واحدة تلو أخرى، وهي تنفض عن ذاتها الغبار المتراكم، وطلاء الخوف، كما أن للوحة نفسها ثمة قراءة صائبة-طالما غيبت- مهما حاول مفتو القراءات المغلوطة، ساسةً، ودهماءَ، ومداهنين، أفاقين، أفاكين، ما لبثوا يزورون ما حولهم من حقائق بائنة، تمتدُّ من الأرضين حتى عرش إله، في ملكوت الجلال، قالبين كلَّ ما في حدود حبر خطابهم، وأصداء أصواتهم، في سيرك "جمهرات" لاعبي الحلبة، وهي تتحرك، تحت أرجلهم، خارجة على السكون الذي كانته طويلاً.
-بيان تلو بيان
-خطبة تلو خطبة
-سجدة تلو أخرى لصورة الدكتاتور المصطنع، وفتوى قيد الصناعة...
شبيحة تدوس أبواطهم الملوثة كعقولهم، سجاجيد جامع الرفاعي،يصطادون التكبيرة، في صداها، يهش الشبيح على رأس الشيخ أسامة الرفاعي بالسوط الكهربائي،يرميه أرضاً، قبالة قهقهة الضابط....تتدحرج على بلاط البهو....!
هنا دمشق...!
هنا دمشق......!

مركبة تلو أخرى، يقفز منها المقبولون بعشرات الآلاف، في المهنة الجديدة، أشباحاً، مرتزقة، يعدون أيامهم، فحسب، بعد أن ضاقت خزانة البلاد بهم- وبمن هم مئات الآلاف في عرف الرئيس في تباه ونذير- فيتولون أمر مداهمة البيوت الآمنة-بعض رصيد الإرهاب المهدد به من قبل اسم المقام الموقوت الأول،عينه،يختطفون من يقع بين أيديهم، اعتباطاً، ليتمَّ الرهان على الإطلاق أسره مقابل المعلوم، قبل أن يمزق جسده إرباً إرباً، في بلد، كل شعبه، مطلوب للاعتقال، والرصاص، والخيانة، مالم يصفق لشبح النظام.
ساسة افتراضيون، لا يزالون يصدرون صحفهم الصفراء، يعلنون النفير في أبعاض مهزومين موالين منادين في إهاب الولولة: أن هناك مؤامرة، والمؤامرة هنا، قرب مكاتب هؤلاء، حيث ثمة من يشرع بحرق البلاد، بيتاً تلو بيت، فرداً تلو آخر، كي يستديم العرش إلى أبد مخادع، ويلف اسمه بوشاح الوطنية الملفقة.....
الشارع، وهو يخلع قميص الخوف، ويرتدي إزاره الأبيض، تحت إبطه، ليكون كفناً، أو ثوب عرس وطني، حيث لا خيار آخر، غيرهما، لم يعد يمنح تلك السيارات التي تنهب الأرض، ما يكفيها من راحة بال، وفسحات، مادام شاغلوها، يمضون، بحسب ذبذبات الرادار، يقودهم إلى المكان: الشعب يريد إسقاط النظام، حيث الأمكنة المتناثرة، كلها، تغدو واحدة، وهي تبوصل الهتاف: الشعب يريد إسقاط النظام..........!
إعلانات الشوارع، تحمل الصورة موقوتة، تظهر فيها "صلعة" غسان بن جدو"، من دون كوبون علني، و تحية عابرة، لدبٍّ روسيٍّ، أو تنينٍ صينيٍّ، أو تحنط صدى مزوراً" منحبك"، تلك الكلمة التي كتبها لي ابنُ الخامسة عشرة من العمر في 2006، في لفافة" الفوتوشوب"مانحبك.....!، كي أرسلها إلى موقع إنترنيتي، يضيق به، لخلل فني، و تعذر في الإرسال عبر بريد إلكتروني يحبط بطؤه إرسال الحلم، في هيئة منشور مقروء، في أوسع ما يمكن من دوائر.
-هنا دمشق...!
الصوت يظلُّ مستمراً، في حدود الذبذبة والصدى المطلوبين، كي أصل إلى مطار، طالما كان "أمَّ الفزاعات" بالنسبة إلى السوري، ألثم الأرض، أرض دمشقي، بعد أن غسلها هطل الجمعات المتتالية، وأنا عارف كم من " حصة كردية"، تشفع لي في هذا الرصيد الوطني، حتى وإن تجاهله جاحدان- لا فرق بينهما في الأمر- مادمت في حضرتهما، أغدو، أمام وعيد" سجنين"، أحدهما كائن، والآخر رهن تأسيس كينونة، ربما أبشع..؟.
-هنا دمشق.....!
هنا أنين السجين في طريقه إلى النطع....!
هنا أنين الجريح بلا طبيب ودواء...!
هنا أنين الأم الثكلى وهي تصلي الشكرللرب في غيابة ولدها....!
هنا أنين الممرضة تذرف الدموع على طفل خديج مات بعد قطع الكهرباء من قبل فرع الأمن العسكري.
هنا دمشق....!
هنا قامشلي


حيث الفضائية، الجريدة، الموقع الإلكتروني،المحلل السياسي-موارياً وجهه مبصوقاً على أكاذيبه بعد لعق الهزيمة النكراء -كي يقول المذيع الأبتر: قامت الجهات الأمنية" المختصة بالقتل" بالرد على الإرهابيين وقتلت كذا فرداً منهم، وهي أكذوبة الإعلام مسبق الصنع، لتسويغ أكذوبة القاتل، شبيحاً، أو أمنياً.
هنا دمشق...!
حيث، باتت رائحة قتل الآدميين، في سوريا، تفقدها الأصدقاء، واحداً واحداً، بعد أن شاركتها في قتل ابن سوريا، وتيتيم الأطفال، وإبادة أسر كاملة من خريطة الحياة.
هنا دمشق...!
هنا دمشق..
هنا دمشق..
الجامع الأموي، مقهى الهافانا، ساحة الحجاز
المزة-البرزة- الصالحية-حي الكرد- الهامة- نهر عائشة...

تظهر قطعان -جيش النظام-لن أقول الجيش السوري- حيث يهلهل الجندي، فوق ظهر دبابته، راسماً" شارة النصر"، كي يرد البطل الهمام في المسيرة الاحتجاجية، في مدينة كردية: على من تتجاسرأيها الصعلوك؟؟، وهو يدير ظهره لحدود تقبع بياراته، مسروقة، وهو الذي يعرف أنه-في انتظار صدقة المنتصر عليه- يتسول رغيفه، وكأس شايه، بعد أن سرق قائد كتبته أرزاقه، وحولها المحاسب إلى" استراحة الضابط الأكبر".....
يتبع......
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يُكتب الشعر؟
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-6-
- هنا دمشق-1-
- متعدِّدو المواهب
- اصطياد القصيدة
- مثقفون وناشطون سوريون يهنئون ثوار ليبيا البطلة بإسقاط نظام ا ...
- المواهب الجديدة بين الرعاية والإقصاء
- خطاب السقوط
- الإصدار الإبداعي الأول والولادة الطبيعية
- كتاب تركوا أثرهم وانقطعوا عن الكتابة
- اللاذقية
- إمبراطورية الحفيد الأكبر
- من يكسر شرنقة الصمت؟
- محمود درويش بعد ثلاث سنوات على غيابه:لايريد لحياته ولقصيدته ...
- بهلوانيَّات جاهلية :ردَّاً على ترَّهات رشاد أبي شاور
- رئيس منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف (إبراهيم اليوسف): الج ...
- عبود سلمان يعمد عرائسه في نهر الفرات
- دموع -السيد الرئيس-
- في عيده السادسة والستين: الجيش السوري- على مفترق الطرق-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-5-


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - هنا دمشق-2-