أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أكبر من الكلام














المزيد.....

أكبر من الكلام


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 01:33
المحور: الادب والفن
    


ماإن يجلس أحدنا أمام شاشة الرائي في منزله، حتى يجد أن أنهار الدماء تتدفق منها، تكاد تدخل المكان، قانية بلون الجوري، يتصاعد بخارها حتى يباغت أنفه برائحتها الواخزة للروح والضمير، لاسيما عندما تشير هذه السيول إلى أجساد متقطعة الأوصال، وفق هندسة يصنعها القاتل في كل مرة، أينما كان، من دون أن يفكر بالصورة التي تتحول إليها روحه في مساحات أية مرآة كاشفة.

هذه الصورالتي تغرق صناعتها في عتو اللحظةغير المتقاطعة مع ما هوإنساني، من شأنها أن تحرق طمأنينة المتلقي، فيما كان الرائي هو المرسل الوحيد لها، أو في ما إذا شاركته في ذلك وسائل أو وسائط أخرى، باتت في متناول أيدي العالم بأسره، في ظل توافر نية استخدامها، لكسر الحدود أمام ما يجري في العالم، برمته، لنكون أمام خريطة واحدة للجرح البشري، وإن كانت المحطات الأكثر غلياناً، مبعثرة، وفق هندسة خاصة، بيد أن جميعها، تتشابك في النهاية، مادام أن الضحية هو واحد، وإن القاتل هو واحد.

وتأتي معضلة المثقف-على اختلاف أدواته التعبيرية- في ما إذا كان صاحب موقف بين، تجاه ما يجري من حوله، لاسيما في ظل تلاشي صوته، إزاء ما يتم، وسط أصداء هذا الدوي، المرتطم، و الهائل لوسائل القتل، المتطورة، حيث يكاد صوته ألا يخرج من حنجرته، أو أنه يرتد إليه، فيما لو خرج، قليلاً، متفاعلاً مع كل ما هو متاح من وسائط ثورة الاتصال، من دون أن يفلح في وضع حد لهذه المأساة الشاملة التي تتم، حيث كل ضحية فلذة كبده، مهما كانت هويته، ولون عينيه، وطريقة تسريحة شعره، أو أرومة حلمه الإنساني.
وإذا أضفنا إلى ماسبق، هو أننا لا نستطيع التحدث عن مجرد أنموذج واحد للمثقفين، بل هناك أكثر من أنموذج لهم، وإن لكل أنموذج موقفه الخاص به، تبعاً لرؤيته الشخصية، حيث أن هناك من يقف مع الخير، بيد أن هناك من ارتضى لنفسه مناصرة الشر، مقابل من يتخذ موقفاً بين بين، أو يسكت على ما يرتكب أمام عينيه من انتهاكات وفظائع، ما يسهم في إضعاف جبهة المثقفين، ممن يفترض فيهم أن يكونوا" ملح الحياة"، "ضمير اللحظة"، و"صناع المستقبل"،لذلك فإن وجود المثقف الذي يربط مصيره مع مصير" صناع الشر" يعقد المسألة، فهو من جهة يلعب دوراً تضليلياً، إذ "يميع" خطاب الخير، ويشكك به، فيغدو شريكاً للأشارى في ممارساتهم، ومن جهة أخرى فإنه عبر تشتيت قوة الخطاب، يفتح جبهة وهمية، لا داع لها، من شأنها إضعاف سطوة الدور المطلوب، والمنتظر، من الكلمة.

ومن هنا، فإن انخراط المثقف العضوي- غرامشي-في هموم، وأحلام أهله، يغدو أمام تحديات كثيرة، تقلل من جدوى كلمته، في الوقت الذي يعول فيه على الكلمة كي تستطيع خلق التوازن المطلوب، من أجل مصلحة بني الإنسان، لدرجة أن كل ما يكتب، يكاد لا يستطيع منع هدر مجرد نقطة دم بريئة، هي في جوهرها، أغلى من مليارات الكلمات التي تكتب بكل لغات العالم، ولا ترتقي لإيجاد حلول لمآزق العالم الذي يعيش أعظم حرب كونية مستمرة…! .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش مؤتمر المجلس الوطني السوري في تونس
- محمد شيخ الزور وداعاً
- خارج النص
- الثورة والشباب: من يصنع الآخر؟
- حمص: إعدام مدينة
- إشهدوا أنها-كفر نبل-..!
- نقد الهزيمة وهزيمة النقد..!
- الجامعة العربية والنظام السوري: تفسير الدم بالماء..!
- ثنائية التفاؤل والتشاؤم
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-1
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-
- معلم الكذب وكذب المعلم
- الكتاب رقيباً لا مراقباً: مكتبة في جيب قميص
- الكاتب والصدمة الاستثنائية
- بين الناقد والشاعر
- بشار الأسد: قراءة -سيميائية- في ملامح وجهه
- -نقد النقد- في أسئلته الجديدة
- برهان غليون في-بروفة-سياسية فاشلة:
- مشعل التمو يحاكم قتلته
- -البيانوني- في دوَّامة تناقضاته


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أكبر من الكلام