أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خالد أبو صلاح: أُمّةُ في رجل...!














المزيد.....

خالد أبو صلاح: أُمّةُ في رجل...!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


بات من المعروف، أن من بين ما استطاعت الثورة السورية أن تنجزه، خلال عشرة الشهور الماضية من عمرها- إلى جانب كسر جدار الخوف- وإلى الأبد، الإنجاز الأعظم في تاريخها، هو أنها باتت تعرِّفنا إلى رجالاتها الجُدد، ممَّن لم يكونوا على بال أحد، في مجتمعاتهم، أو حتَّى أسرهم، فبرز منهم القادة الميدانيون الذين لم يتابعوا دراساتهم في الأكاديميات السياسية، أو العسكرية، بل كانوا من المغمورين اجتماعياً، وربَّما أسريَّاً، كي نجدنا أمام أسماء جديدة، مهمَّشة، كانت الأبعد عن تقديم ذاتها، منها العاطل عن العمل، أو حامل الشهادة العليا الذي يعمل في مجال الأعمال المجهدة، أو طالب المدرسة، أو الجامعة، أو الموظف الصغير، أو الفلاح المجوَّع، وربَّما الفنَّان أو الرياضيُّ، وكلُّ هؤلاء لم يكونوا من عداد الأسماء النجومية، قبل هذه الثورة، القيامة العظمى للإنسان السوري.

كثيرة جداً، هذه الأسماءُ، أسماءُ رسل الخلاص الحقيقين، الذين يصنعون-الآن-مجد سوريا الجديدة، ويرسمون ملامحها، فهم القادة الميدانيون، و الأبطال الذين يواجهون الرَّصاص، واقعاً، وليس عبر صور شعرية، أو خطبة نظرية، رنَّانة، غالباً كانت هي الأصل في كل الهزائم التي مُني بها بلدنا، ومن بين هذه الأسماء" خالد أبو صلاح" الطالب الجامعي، العشريني، الذي بات يختزل صورة رجل الثورة الحقيقي، في ذاته، فهو البطل في الشارع، والسياسي في الميدان، والقائد في المواجهة، والسفير للثورة، والصحفي العملاق الذي ينقل صوت الثوار إلى العالم كله، مواجهاً كتائب النفاق الإعلامي، وهو أحد من ينطبق عليهم القول" الفرد الذي يهزم آلة الإعلام المزيفة"، من خلال فضح أكاذيبها التي حيرت العالم عبر عقود، ولا يزال هناك من يستمرىء خديعته، كما يفعل بعض القيادات البائسة في روسيا، ممن اندحروا في عقر دارهم، بعد بيعهم أمجادهم التليدة، كي يسرقوا–الآن- خيرات بلدنا، كشهداء زور يولغون في دماء أبناء سوريا الجريحة.
وإذا كان كل الغيارى على الثورة، رأوا في إيفاد بعثة المراقبين التفافاً على الثورة، ولعبة ديماغوجية تنمّ عن محاولة الجامعة العربية عن حرصها على عدم افتضاح عنانتها، وعجزها، عن تسمية الأشياء بأسمائها- لاسيما وأن هذه الخطوة جاءت بعد" تجميد عضوية سوريا فيها-فإن الجهة صاحبة القرار فعّلت هذه العضوية(وبأي منطق وقانون جرى هذا؟؟) وهنا مكمن الغرابة والفضيحة. فكأني بأبي صلاح قال في نفسه: سأتابع الكذاب حتى باب داره، حين قام بأعمال خارقة، وهل من معجزة أكبر، من أن يقوم هذا الفتى المقدام، بالوصول إلى بعثة المراقبين، وإجبارهم على أن يتوجهوا للوقوف على حطام، وأطلال، بعض الأحياء الدارسة التي تقول صراحة: ثمّة حرب عظيمة، مرَّت من هنا، وليقدِّم الأدلة القاطعة، على شكل صفعات على وجوه المهرِّجين القتلة، وأتباعهم من شهود الزور، على أن هذا الخراب تمَّ بسبب آلة حرب النظام الدموي، وإن ذلك، لم يتم بسبب قذائف إسرائيلية، بل ليشير في حضور هؤلاء الشهود، المؤتمرين بتوجيهات محمد الدابي، إلى قنَّاصة، ورماة حواجز قائلاً: هذا الذي قتل..!، أو ذاك الذي فعل كذا..!، وأن يعترف أحدهم قائلاً: أجل، تأتينا أوامر بإطلاق النار، ليرمي بزته العسكرية، جانباًًًًًًًًًً، معلناً انشقاقه عن قادة جيش يؤمر بقتل أهله. أو عندما يعدُّ تقريراً عن حادث استشهاد هذا، أو ذاك، مبيناً أن قاتليه هم الأمن وشبيحتهم، وإن الأكثر مدعاة للعجب حين يصور هذا الساحر، ببطولاته، مظاهرات حي حمصي، كبابا عمر، وهو تحت القصف، من دون أن يستعين بخبير استراتيجي، أو عسكري، أو عرافَّة، فلا يواري ولا يوارب ملامح المكان الذي يلتقط صوره عبر بثِّ حيِّ، على إحدى الفضائيات، يرقص خلال اللقطات أبناء وبنات حمص، مشيعين هذا الشهيد أو ذاك، إلى مثواه الأخير، بينما القذائف تستهدف المكان، والرصاص ينهمر، مدراراً، نيابة عن المطر، كي ينتقل بعد ذلك إلى حي آخر، فآخر، يتابع التصوير، بوساطة هاتفه المحمول، مخترقاً الحواجز التي لا تسمح حتى للطيور بالتحليق في سماء المكان، فيكون المصور الصحفي البارع، بل المذيع، و الفدائي،" القبضاي" الذي يشدّ المراقب، رهن التدريب، من ياقته قائلاً له: أن اشهد وافتح كلتا عينيك، ولا تغمضهما عن الحق..! ، مقدِّماً له الحجَّة تلو الحجَّة، ببراعة عبقريِّ فذِّ.
وهل أشير إلى لقطة أخرى، هي أن أبا صلاح استطاع، وبوجهه المكشوف، ولباسه الذي لا يغيِّره-ربما إلى أن تحقق الثورة النصر- أن يؤدي دوراً رمزياً، هو إعادة دبَّابة استولى عليها الجيش الحر، إلى" الجيش المأمور بأداء مهمَّة إبادة الشعب، وذلك تنفيذاً لمادة رئيسة من نص البروتوكول تتعلق ب" إنهاء المظاهر المسلحة"ليبرىء "جانب" الجيش الحر، ويؤكد للجامعة العربية، وللعالم، أن من لا يوقف المظاهر المسلحة هو" النظام" الدموي، لا سواه..!
بدهيٌّ، أن في ما أوردته هنا، عن الرَّجل، حفيد ابن الوليد، بتسرة لنضاله الذي يمكن أن يكتب في أكثر من مجلَّد، وهناك عشرات القصص البطولية التي قام بها، مؤدياً دوره، على أعظم نحو، ليكون أكثر من رجل، بل أمَّة في رجل، وهو شأن الملايين من شبابنا الذين يواجهون أشرس آلة قتل في العصر على الإطلاق، وكأنِّي بأبي صلاح أحد رموز الثورة، حقَّاً، مادام أنَّه قادرٌ أن يؤدي دوراً رمزياً عظيماً للجامعة العربية، يمكنها أن تعتمد-لو أرادت-على تقاريره، وحدها، كي تصل إلى البراهين التي أرسلت مئات المراقبين إلى سوريا، من أجلها، فتحسم الأمر، بصوت عال، وتوفر أرواح، ودماء، خمسمئة شهيد بريء، بيد أنها لم تفعل ذلك، للأسف...!
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل القراءة
- ممحية الحدود بين الشرق والغرب:الصّورة الإلكترونية تحفر بعيدا ...
- شارع الحرية
- في حديث المراقبين
- كراسة الكاتب:مقدمة في التفاعل بين المبدع والزمان
- براهيم اليوسف لولاتي.نت : الأعضاء الكرد في المجلس الوطني الس ...
- معجم 2011: عام جديد يحفرإبداعه عالياً
- أكبر من الكلام
- على هامش مؤتمر المجلس الوطني السوري في تونس
- محمد شيخ الزور وداعاً
- خارج النص
- الثورة والشباب: من يصنع الآخر؟
- حمص: إعدام مدينة
- إشهدوا أنها-كفر نبل-..!
- نقد الهزيمة وهزيمة النقد..!
- الجامعة العربية والنظام السوري: تفسير الدم بالماء..!
- ثنائية التفاؤل والتشاؤم
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-1
- الاستعصاء على-فكِّ الأسر-
- معلم الكذب وكذب المعلم


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خالد أبو صلاح: أُمّةُ في رجل...!