أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أسس الحوارالثقافي














المزيد.....

أسس الحوارالثقافي


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 07:26
المحور: الادب والفن
    


بعيداً، عن أي تشابه، بين أجواء كتاب "أعمدة الحكمة السبعة” للورنس العرب، الذي دون فيه مذكراته، ومشاهداته، أثناء أداء مهمته في منطقة الجزيرة العربية، خلال الحرب العالمية الأولى، ورصد فيه التحولات الهائلة التي تمت، آنذاك، والعنوان الذي تندرج تحته، هذه الزاوية، ولا يتجاوز تناصه حدود عنوان الكتاب، دون مضامينه، وإن كان مؤلف الكتاب، قد انطلق - بحسب فهمي - في عنونة كتابه، من “بيت الشعر” أو “الخيمة” التي كان عاش تحتها، آنذاك، وخلبت أنظاره، بل وجذبت اهتمامه، حيث لا يمكن لهذا البيت أن يصمد دون هاتيك الأعمدة .

وإذا كانت الحكمة، هي خلاصة الإنجاز البشري، لها عالمها، وإرثها التراثي الكبير، منذ بداية تفتح الوعي لدى الإنسان، فإن كتاب الحكمة لمفتوحٌ أبداً، ويتم الاشتغال عليه، وتدوينه، ليصبح حاضر الحكمة، جزءاً من ماضيها، عبر دورة أزلية، تكفي لتكون منطلقاً، وركائز، وروافد، ينهل منها الكائن البشري، على مر العصور، بل أن يسهم بدوره أثناء تفاعله في مداها، عبر إضافة ما يريد، سواء أأدرك ذلك، أم لم يدرك، إلى الدرجة التي يمكن اعتبار هفواته، وأخطائه، التي يرتكبها، داخلة في هذا الإطار ذاته، مادام هناك من يستفيد منها، لئلا يكررها .

والحكمة، نفسها، لا يمكن - وفق هذا التصور - إلا أن تتم عبر الحوار اليومي، وبالتناسب مع صيرورة دورة الزمان، حيث التواصل بين الناس هو حوار، وإن قراءة التجربة الإنسانية هي حوار، كما أن أي إبداع في عالم الأدب والفن، والتقانة، لهو حوار، ليغدو الحوار بذلك ديالكتيك الحياة تماماً .

وفي ما إذا صغرنا دائرة الحوار، لتكون خاصة بالفضاء الثقافي، وحده، وهو الأوسع، العصي، في حقيقته، على الحجْر، والتصغير، مادام أنه قرين التفاعل، والتجاور اللحظيين، فإنه يمكن اعتماد الأعمدة اللازمة، لنهوض الحوار الثقافي، وتطوره، كي يكون في مستوى أسئلة اللحظة الكبرى، التي لابد أن يتفاعل معها الواقع الثقافي، في كل مرحلة، وإن كان الخطاب الثقافي الذي يحمل ديمومته، غير موقوت، هو الأكثر أهمية وتأثيراً، وأداء لوظيفته الخاصة، بالتساوق مع سائر دعائم الحضارة .

وإذا كان الحوار، هو الضالة التي يبحث عنها المثقف الفاعل والملتزم، ذو المشروع الحقيقي، والرؤية الواضحة، فإنه لا يمكن أن يتاح إلا بتوافر شروطه وعناصره التي لا بد منها، وهي: الزمان، والمكان، و وضوح الرؤية، والصدق، وتوخي الفائدة والأثر، والتكافؤ بين طرفي الحوار، أو أطرافه، وعدم التحجر والانغلاق على الذات .

إن هذه النقاط في حقيقة الأمر، لتشكل العماد الفقري، في تأسيس أي حوار ثقافي، ناضج، فمثلاً، لا يمكن أن تناقش قضية ما في زمن الحرب، تعود حيثياتها إلى مرحلة السلم من دون الإشارة إلى خلفياتها، كما أن خوض حوار عن قضية ثقافية تتعلق بفضاء جغرافي معين، يجب النظر إليه، ضمن فهمه، وخصوصيته، ناهيك عن الحوار بين أي متحاورين، يجب أن يكونا ممتلكين للأدوات المعرفية، على نحو متقارب، في أقل تصور، كما أن انتفاء الصدق، يجعل من الحوار سفسطة، وترهة، لا طائل منهما البتة، ناهيك عن أن أي حوار، بين رأيين، يريد صاحب أحدهما، إلغاء الآخر، ونسفه، لا توخي الفائدة المتبادلة، فإنما لا يمكن أن يسمى حواراً .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدِّمة الخاطئة:
- تلفزيون2
- رابطة الكتاب والصحفيين الكرد ومنظمة صحفيون بلا صحف الفرنسية ...
- نصف الحقيقة2
- طهرانية الكلمة
- حوارية الكتابة والصورة
- قواسم الكردي العظمى:قراءة عاجلة في مدوَّنة باب -جامع قاسمو-
- أدباؤنا الراحلون: كيف نخلد ذكراهم؟؟
- سقوط المثقف
- النص الكامل لمحاكمة الشاعرة والشاعر:دفوعات الصوروإدانات الخي ...
- بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!
- الطفل والسياسة
- ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا
- أكرم كنعو في عليائه هناك..!
- سورياإلى أين؟ -2
- أول انتخابات ديمقراطية للكتاب السوريين وفوز أربعة كتاب كرد
- ثورة القراءة
- بين الصورة والصورة المعاكسة : الشرق والغرب مرة أخرى
- إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة
- شخصية- الدسَاس- في الأدب


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أسس الحوارالثقافي