أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ضوابط الحوار الافتراضي














المزيد.....

ضوابط الحوار الافتراضي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


ثمة تطورات هائلة تمت في ميدان الحوار الفكري والثقافي، في العالم، بفضل ما نشهده من إنجازات ثورة الاتصالات العملاقة، حيث لم يعد الحوارأسير مجرد منتدى، أو ملتقى، أو صالون، أو حتى أي مجلس عادي، بل توافرت إمكانات جد واسعة للحوار، إذ صار من الممكن متابعة أي حوار يتم بين شخصين، أو أكثر، في العالم، بل وحتى المشاركة المباشرة فيه، عند الضرورة، لتعم الفائدة، وهذا ما يساعد في نشر الثقافة، وتقديم المعلومة على أوسع نطاق، وباتت كل الحدود والرقابات تزول أمام رغبة التبادل المعرفي.

ومن المعروف أن انتقال الحوارإلى مجال أرحب، بهذا الشكل، أنتج حالة لافتة لدى المتلقين، على مستوى عالمي، حيث التلهف لتلقي المعلومة المفيدة، لاسيما عندما تقدم وجهات النظربين المتحاورين، عبر برامج خاصة، تقدم بكل لغات العالم، بما يحرك المتلقي لكي يتفاعل ما يتم، ويدخل في هذه الدائرة الحوارية، كي يجد إحدى وجهات النظر المقدمة، معبرة عن رأيه، بعكس غيرها، وقد يعثر حتى على وجهة النظر القريبة من رأيه، تامة، أو ناقصة، بحاجة إلى وضع بعض اللمسات الأخيرة عليها، وهذا ما قد يتم عبر إمكان إشراك هذا المتلقي، في مثل هذه الحوارات التي تتم. ولعلنا نجد أحياناً بعض من يقدم رؤيته الخاصة من هؤلاء المتلقين، جد ضروري، لإكمال اللوحة، لاسيما عندما يكون صاحب الرؤية متمكناً من أدوات المعرفة والحوار، في آن واحد.

ومن هنا، فإننا أمام مثل هذه الحالة الحوارية الجديدة، نجدنا أحوج إلى ضوابط وقواعد وأصول للالتزام بها خلال الحوارات الافتراضية التي تتم، إذ أن دائرة المتلقين بلغت مداها الأوسع، كونياً،وإنه لابد أن تكون هناك شروط وقواعد يتقيد ويلتزم بها المنتدون والمداخلون في هكذا ندوات حوارية.
إن الازدياد اليومي الهائل لمحطات البث التلفزيوني، التي تتناسل يوماً بعد يوم، ناهيك عن التوسع المريع لمحطات البث الإلكتروني، بالإضافة إلى بلوغ دائرة التلقي أوسع مداها في عالم بلغ سكانه سبع مليارات نسمة، وهوما جعل الحوارفي أعلى درجة من خطه البياني خلال التاريخ، لاسيما وإن وسائل الاتصال هذه كثفت عامل الزمان، كما فعلت مع عامل المكان، ليكونا متطابقين على نحو زمكاني، حيث أطراف الحوارعلى صعيدي الإرسال والاستقبال مكتملة،وهذا ما يتطلب أن يكون للحوار لغته الخاصة، ناهيك عن أنه لابد من أن تنشأ منظومة من أخلاقيات الحوار، بما يرتقي إلى مستوى الحالة الكونية المستجدة، إذ ليس لائقاً أن يسمع المتلقي كلاماً بذيئاً من قبل أحد أطراف الحوار، في محاولة منه لفرض رأيه، ليس على الآخر فقط، بل على العالم كله، من خلال ممارسة العنف اللفظي والجسدي بحق الآخر، مهما اختلف معه، لأن هذا الاعتداء والخروج عن اللباقة، والأخلاق، لا يتم بحق شخص افتراضي يقابله، وإنما هو يخدش أحاسيس ومشاعر المليارات من المتابعين، وهذا ما يضخم مسؤولية ممارس العنف بحق الآخر، ليكون عنفاً واقعياً لا افتراضياً بحق كل العالم كله، سواء أكان متابعاً على نحو مباشر، أم لم يكن متابعاً مباشرة، حيث يمكن لمن يريد العودة إلى أي إرشيف حواري أن يحقق ما يريده، في أي وقت لاحق.
من هنا، إن ممارسة العنف الفكري، بحق الآخر، ليعد في الحقيقة موازياً للعنف الجسدي، لهذا فإن على وسائل الاتصال أن تضع قوانينها الصارمة منعاً من ممارسة الإساءة من قبل أي طرف حواري إلى الآخر، بل وإلى متابعي هذا الحوارفي مجاله الافتراضي الشاسع.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انسحاب من اتحادي الكتاب والصحفين السوريين
- قلق الشاعر
- تمثلات موت الشاعر
- المواطن الصحفي
- الصالون الثقافي الافتراضي:دعوة إلى تفعيل الحالة الثقافية إلى ...
- خطاب الخديعة
- خالد أبو صلاح: أُمّةُ في رجل...!
- مستقبل القراءة
- ممحية الحدود بين الشرق والغرب:الصّورة الإلكترونية تحفر بعيدا ...
- شارع الحرية
- في حديث المراقبين
- كراسة الكاتب:مقدمة في التفاعل بين المبدع والزمان
- براهيم اليوسف لولاتي.نت : الأعضاء الكرد في المجلس الوطني الس ...
- معجم 2011: عام جديد يحفرإبداعه عالياً
- أكبر من الكلام
- على هامش مؤتمر المجلس الوطني السوري في تونس
- محمد شيخ الزور وداعاً
- خارج النص
- الثورة والشباب: من يصنع الآخر؟
- حمص: إعدام مدينة


المزيد.....




- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ضوابط الحوار الافتراضي