أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا














المزيد.....

ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3708 - 2012 / 4 / 25 - 04:11
المحور: الادب والفن
    



إبراهيم اليوسف

خطا الاهتمام بثقافة الطفل، على نحو عالمي أشواطاً هائلة، حيث بات من المسلم به، أن ثقافة الطفل تعد ركيزة ثقافية مهمة في حياة الفرد والمجتمع، لأن للثقافة الأولى التي يشكلها الطفل، بعد أن يفتح عينيه على النور والحياة،دوراً كبيراً، في تشكيل النواة الثقافية لديه، بالإضافة إلى دخول هذه الثقافة في تركيب شخصيته، إلى الدرجة التي يمكن اعتبارأي شخص إنما هو أرومته الثقافية الأولى.

وإذا كان الإنسان قادراً على تكوين وتطوير ثقافة خاصة به، وهوفي مرحلة الوعي، فإن هذه الثقافة تعد أقل رسوخاً وتأثيراً عليه، من الثقافة الأولى التي استحصلها، في أسرته، وبيئته، ومجتمعه،لأنها تأخذ دورها المركزي، وتعد مرجعاً لاشعورياً لرؤيته، في كل القضايا التي تمس مفاصل الحياة، كاملة، بل إنها تشكل جوهرتلك الرؤية، على الإطلاق.

وإذا كان تلقي الطفل لمثل هذه الثقافة، منذ دخوله مرحلة التأثربوسطه اليومي،يكون من خلال مايتلقاه، من سلوك، وعادات، وموروث يتم ترجمته،في هذه البيئة الأولى، فإن هذه المكونات الثقافية لها دورها الفاعل، في تشكيل شخصيته الثقافية، وكل هذا يجيء-غالباً- في إهاب عفوي، آلي، غيرمدروس، بحيث تكون هناك عناصرإيجابية، أو سلبية، بين المادة المقدمة إلى الطفل، تبعاً لطبيعة بيئته، بيدأن أسرة الطفل قادرة أن تمارس دوراً مهماً في تنظيم هذه الثقافة، وفق رؤيتها الخاصة، ليتم تكريسها، تلقائياً، ومن هنا، فإن اعتبارالخبراء المعنيين بدراسة ثقافة الطفل، أن دور الأبوين، في تثقيف الطفل جد حساس، وأن ما يمكن أن يزرعاه في ذاكرة طفلهما الثقافية، يكاد يغدو عصياً على المحو، وإن كنا سنجد أناساً، سيخضعون البنية الثقافية الأولى لديهم، إلى المحاكمة، بعدتشكل منظومة الوعي والمعرفة الخاصين بهم، تبعاً للبيئات اللاحقة، أو الموازية لبيئاتهم الأولى، وهنا لابد من الإشارة إلى عالم المدرسة الأكثرقدرة، على التأثيرفي البنية الثقافية للطفل، بل إن الطفل قد يغدو مختبرصراع بين ثقافتي المنزل والمدرسة، في ما إذاكان بينهما بون، أواختلاف، ولعله يدفع ثمن هذا التباين بين هاتين الثقافتين على نحو غال، على حساب سيكولوجيته، في ما لم يتم تقديم التفسيراللازم لذلك، بل إن التفسيرنفسه، قد لا ينجيه من الصراع، في ظل اختلاف هاتين الثقافتين، حيث سنكون أمام مشروع شخص مهدد باللاسوية.

حقيقة، إنه لابد من الإشارة، إلى أنه منذ بداية الثورة المعلوماتية، بات الطفل تحت وطأة تهديد مكون ثقافي رابع، بالإضافة إلى ثقافة البيت، والبيئة، والمدرسة،ألا و هو التلفزيون، ومن ثم الإنترنت، والبلاك بيري، وغيرذلك من الأدوات التي يمكن أن تتدخل في تحديد ملامح ثقافته الأولى، وهي مسألة باتت أكثرخطورة، لذلك فإن الأبوين، والمدرسة، والمؤسسة المعنية بثقافة الطفل أمام خطرداهم، ومعضلة شديدة الحساسية، لابد من الانتباه إليها، والتحكم بها، لتكون مصدراً مدروساً لثقافته، لاسيما وأن هناك دوائرخاصة، على مستوى عالمي، للتحكم بتقديم الغذاء الروحي الثقافي للطفل، هذه المسألة تدفع بنا جميعاً لقرع الأجراس، على نحو مستمر، لنكون يقظين، نتحكم تماماً بهذا المصدرالثقافي الأعلى سطوة، وخطورة، وتحدياً، ليكون تفاعل طفلنا معها بالشكل الإيجابي، لأن ثقافة الطفل، هي الطفل نفسه، وهي الحاضر والمستقبل، في آن واحد، وليس بيننا من هوليس حريصاً، على الطفل، أيان، هدده الخطر، كما نحن حريصون على ماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا، أليس كذلك؟.
[email protected]





#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكرم كنعو في عليائه هناك..!
- سورياإلى أين؟ -2
- أول انتخابات ديمقراطية للكتاب السوريين وفوز أربعة كتاب كرد
- ثورة القراءة
- بين الصورة والصورة المعاكسة : الشرق والغرب مرة أخرى
- إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة
- شخصية- الدسَاس- في الأدب
- أزمة -شخصية البطل-
- صناعة التفاؤل
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية
- عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف
- لابد من ارتقاء النقد إلى مستوى أسئلة حداثة اللحظة


المزيد.....




- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...
- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...
- الصدق أحلى يا أصحاب. قصة للأطفال جديدة للأديبة سيما الصيرفي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا