أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!















المزيد.....

بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 19:17
المحور: الادب والفن
    


بعدأربعة عشرعاماً على رحيله
نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!


مرت قبل أيام، فحسب، الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الشاعرالسوري الكبيرنزارقباني" 21آذار/ مارس 1923-إبريل/نيسان30 /1998" والذي يعد بشهادة النقاد، رائد مدرسة شعرية خاصة في تاريخ الشعرالعربي، ولقد فتح نزارقباني عينيه على الحياة، حيث كل ما حوله يغوي بالانخراط في لجة الجمال، نظراً لطبيعة المكان الدمشقي التي كانت تتصادى في روحه، وتبحث عن معبرلها إلى عالم الإبداع، وهوما حدا به، وهوابن الخامسة، أن يغرق في عالم الريشة والألوان، يرسم ما تمليه عليه قريحته، كنتاج لتفاعله مع العالم المحيط، وليستمرعلى هذا النحوإلى سن الرابعة عشرة، ليقلع عن الرسم، بل ليجذبه عالم الموسيقا،إلى حين، بيد أن سفره في رحلة مدرسية، عبرالبحرإلى روما، دفعه، وهو في غمرة الانبهاربجمال عالم البحرليكتب الأبيات الشعرية الأولى، واصفاً ما تقع عليه عيناه، من دون أن يدري ومن هم معه، في تلك الرحلة، أن ولادة شاعركبير، قد تمت على متن تلك السفينة، ولهذا فإن قصائد نزارستظل تنوس بين أقطاب الجمال، حيث ورود وأزاهيرحديقة بيته الأول، ونوافيرها، وشدو الأطيارالتي تحط على شجرة فناء الدار، ناهيك عن منظرعالم البحرالذي بات يمد ذاكرته البصرية بأمواجه الخلابة،والجذابة، التي تمتح منها صورته الشعرية، أياً كان المجال الذي يتطرق إليه.

وانخراط نزار، سليل عائلة اقبيق المعروفة، والثرية، ذات الحضورالعريق في المجتمع الدمشقي، في عالم الفن والإبداع، لم يكن مجرد طفرة يمكن التعامل معها على هذا الأساس، وإنما كانت لأبيه علاقة بروح الشعر، كما سيشيرإلى ذلك هو نفسه، بل إن عمه أبا خليل القباني، مؤسس المسرح المصري، كان له من التأثيرالكبيرعليه، كأنموذج مبدع، في إطارهذه الأسشرة العريقة، ذات العلاقة المتينة، بالثقافة والفن.

ثلاث صدمات شخصية كبرى..!:

وإذا كانت البيئة الأولى التي فتح عليها شاعرنا عينيه قد أثرت في أعماقه، وغذت فيه روح الحس بالجمال، لأنها بيئة أنموذجية،من هذه الناحية، فإن عامل تنمية هذه الروح، ظل مستمراً، وهويسوح العالم، ويتعايش مع أمكنة كثيرة، كما لم يكتب لأحد سواه، فقد كانت لبنان إحدى محطات رحلته، حيث أقام فيها سنوات عديدة، كما أنه تفاعل مع أمكنة أخرى، عابراً، أو مقيماً إلى حين، ومن تلك المحطات المكانية المهمة، في حياته" مصر، تركيا، إسبانيا، الصين، بريطانيا، سواء أكان ذلك، بسبب عمله كسفير، أو من خلال تلبية رغبته الخاصة، لدواع متعددة.

ولقد كان نزارمن أكثرالمتأثرين، بمحيطه الخاص، إلى تلك الدرجة التي يمكن اعتبارأن قصيدته، هي نتاج تفاعله مع عالمه الخاص والعام، وليس أدلّ على ذلك من أن ثلاث صدمات كبيرة تعرض لها، أولاها انتحارشقيقته بسبب تزويجها من شخص لا تحبه، وبقيت في لاشعوره دافعاً لتخيره تناول عالم المرأة، وحريتها، و تجلت الثانية في رحيل ابنه توفيق البكرمبكراً، و الذي أطلق عليه اسمه أبيه، لارتباطه به، وتأثره بكاريزما شخصيته، وكان توفيق من زوجته الأولى زهراء آقبيق، ابنة عمه،كما أن الصدمة الثالثة تجسدت في مقتل زوجته"بلقيس الراوي، عراقية الموطن، في حادث تفجيرالسفارة العراقية في بيروت عام 1982، وراح يرثيها، كما رثى ابنه توفيقاً، في إحدى أعظم المرثيات في تلك المرحلة، وباتت قصيدته تستنسخ بخط اليد، من قبل أبناء جيلنا، آنذاك، ولي شخصياً حكاية مع تلك القصيدة، وكانت القصيدة إدانة للمتهم بذلك العمل الإرهابي، وخاتمة لمرحلة إقامته في بيروت، التي كانت له فيها دارنشر، وذكريات مؤثرة، لينتقل منها إلى محطته الأخيرة"لندن" التي سيغمض فيها عينيه على الحياة، ولينقل بعدها جثمانه إلى دمشق، ليشيع في موكب جماهيري إلى مثواه الأخير، حيث عنوان هواه الأول، وقصيدته الأثيرة، وملاعب طفولته، وشبابه، ودراسته منذ المرحلة الابتدائية، حتى سنة نيله شهادة الحقوق، وانخراطه في السلك الدبلومسي، الذي كان امتداداً، وتنويعاً، على علاقته بجماليات المكان:


بلقيس... يافرسي الجميلة...إنني من تاريخي خجول
هذي بلاد يقتلون بها الخيول
سأقول في التحقيق:
طيف أميرتي اغتصبت؟
وكيف تقاسموا الشعرالذي يجري كأنهار الذهب
سأقول كيف استنزفوا دمها
وكيف استملكوا فمها...فما تركوا به ورداً
ولا تركوا به عنباً
هل موت بلقيس..هو الوحيد في تاريخ كل العرب

علامات فارقة في التجربة الشعرية:

إذا كانت القصيدة الأولى لنزار، كما تمت الإشارة أعلاه، صدى لتأثره بجمال البحر، أثناء رحلته تلك، والتي يؤرخ لها ب15 أغسطس 1939" بحسب ويكيبديا" فإن التجربة الشعرية له، التي بدأت عملياً بمجموعته الشعرية الأولى" قالت لي السمراء1944، وكانت آخرها" أبجدية الياسمين"1998، توزعت بين عالمين هما: المرأة والسياسة، ولعل صدمته برحيل أخته المفجع، كان حافزاً رئيساً لكتابته عن عالم المرأة، والحب، كما أن دخوله عالم الكتابة السياسية جاء بعد هزيمة 1967"على نحو واضح، وإن كان منذ قصيدته" خبز وحشيش وقمر" سيصطدم بمن حوله، ويضطرإلى نشرهذه القصيدة التي ألقاها تحت قبة البرلمان خارج بلده، بعد محاولة التأليب عليه..!.

كما أن نزارقباني، قد كتب في النثر، مثلما كتب في مجال الشعر، وتعد كتبه النثرية" قصتي مع الشعر والشعرقنديل أخضر والمرأة في شعري وحياتي وبيروت حرية لا تشيخ وشيء من النثر، وغيرها من كتبه، الأكثرتميزاً في مجال النثرالعربي الحديث، حيث تعد لغته النثرية مختلفة، مغايرة، مكتوبة تحت وطأة هاجس الاختلاف الذي يميز إبداعه وحياته، في آن واحد.

حقيقة، لقد استطاع نزارقباني، خلال رحلة نصف قرن، مع الإبداع، أن يجعل القصيدة كما قيل عنه" بمثابة الرغيف" مشاعاً بين الناس، وأن تنزل من برجها العاجي، ويتلقفها الناس، ويتداولوها، في ما بينهم، جيلاً بعد جيل حتى الآن.

ولعل في غناء أقطاب الطرب العربي لقصائده من أمثال: أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ وفيروز وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة، وغيرهم كثيرون...، ما يؤكد جماهيرية هذه القصائد التي كان لها وقعها الكبير، في نفوس متلقيها، بل إن قصيدته السياسية، كانت تدب الذعرفي قلوب بعض أولي الأمرالمعنيين.

إن هذه الأهمية الكبرى لإبداع نزارقباني، تمت ترجمتها، على صعيد كبارالنقاد الذين تناولوا إبداعه، من أمثال: توفيق الحكيم، وغيره، بل إن هناك من أطلق حمم نيرانه على قصيدة قباني التي خدشت مفاهيميه الثابتة حول الشعروالفن.

المرجع: يوكيبيديا



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطفل والسياسة
- ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا
- أكرم كنعو في عليائه هناك..!
- سورياإلى أين؟ -2
- أول انتخابات ديمقراطية للكتاب السوريين وفوز أربعة كتاب كرد
- ثورة القراءة
- بين الصورة والصورة المعاكسة : الشرق والغرب مرة أخرى
- إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة
- شخصية- الدسَاس- في الأدب
- أزمة -شخصية البطل-
- صناعة التفاؤل
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!