أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - رجل الرئة اليتيمة














المزيد.....

رجل الرئة اليتيمة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 09:40
المحور: الادب والفن
    


إلى الصديق الكاتب الساخرتاج الدين موسى
بعيداً عن السؤال، حول كيفية ولادة الأدب الساخر، وهو عموماً من أصعب أنواع الأدب، فإن الأديب الساخر، ليجسرعلاقة خاصة بينه ومتلقيه، إلى تلك الدرجة التي ما إن يتم تلقي نبأ رحيل هذا الكاتب الساخر،أو ذاك، فإنه ليخيل إلى المرءإنما هو يتلقى خبراً يتواشج مع إبداع هذا الكاتب، ليترك لنفسه ،بهذا، ولو بصيص أمل، راجياً أن يكون هذا النبأ الأليم امتداداً لمناخات إبداع كاتبه.

تماماً، هذا ماقد يحدث مع أي من قراء الأديب السوري الكبير تاج الدين موسى الذي أغمض كلتا عينيه، للمرة الأخيرة، صباح أمس، على صورة مدينته السوريةإدلب، بعد صراع مريرمع مرض السرطان، اضطر على إثره أن يستأصل إحدى رئتيه، كي يتشبث بالحياة، وتكون أقنوماً لتواصله مع الناس، هؤلاء الذين أحبهم، وكرس حياته لهم منذ أن ظهرت أولى قصصه،في العام1990 عبرإحدى مسابقات مجلة"دراسات اشتراكية" التي كان من بين أعضاء لجنة جائزتها كل من شوقي بغدادي ووليد معماري وحسن م يوسف، ليحصل على الدرجة الأولى، ويكرس اسمه بعد ذلك قاصاً لامعاً، في مجال القصة السورية الجديدة، إلى جانب بعض مجايليه: خطيب بدلة ونجم الدين سمان وأحمد عمر وحليم يوسف وآخرين.
وإذاكانت مجموعة "مسائل تافهة الصادرة في العام 1992 للموسى، تنم عن ولادة قاص جاد، فإن أعماله التي تتالت في مابعد ومنها "الشتيمة الأخيرة" و"حارة شرقية وحارة غربي" و"سباق بالمقلوب" و"الخائب"، بالإضافة إلى عدد من المسلسلات التي كتبها، سجلت تطوراً هائلاً في تجربته الإبداعية، وكأنه أراد أن يعمل على اتجاهات عدة، منها تطويرمدرسة حسيب كيالي الذي كان ولايزال عصبة الساخرين في سوريا، عموماً، وأبناء مدينة أدلب مدينة الكيالي، خصوصاً،يعدونه معلمهم الأول،بالإضافة إلى أن هؤلاء كانوا يرسمون الملمح الأكثرإشراقاً في عالم القصة الإبداعية في سوريا.
ولعل الجانب الأكثر بروزاً في حياة الرجل، هوأنه كان الصوت الجريء الملتزم بقضايا إنسانه، لايكتفي بكلمته التي يعد واحداً ممن مهدوابوساطتها لاسترداد مكانة إنسانهم، ورفع الظلم والجورعنهم، بل إن الرجل ترجم كلمته هذه عملياً، من خلال مشاركته، الميدانية في لجة الثورة الشعبية، لايكف عن متابعة الحدث الأعظم في حياة بلده، سواء أكان ذلك عبرالمقال، أو عبرالومضة الفيسبوكية، محدداً موقعها تماماً، وسط اللوحة، وكيف لا وهو ممن اختاروا مسارهم الفكري، على نحو واضح، ليظل أميناً لرؤيته، بعيداً عن نزوات وتكتيكات تجار السياسة، من حوله، هؤلاء الذين انقلبوا على رسالتهم الإنسانية، وكان الأجدربهم أن يكونوا مع هذا الكاتب الكبيرحقاً وأمثاله من المنقذين.
مؤكد أن الرئة اليتيمة التي واصل بها تاج الدين حياته، وهويرى من حوله الفظائع والأهوال التي تتم، ضاقت ذرعاً بالواقع، ولم تعد تتحمله، بالرغم من استبشاركاتبنا بأن الصرخة التي كان يطلقها مع سواه، على امتداد عقود من الكتابة الملتزمة، لاتزال تدوي في أربع جهات المكان، وباتت تتحول إلى شجرة باسقة، تفيءخريطته الجميلة التي يحفظ أسماء قراها، ومدنها، بل ووداد أهلها عن ظهرقلب.

تاج الدين الموسى الذي سرعان ما انضم إلى كوكبة من الكتاب الذي راحوا يصوغون مسار رباطهم، بالحياة، أورابطتهم، على نحو يشبه حلمه، لم يفتأ يحدث صديقه-الذي سيعلن عن آخرحديث مدون بينهما هنا وفي أماكن أخرى- عن الرغيف، والوظيفة، من دون أي تأفف من المرض اللعين الذي كان ينشب مخالبه عميقاً، متآمراً عليه، قاطعاً عنه الهواء، ليقهقه من هذه النهاية، معلناً حضوره، وهو يكتب قصته الأخيرة الأكثرسخرية ومرارة....!.


*توفي الصديق تاج في صباح اليوم الأربعاء21-2-2012، وكان آخراتصال بيننا عبرالفيسبوك قبل أسابيع قليلة، حيث طلب مني أن يكون عضواً معنا في رابطة الكتاب السوريين، وأعلمت الأصدقاءفي اللجنة التحضيرية،آنذاك، مباشرة، على ألا يتم الإعلان عن ذلك، لأسباب معروفة، بالرغم من أنه الراحل، كان من الذين قالوا لآلة القتل :لا، وقد نشرت قصته " متعة الجلوس على كرسي الزعيم، في 29-3-2011، بعد حوالي أسبوعين من اشتعال الثورة، وكانت صفحته على الشبكة العنكبوتية، تواكب الثورة، قطرة دم تلوأخرى، بل إنه قد شارك في كل الاعتصامات السلمية التي تمت في مدينته"إدلب" بالرغم من المرض الذي كان يهدده.....!.

** يوم22-2-2012 يوم أسود بامتياز إذ وصل فيه عدد شهداء الثورة إلى أكثرمن مئة شهيد، ناهيك عن استشهاد كل من الصديق نصرالدين برهك و غياب الصديق تاج الدين الموسى

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان للانسحاب من اتحاد الصحفين السوريين ووسائل الإعلام الرسم ...
- أخطاء الكبار .. -كبار الأخطاء-
- على عتبة عامها الثاني:ثورة المعجزات السورية تصنع التاريخ*
- النقد الصحفي
- امتحان الثورة ومحنة الأصدقاء
- دوَّامة الأسئلة الكبرى
- روسيا- تحت الصفر-
- بيان من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا + طلب انتساب + ...
- دمٌ حمصيٌّ للبيع.....!
- ضوابط الحوار الافتراضي
- انسحاب من اتحادي الكتاب والصحفين السوريين
- قلق الشاعر
- تمثلات موت الشاعر
- المواطن الصحفي
- الصالون الثقافي الافتراضي:دعوة إلى تفعيل الحالة الثقافية إلى ...
- خطاب الخديعة
- خالد أبو صلاح: أُمّةُ في رجل...!
- مستقبل القراءة
- ممحية الحدود بين الشرق والغرب:الصّورة الإلكترونية تحفر بعيدا ...
- شارع الحرية


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - رجل الرئة اليتيمة