أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حوارية الكتابة والصورة














المزيد.....

حوارية الكتابة والصورة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3727 - 2012 / 5 / 14 - 02:28
المحور: الادب والفن
    


حوارية الكتابة والصورة


تعدُّ الكتابة، منذ أولى انطلاقتها، لدى الإنسان القديم سجلاً للكائن البشري، ومرجعاً لأثره على وجه البسيطة، يضم كنوزالنصوص التي تركها، ولايزال، على امتداد الخطّ البياني للزمن، وهي أصداء جملة علاقاته، مع الطبيعة، وأبناء جنسه، لتكون بين قوسين يدخل في فضائهما،حزنه، وفرحه، وحلمه، ومجمل تفاصيل يومياته، وتغدو هذه الكتابة صدى صادقاً، لكل ذلك، بعيداً عن أي تحويرأو تزوير.

وقد اكتسبت الكتابات الأولى، احترام قارئها، وأصبحت جزءاً من ذاكرة التاريخ، نتيجة تعبيرها عن واقعها، وليصبح التدوين رمزاً للحقيقة، يحتكم إليه الباحث، أنى التبست ترجمة أي حدث عليه. وقد ظلت الكتابة محافظة على صورتها-وهي الصورة أصلاً-عند متلقيها، لاسيما أن صيرورة دورة الوقت، تدأب على محوالحدث، إثرسواه، ليظل الراهن المتحوِّل ماثلاً في لحظة الرؤية، وهويلغي ذاته، لئلا يبقي منه إلا ماهوموثق في قرطاس، بوساطة حبر، ومدون أمين.

وظلت الكتابة الحكم الأصدق، أنى اصطدمت ذاكرة واهية بسواها، أو تهاوت في درك النسيان، كي تنهض ذاكرة الكتابة، رافعة راية حجتها التي لاتدحض، في رداء اليقين الذي لايساوره الشك، من أية جهة، وهوما يجعل الكتابة نفسها حامل النص المقدس، كي يزيد من طهرانيته، ناهيك عن أنها البوابة إلى حديقة الأثرالتي دونهاالأقدمون،آباءاً، وجدوداً، وهم يستخلصون تجاربهم، وحكمهم، ومأثوراتهم، وفنونهم، وآدابهم، وحضاراتهم، لتصير ضالة المرء،المتبوعةأبداً ، كلما اشتعلت روحه بغواية اقتفاء أثر المعرفة، للإحاطة بها، وهي الأكثرسعة من حدود ظفره المنظور.

-هكذا هي الكتابة..!
هكذا ألقها، وجمالها..!
هكذاشأن مضامينها الهائلة..!
هكذا دلالاتها، وأفقها، وعوالمه..!
هكذا فيصل تفاصيلها المفردة على طاولة اللحظة..!

يقول ذلك كله، وسواه، المدون، وهو يقود جيش ذرائعه، ليدكّ معاقل الشك، يواجهه باليقين المرام، إلى أن يجد شريك مدونته الإلكتروني، وهويشيرإلى الصورة، في تفاصيلها الأكثردقة، ونبضها المتماهي بالحياة، وسطوتها الأكثرانتشاراً،رامحاً في اللحظة المعيشة، قائلاً:هي ذي براهيني الأكيدة، لاتساورحبرها الإلكتروني شائبة،أو شائنة، مادامت العدسة تقرأ ما هوممتدأمامها، تنقله،طافحاً برائحة الأصل المستنسخ، كي يكون الحدث ذاته، والواقع ذاته، دون أي شطط، أوبلاغة تحطّ من قيمة الدليل المقدم، في أشكاله، المتواردة.

-أنا الأكثرصدقاً..!

تقولها الكتابة، وهي تشيرإلى خطواتها الجديدة، في فضاء روزنامة المرحلة، ثم تستشهد بإرثها الهائل، منذ أولى ولادة لحروفها الأولى، وحتى أواخرمعطياتهااليومية، مادامت تعدم المسافة بين عالمين، هما الواقع وصورته المكتوبة، وهوتاريخ شاسع، كافي الشفاعة..!

-أنا الأكثرصدقاً...!
تقولها الصورة، وهي تسرد وقائعها الجديدة، منذ أولى صورة، هزمت فلول المفردات، مادامت آلة التصويرمجردة الأهواء، ولم تتعلم لغة الزيف، في مدرسة، ولم تتلوث مساحاتها بالمنفعة العمياء، هذه المنفعة التي هي أم كل أكذوبة، صنعت كل هذا البون الشاسع بين الفعل والقول، وبين الدال والمدلول، في سياق البلاغة المترفة.

تستجمع الكتابة كل حبرها، وإرثها النصي، مدلية ببرهانها الأعظم، في وثبة الحسم المطلق لتؤكد أن الصورة كانت بذرة الكتابة الأولى، وأداتها العاجزة الأولى، قبل أن يقلع عنها الإنسان، صانعاً إبداعه، ومجده ، أن من يزورالكلمة، لقادرأن يزورالصورة، كما أن الصورة، منذ أول باب كهف، عرفها، وحتى آخرلقطة توثق، الآن،لايمكن لها أن تفسردون الكتابة، التي هي خزان الحضارة، وصانعتها العظمى..!

إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قواسم الكردي العظمى:قراءة عاجلة في مدوَّنة باب -جامع قاسمو-
- أدباؤنا الراحلون: كيف نخلد ذكراهم؟؟
- سقوط المثقف
- النص الكامل لمحاكمة الشاعرة والشاعر:دفوعات الصوروإدانات الخي ...
- بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!
- الطفل والسياسة
- ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا
- أكرم كنعو في عليائه هناك..!
- سورياإلى أين؟ -2
- أول انتخابات ديمقراطية للكتاب السوريين وفوز أربعة كتاب كرد
- ثورة القراءة
- بين الصورة والصورة المعاكسة : الشرق والغرب مرة أخرى
- إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة
- شخصية- الدسَاس- في الأدب
- أزمة -شخصية البطل-
- صناعة التفاؤل
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...


المزيد.....




- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - حوارية الكتابة والصورة