أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - -البيانوني- في دوَّامة تناقضاته














المزيد.....

-البيانوني- في دوَّامة تناقضاته


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أتمكن من متابعة الحوار الذي أجرته فضائية العربية مع السيد محمد صدر الدين البيانوني مساء يوم13-10-2011 ، إلا أنني تابعت شذرات منه، غير مصدق أن تصدر هكذا مواقف، لا مسؤولة، عن شخص سوي، عاقل، وليس عن شخص متزن مثله-مهما كانت درجة الاختلاف مع آرائه- شخص صال وجال، وتشرب سياسياً، برؤية يفترض أنها مكتملة، ليستطيع تطهير دماغه من اللوثة العفلقية التي لا تناسب مقام شخص كان إلى وقت قريب "مراقب جماعة الأخوان المسلمين"، واطلع على اللوحة السورية من داخلها، ومن خارجها، وكان له موقف إيجابي من الكورد السوريين، في أكثر من محطة، ويعرف كيف نشأت خرائط الشرق الأوسط، قاطبة،على نحو سايكسبيكوي، ومن هم السكان الأصليون في المنطقة، وغير ذلك من النقاط التي يمكن إيرادها، وإن كنت لا أحبذ إيلاء الموضوع أكثر من الرد على الرجل الذي جرح مشاعر أربعين مليون كردي، يتوزعون خريطة"كردستان" التي ابتلعتها الخرائط الطارئة لأربع دول هي كلها إسلامية. ولعل أسماء هذه الدول تدغدغ مشاعر هذا السياسي باستعادة الخلافة" العثمانية"على حساب خريطة الشعب الكردي الذي لم يقصر مع الإسلام، وله الفضل على المسلمين، إلى درجة إلغاء الذات-وهو خطأ الكردي- في ترجمته الأصدق لإيمانه وفكره، بينما الآخر- والبيانوني- يشكل –أنموذجاً- عن هذه العقل، انصرف إلى إيجاد موطىء قدم له، ولو على حساب سواه، ناهيك عن أن البيانوني يقدم نفسه عروبوياً، في هذا اللقاء التلفزيوني، في الوقت الذي لابد أن يتجه فيه الإسلام المتنور، إلى الاعتراف بالحق القومي للكردي.
يرى البيانوني أن الكردي في سوريا مجرد مواطن، وهو ضمن حدود العشرة بالمئة من السكان-قومياً- وهذا بحد ذاته تزوير للوجود الكردي في سوريا،ولهذا فإن اسم سوريا ينبغي أن يكون صفة للموصوف العربي، أي أن يكون"الجمهورية العربية السورية"-بحسب وجهة نظره- ناسياً أن يشير إلى أنه لابدَّ من اعتماد علم"حزب البعث" لا علم "الاستقلال" الذي اعتمدته الثورة السورية من أقصاها إلى أقصاها، وهو هنا انحياز ل" الظالم"ضد المظلوم، للباطل ضد الحق، لأن إعادة الأمور إلى نصابها يعني أن يكون اسم البلد هو"الجمهورية السورية" قبل أن يتم التزوير القوموي الأحادي له، كما أنه في الوقت ذاته إساءة للثورة السورية التي امتزج الدم الكردي بدماء كل أشكال الفسيفساء السوري، وكان آخر شهدائنا الكرد هم : مشعل التمو- "الأمة في رجل"، وإن كان لأمة الكرد رجالاتها الحكماء، في كل زمان ومكان، بالإضافة إلى الكوكبين الكرديين:حسن مصطفى عبد الله- جمال حسين و العديد من جرحى يوم تشييع مشعل إلى مثواه الأخير، من أمثال الشهيد الحي الشاعر دلدارآشتي وغيره.
ومن الغريب أن السيد البيانوني لا يكتفي بالإساءة إلى مواطنه الكردي، بل يشط-لدوافع لا تخفى على أحد- ترتبط بحلمه الماضوي المنقرض-إلى أن يسيء إلى كرد تركيا، وهم يواصلون الدفاع عن حقهم القومي، و يعيشون على أرضهم التاريخية، إذ يصفهم بأنهم "إرهابيون"، وفي ضوء هذا فإنه علينا أن نعيد النظر في أبطال التاريخ كلهم بأنهم إرهابيون، ليكون إبراهيم هنانو والشيخ صالح العلي والشيخ سلطان الأطرش وأبطال بياندور وغيرهم من أبطال ثورة الاستقلال السوري الأول-حاشاهم- إرهابيين، وقس ذلك على أبطال الثورات الوطنية في العالم، ماضياً وحاضراً في آن واحد.
في تصوري أن على البيانوني- وهو المسلم أولاً-قبل أن يكون إسلامياً سياسياً، مناصرة المظلوم ضد الظالم-كما هو جوهر هذا الدين الحنيف- إلى أن ينال حقه، لا أن يقع في فخ التكتيك السياسي المتضاد مع دينه، والمخل بمنظومة القيم الفاضلة التي يفترض حملها، من قبله.
أجل،لست أدري، كيف يستطيع البيانوني أن يوفق بين كل هذه المتناقضات، في أن يكون"إسلامياً"وقوموياً متطرفاً في الوقت نفسه؟، لأن الإخلاص للرؤية السليمة تقتضي إما أنه إسلامي أو أنه قوموي، الأمر الذي يدعو إلى إعادة نظر في منظومة" أفكاره" ومدى مصداقيتها، وتغليب" التكتيك" السياسي على" الستراتيجي" حيث "الستراتيجيا" هنا أمر إيماني، لا يمكن المساس به، مع أن المسلم الحقيق، هو من يعطي لكل ذي حق حقه، بتجرد تام،عن الأهواء، والرغبات، والمعادلات الزئبقية، المتغيرة، التي هي شأن سياسي صرف، وهو ما يدفع بالقضية الكردية-عامة- لتكون القضية الإسلامية الأولى، لدى كل مسلم صادق.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشعل التمُّو يرثي
- صديقي مشعل التمو فارساً للموقف
- : صورة فوتوغرافية لمدينة أحبها مشعل التمو
- سنة كاملة دون مشعل التمو
- مشعل التمو عقل كردي لا يتكرر
- سقوط مدو لشبيح إعلامي آخر
- إبراهيم اليوسف:علينا أن نعيد صياغات مصطلحي (النظام) و(الأمن)
- نوستالجيا2
- صناعة المستقبل:في ثنائية الطفولة والإبداع
- الشاعر بين حدي السطوع والسقوط
- خاصية التجاوز الإبداعي
- ثقافة ما بعد11 سبتمبر
- جوهر رسالة الإبداع في ضوء الثورات الشعبية
- عادل اليزيدي في ذكرى غيابه : يسمع وقع أقدام شباب الثورة
- كتابة اللحظة الحاسمة
- علي فرزات يهز عرش الاستبداد
- هنا دمشق-2-
- كيف يُكتب الشعر؟
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-6-
- هنا دمشق-1-


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - -البيانوني- في دوَّامة تناقضاته