أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - سقوط المثقف














المزيد.....

سقوط المثقف


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 04:09
المحور: الادب والفن
    



ليس جديداً البتّة، أن يُشار، هنا، إلى أهمية دورالمثقف في مجتمعه، لاسيما في المفاصل التاريخية، من حياة شعبه، حيث يُنظر إلى خطابه، على أنه العنصرالأكثرأهمية عنده، في أقل تقدير، ولابدَّ من توظيفه من أجل ترجمة أحلام أبناء هذا الشعب، أنَّى احتاجوا إلى نصرته لهم، عبركلمته، وهم دائمو الحاجة إليه، طبعاً،سواء أكان ذلك عن طريق صدى إبداعه، وما يتركه من أثر عظيم، في حيواتهم، على نحو استراتيجي، جيلاً بعد جيل، أو عن طريق قول كلمة الحق، في سياقها المباشر، تصريحاً، لا تلميحاً، مادام أن هناك خطراً داهماً، يهدِّد مصائرهؤلاء.

إزاء أية مرحلة جديدة، في أعمارالأمم والشعوب، فإن العيون لتتطلع إلى رؤية المثقف، كي يتلقفها الناس، ويترجموها، ويهتدوا بها، مادام أن ما يقوله، هو الفيصل، الذي لابد من الاحتكام إليه،أنَّى ضاقت بهم السبل،وهذا ما يضع المثقف في منزلة جدّ مهمّة، لتكون له مكانته الرمزية، والاعتبارية، لأنه مرجع العامة، والخاصة، يهتدي رجل السياسة برؤاه، وهوفي موقعه القيادي، كما يهتدي بها الناس البسطاء، العاديون، عندما تكون العلاقة التي تربط جميعهم ببعضهم بعضاً، متوازنة، وهوما يجعل رؤيته، في مقام البوصلة التي تشخِّص الجهات كما هي، وتحدِّد وجهة السير، أنى تضبّبت الرؤيا، وأصبح الواقع من حولهم أشبه بالمتاهة، لاسيَّما عندما يكون للباطل صوته الذي يزاحم صوت الحكمة، والعقل، ويغبش الأفق،وكل هذا يجعل الحاجة إلى المثقف أكبر.

وإذا كان المثقف، على ضوء التحوِّلات الأكثرحساسية، في عمرمنطقتنا، يعرف تماماً مسؤوليته، المنوطة به، وهو الأكثردراية بسبرالواقع، وتحليله، واستقرائه، فإننا لا نستطيع الحديث، باطمئنان، عن مجرَّد أنموذج واحد له، لأن سلوك هذا المثقف، يتبين، ويتباين، من خلال تفاعله مع المجريات اليومية، فهو إما من ذلك الصنف الذي يسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية، أو ينتمي إلى من يزوِّرون هذه التسميات، لدواع تتيح له الأمان الذاتي، ناهيك عن قبضه الفعلي، أو الافتراضي، ثمن ذلك، على حساب قيمته، وإبداعه، أو أنه سيكون من هؤلاء المتصاممين، المتعامين، المتخارسين-وهم في موقع الرثاء لهم!- لأنهم لايجرؤون على حسم مواقفهم، الأمرالذي يأتي على حساب مصداقيتهم، ودورهم، ووظيفتة خطابهم، ما يشكل هوَّة كبيرة بينهم ومن حولهم، ليصيروا ،شركاء، في التزوير، عبر سقوطهم المعنوي، المدوِّي، لأن في سكوتهم ترجيحاً لكفَّة الظلم على الحق، والعدل، وهوما يتيح لآلة الشرِّأن تمعن في مواصلة غريزتها، ويبيح، كذلك، سفك دماء الأبرياء، على نحومجاني، بالرغم من أن لاشيء في العالم كله، يسوِّغ سفك مجرَّد قطرة دم، لأي إنسان، حيث هذا وحده الميزان الذي يشيع اللجوء إليه، السلام، والوئام، والحبَّ، بين العالم كله...!.

ولقد كشفت هذه التحوّلات الجديدة التي تتمّ من حولنا، أن المثقف الذي يخذل أهله، لن يقف-في الغالب-عند حدود سقوطه، بل إنه سيتمادى، بأكثر، ليشوِّه الحقائق، قالباً إياها رأساً على عقب، في إطارصناعة"عقلنة التزوير"، وهوأخطرما يمكن أن يقوم به هذا الأنموذج، ضدَّ أنفسهم، وأبنائهم، ووطنهم، حيث سيفكربالتكفيرعن هزيمته المروِّعة، وهشاشته الروحية، من خلال تلطيخ أسماء سواه، من المثقفين العضويين، الفاعلين، ملح الأمم، والشعوب، وهي ،لعمري، جريمة إضافية، منه، بحق الماضي، والحاضر، والمستقبل، في آن واحد، في الوقت الذي لابدَّ لهم، أن ينتظروا محطَّاتِ الصحو، ليعترفوابالمصائرالتي آلوا إليها، في انتظارصفح الأجيال، وعفوهم.، وأنَّى لهم ذلك.....؟.

إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الكامل لمحاكمة الشاعرة والشاعر:دفوعات الصوروإدانات الخي ...
- بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!
- الطفل والسياسة
- ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا
- أكرم كنعو في عليائه هناك..!
- سورياإلى أين؟ -2
- أول انتخابات ديمقراطية للكتاب السوريين وفوز أربعة كتاب كرد
- ثورة القراءة
- بين الصورة والصورة المعاكسة : الشرق والغرب مرة أخرى
- إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة
- شخصية- الدسَاس- في الأدب
- أزمة -شخصية البطل-
- صناعة التفاؤل
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف


المزيد.....




- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...
- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - سقوط المثقف