أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة














المزيد.....

إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3699 - 2012 / 4 / 15 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


يخيَّل إلي،أن صديقي إبراهيم محمود يستعيد اليوم، ما أحسست به قبل ثلاث سنوات ونيِّف من الآن، وأنا أودِّع أمّي، التي لا أجرؤ حتى الآن الكتابة عنها، وكان هونفسه أحد من واسوني روحاً، وكتابة، في آن، ألمئذٍ. ولعلَّ في فجيعة فقد الأم-وهي الأمَّة- نسفاً لأحد أسطونين رئيسين، في حياة المرء هما: الأم والأب، دونهما يشعرالمرء باليتم الحقيقي. إذ طالما يحسُّ أحدنا-كما كان حالي وأنا في نهاية العقد الرابع آنئذ-أنه لما يزل يمتلك جزءاً من الطفولة المفقودة، حتى وإن غدا جداً، في عمق جدوديته، أوفي حدود ذلك، كما حالتي، وحالة صديقي أبي مالين .

وعلاقة إبراهيم محمود، بأمِّه، أعرفها، من خلال طول عشرتنا الشخصية التي تمتدُّ لثلاثة عقود ونيف، منذ أن جمعتنا غواية الكلمة، لنتفق حيناً، ونختلف، حيناً آخر، كما حال أبناء البيت الواحد، وهو شأن كل خلاف بين أسرة كتابنا كما أزعم. فقد كانت العنوان الذي يلوذ به، شاباً، ومن ثمَّ أباً، وجداً-وهو الداخل حرم الحالة منذ أسابيع- لها حصتها اليومية في روزنامته، ينهل من فيض حنانها الأمومي، الأكثرعذوبة، بل هي الاسم الأكثرتعلقاً به، من قبله، أنَّى ذكرشؤون أفراد أسرته، لمن حوله، ولعل ذلك بدا واضحاً، بعيد رحيل والده، طيب الله ثراه، و ارتفعت وتيرة تعلقه بها، أكثر، أكثر....، عندما تعرّضت منذ أكثرمن عقد من الزمن للشلل النصفي، بل لترتفع معاناة هذه المربية الكردية الفاضلة، بأكثر..أكثر..، بعدأن تعرَّض حوضها- منذ أكثرمن ثلاثة أشهر- لما يسمَّى ب"كسرالموت"الرهيب،حيث أعلن كاتبنا يأسه، وألمه، في أعلى شكليهما، وهويحدث مقربيه، هاتفياَ، أو كتابياً، لقاء:
-وضع أمِّي آيس...!
وأنَّى لك، أن تفلح في مداراته، وهو ينقل إليك توصيف اللجنة الطبية، حيث لا أمل البتَّة، في شفائها، لاسيما في ظلِّ تدهوروضعها الصحي، يوماً بعد آخر. أجل، إن واحداً مثلي، فُجع برحيل أمِّه ثلاث مرات، مرة عندما غادرها، إلى هذا المكان الذي بات يستطيل زماناً، ومسافة، دون تحقيق حلمي، وحلم كل سوري شريف، حتى الآن، من دون وداع، لأني لم أحتمل نهردموعها السيالة، وانكسارنظرتها الجبلية، الشمَّاء، وهي التي حرستني، في الكثيرمن لحظات الشدَّة،-ولاسيما في الامتحان الكردي الآذاري- ومرة لأنها رحلت عن عالمي، من دون وداع، وأخرى لأنها أطفأت كلتا عينيها، على صورتي كما كتب إبراهيم محمود عنها، في مقال رثائي، عنها، آنذاك، وأنا بعيد عن عاصمة الحلم" قامشلي"..!.
بلى، وبعيداً عنن الاسترسال الذي يدفع إليه شبه الحال، فإنَّ واحداً مثلي، كانت رسالة أبي مالين عن أمِّه، تصله، بكل ذبذبات الحزن العالية جداً، إلى درجة كيِّ فضاءاللحظة، لأنها قبل كل شيء أم ٌّكردية، نبيلة، فاضلة، ربَّت أبناءها على القيم العالية، ومن بينهم الفنان، أوالكاتب الذي لا يتلكأ سوانا من وسم أمثاله ب" المفكِّرين" الأفذاذ، كيف لا؟؟ وهو الذي أنتج حتى الآن أكثرمن خمسين كتاباً، بين الإبداع الشعري، والروائي، والفكر، والفلسفة، والنقد، والقضية الكردية، والبحث......- بلغته الأم وضرّتها- بل كان أحد الأسماء الشامخة في 12 آذار2004- وهل بيننا من ينسى هذه الانتفاضة العظمى؟- ولايزال صاحب الموقف الشجاع- قياساً لقتامة اللحظة السورية في مهادها- ولن أبالغ حين أقول: إن الأجيال القادمة، ستتقصى تاريخ كاتب عملاق كإبراهيم محمود-مهما اختلفنا معه أو اتفقنا- كما غيره من المبدعين الكرد الأكثرحضوراًَ، كردياً، وعربياً، وعالمياً ،وستمنحه هذه الأجيال من المكانة ما لم نمنحه إياها، لهذا السبب أو ذاك، لاسيما في ظل ارتفاع صوت الدعي، بأعلى من المبدع الحقيق...!.
إن أماً، يكون أحد آثارها كاتباً ذا حضوركبيركإبراهيم محمود، هي أمٌّ كردية، استثنائية، فريدة، لأن أبناءكردستان الكبرى، المقبلة، سوف يقرؤون فكرهذا الرجل، بعد مئات السنين، وثمَّة من سيشيرإلى أسرته، وأبويه، وتنشئته، وفِقره المدقع، في زمن يعيش فيه الكثيرون من اللصوص، والأدعياء، والفاسدين، والمهزومين، سعداء، ميسورين، بل إن في أمثال هؤلاء من سيطعن أمثال إبراهيم محمود، انطلاقاً من عقدة الهزيمة أمام اسمه الكبير.
هل تراني، خرجت عن متن النص، أم إنني مازلت في صلبه؟، سأجيب بنفسي: بلى، أنا، في متن المتن، ولعلي أجلت مثل هذا الكلام طويلاً، كما سواي، وها أجد الفرصة مناسبة، كي أقولها، في حضرة الصديق النبيل، والأكثروفاء، لعلي أسليه،عبرمسافة شريط من السرد، لا أكثر،عن مرارة الفقد الباذخ، و شبح الألم الذي يحيط بأبي مالين-وهوبكرأمه- حيث يلوح لها تلويحته الأخيرة، منكسرة، مطعونة الظل، والخطوط، والمناديل،بعد أن توزع بعض روحها، في الكثيرمن النتاجات الثمينة لإبراهيمنا محمود الموقف، والشهامة، والوفاء.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصية- الدسَاس- في الأدب
- أزمة -شخصية البطل-
- صناعة التفاؤل
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية
- عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف
- لابد من ارتقاء النقد إلى مستوى أسئلة حداثة اللحظة
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكرد بمناسبة الذكرى الثامنة لان ...
- فزَّاعة النقد
- بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية
- حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف
- سوريا تحترق...!
- مقاربة لفك لغز الموت


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة