أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكاتب والصدمة الاستثنائية














المزيد.....

الكاتب والصدمة الاستثنائية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3549 - 2011 / 11 / 17 - 09:01
المحور: الادب والفن
    


الكاتب والصدمة الاستثنائية

إلى مشعل تمو في أربعينه

إذا كان من شأن الكاتب المجرب، أن تسلس الكتابة على يديه، ويستطيع إيصال موقفه إلى من حوله، في كل ما يخص رؤاه، سلباً أو إيجاباً، من دون أي تلكؤ، أو تعثر، كي تظهر هذه “الكتابة” وهي هنا الإبداع، قصيدة لدى الشاعر، وأقصوصة لدى القاص، ورواية لدى الروائي، فإن هناك، في المقابل، حالات كثيرة قد يعيا فيها الكاتب عن الكتابة، ولايستطيع أن يعبرخلالها عن مكنونات ذاته البتة، بالشكل اللائق، والمتوخى .

ولعل قراءة أسباب مثل هذا العجز عن التعبير،تتعلق بدرجة الصدمة التي قد يتلقاها الكاتب، من جراء أمور ما، فتحيل دون نجاحه في الإحاطة بالموضوع المراد تناوله، لاسيما إذا كانت هذه الصدمة، جدَّ كبيرة، من طراز فقد قريب، أو صديق على حين غرة، في الوقت الذي يكون مثل هذا الراحل معقد آمال عظيمة، ليصبح الأمر أشد وطأة، وتأثيراً، أمام من هو في موقع الرمز الحقيق،ليس بالنسبة إلى هذا الكاتب، وحده، فحسب، بل بالنسبة إلى أهله، ومجتمعه، وشعبه، ووطنه . .! .

وبديهي، أن للصدمة دوراً كبيراً في عملية الكتابة، إلى الدرجة التي راح بعضهم يرى أنه لابد منها، في أي عمل إبداعي، بل إن افتقاد مثل هذه الصدمة، ليجعل الكتابة-عادة- آلية باهتة، بلا روح، في الوقت الذي تسبغ فيه على تلك الكتابة المتأتية، استجابةً مباشرة للصدمة، عوامل حيويتها، وصدقها، وهذا ما ينعكس على ثلاثية العلاقة، بين الإنتاج والإبداع والمتلقي .

في حياة كل امرىء الكثيرمن الصّدمات الجسيمة، التي لايستطيع، وهو يعيش تحت سطوتها أن يترجمها، كما ينبغي، تبعاً لدرجة الحساسية لديه، ولذا فإننا لنجد كاتباً يدأب على أن يكون لسان حال لحظته، باستمرار، من دون تلكؤ، بيد أنه يفشل في تناول قضاياً أكثر التصاقاً به، حتى وإن كانت من طراز الفجيعة بأب، أو أم، أو صديق، وإن مرت فترة زمانية كافية، على هذا الحدث الكبيرأو ذياك .

إن التنكب بأمثال هؤلاء الشخوص، وغيرهم، من قبل الكاتب، يصبح أكبر . . وأشد هولاً، عندما يكون أحد هؤلاء في مقام الرئة بالنسبة إليه، أو الجزء من الذات، حيث تصاب ملكة التعبير بشيء من العطالة، والارتباك، لاسيما وإن أية كتابة-في مثل هذه الحالة-لا تستطيع أن ترتقي إلى مقام هذا الغائب، لما له من دور كبير على الصعيد الشخصي، أو الاجتماعي، أو الوطني، أو الإنساني، ليرتقي الألم إلى أكثر من مستوى، ويغدو الفقد عاماً، وكأن مشكاة، قد غابت، فجأة، وسط ليل داكن .

ومن هنا، فإن الرمز المنكوب به، لن يظل في إطار مجرد شخصية، عابرة، بل يتحول إلى عالم أسطوري، يتجدد مع دورة الزمان، وإن عجز الكاتب عن تناول شخصيته، حباً أو حتى حقداً، لن يحول دون استنهاضها، من قبل سواه، جيلاً بعد جيل، لأن هذا الرمز المتناول، ينتمي إلى عوالم هؤلاء الأفذاذ الذين لا يكررون .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الناقد والشاعر
- بشار الأسد: قراءة -سيميائية- في ملامح وجهه
- -نقد النقد- في أسئلته الجديدة
- برهان غليون في-بروفة-سياسية فاشلة:
- مشعل التمو يحاكم قتلته
- -البيانوني- في دوَّامة تناقضاته
- مشعل التمُّو يرثي
- صديقي مشعل التمو فارساً للموقف
- : صورة فوتوغرافية لمدينة أحبها مشعل التمو
- سنة كاملة دون مشعل التمو
- مشعل التمو عقل كردي لا يتكرر
- سقوط مدو لشبيح إعلامي آخر
- إبراهيم اليوسف:علينا أن نعيد صياغات مصطلحي (النظام) و(الأمن)
- نوستالجيا2
- صناعة المستقبل:في ثنائية الطفولة والإبداع
- الشاعر بين حدي السطوع والسقوط
- خاصية التجاوز الإبداعي
- ثقافة ما بعد11 سبتمبر
- جوهر رسالة الإبداع في ضوء الثورات الشعبية
- عادل اليزيدي في ذكرى غيابه : يسمع وقع أقدام شباب الثورة


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكاتب والصدمة الاستثنائية