أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - نشيجُ الحولة نشيد التحول















المزيد.....

نشيجُ الحولة نشيد التحول


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 00:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



بينما وفد مراقبي مجلس الأمن، ينفذون خطة استمهال النظام السوري، المملاة، لممارسة عنفه الدموي، في أسوأ شكل عنفوي، عرفه التاريخ، راح هذا النظام الدموي البغيض، يلتقط هذه الإشارة الأممية التي تدفع إسرائيل لتنفس الصعداء، بعد أن دخل مايسمى ب" الربيع العربي""غيرالمرغوب صهيونياً، مرحلة الترجمة الفعلية، في أكثرمن بلد من بلدان المنطقة، بما لاتريده هذه الدولة، راسمة سياسات الكواليس الدولية، التي يلتقي فيها أباطرة السياسة العالمية، ومن بينهم بعض أقزام ساسة المنطقة، أحياء، وأمواتاً، ساقطين، أوممن هم رهن السقوط الفعلي، وفقاَ لقانون الحياة، ودورتها المجرَّبة. يقدم نظام الإجرام في دمشق، وفي جمعة"قادمون يادمشق- ويا الله لكم حننت إلى دمشق..!- والتي تعدُّ إحدى أهم تسميات الجمع في عمرالثورة السورية، وأروعها وأعظمها دلالة، ويقيناً، وتفاؤلاً، ليس لعظمة اسم دمشق لدى كل وطني مخلص، فحسب، بل لترجمتها روح القانون المشارإليه، أجل،في هذه الفترة، تحديداً، يقدم هذا النظام على ارتكاب إحدى أعظم المقاصل الموصوفة التي تكفي وحدها، في وجود ضميرلمجلس الأمن، وأرباب سياسات المرحلة، في أدنى درجاته، ليكفوا عن مواصلة دعمهم المعنوي لنظام ساقط، في إطارشحنه بفايروس جنون البشرالرهيب، الذي يعد رموزه المجرمة، سادته، وليكون هؤلاء، بدءاً بمتخاذلي الجامعة العربية، وانتهاء بممارسي الفيتوفي مجلس الأمن، علناً، أوسراً، شركاء في كل نقطة دم سورية، زهقت، أو تزهق، منذ اشتعال الثورة، وحتى آخر قطرة في فيض دماء أبناء وبنات وأمهات الحولة، أوسواها،في حمص وحماة أوغيرهما، لما تزل تنزُّ الآن أثناء كتابة هذه المرثية الدامية.
لا أعتقد البتَّة، أن أية كتابة، من قبل أعظم مبدعي العالم، تستطيع أن ترتقي إلى مستوى، فيضان الدم السوري، الذي اختلط دم مسلمه، بدم مسيحيه،ودم عربيه بدم كرديه،وسائرمكوناته الأخرى،على يد آلة النظام المجرم، لتحيط به، أو تطاله،بعد أن لجأ النظام إلى خيارخراب سوريا، لتكون بلاسوريين، ليكون هذا الخيار مصدَّاً ضدَّ الثورة، وهماً منه في استمراررسوخ مقولة"قائدناإلى الأبد"،- وفي الأبد" الأب"- وأبلهه، وهوشعارالبطانة الفاسدة، الببغاوية، المصفقة، التي تمارس سرقة ونهب اقتصاد سوريا، وتستنزف أرواح ودماء مواطنيها، في مجزرة سابقة على المجازرالتي راح العالم يجدها بأم عدسات إعلامه، أرضاً وأقماره الصناعية جواً، بعد الثورة، وبات يقرّ بها، بل هوشعارإسرائيلي الصنع، كوجه آخر، لشعارغيرمعلن هو"أمان حدودإسرائيل إلى الأبد"..!.

وتعد مجزرة الحولة التي تمَّت بعد حصارالمكان، وعزله عن العالم، من خلال قطع أجهزة تواصله كافة، للإجهازعليه، بدكِّه بالأسلحة الثقيلة التي مهَّدت للسلاح الأبيض ، والرصاص، وما هو موصوف في عرف المحرّم، دولياً، ليستوي في دائرة الحقد الوحشي الطفل، وأمه، وأبوه، وجده، بل ليكون عددالضحايا من الأطفال والنساء الأكبر، في ما أحصاه مراقبومجلس الأمن-ومنهم الجنرال روبرت مود-الذي بات يتهرَّب من الإجابة الفعلية، في لقاء إحدى الفضائيات به، ليبدو أسيراً، بكوفيعنانيته، وأوباميته، على طريقة الدَّابي، المنبَّل عربيَّاً،أو بشيرياً، بل عبارة عن رجل آليِّ "إنترنسينالسم" ، ممغنط من قبل الأجهزة الأمنية السورية، بمعنى وكأن "روبرت مود" هو "موديل الروبوت"، مادام عيياً على تفكيك وتحليل دم، سيال، توخز رائحته أنفه، ويلطم شكله ناظريه، في جريمة بحق الإنسانية جمعاء، جريمة هي أنموذج في سلسلة الجرائم التي يقوم بها بحق أرواح كل الأبرياء الحوليين، الآمنين، الذين لو أن الجيش الإسرائيلي، الأكثرلؤماً، وعدوانية، وقذارة، في العالم، دخل مدينتهم لكان أحسن حالاً من رسل النظام، مترجمي وصفة مجازره، المنجزة، أو تلك التي هي في طريق الإنجاز، ولعل الإسرائيلي-ودون أن ننسى إرثه الدموي- قدم للأطفال والنساء غيرالورد، وهم على أسرَّتهم، يتقاسمون الظمأ والجوع والخوف، وهوعمل بالتأكيد يدفع لصناعة من خطط النظام الدموي لاستيلادهم، كي يقوى عودهم، ويشكلوا أكبرخطرعلى مستقبل سوريا.
أعتقد أن المليارات من الأحرار في العالم، ممَّن صفعت نواظرهم مجزرة العصرالرهيبة التي تمت في الحولة، ستستمرُّالقشعريرة، في أرواحهم، وأجسادهم، أنَّى ذكراسم النظام السوري، أورمزقبحه طاغية العصر، أو أدواته الوحشية، رجال أمن،أو أرباب رجال أمن، وهوما لم يتم، ولايتم إلا في سوريا منتهكة الكرامة، منذ اغتصابها أسدياً، بيد أن ما يوخز الضمير، هوأن كل ما يتم من جرائم، لايستفزُّ وجدان الدول العظمى، المتحكِّمة، التي كان للفعل"ارحل" الذي وجه، من معاجمهم صداه، حتى لدى أحد أوقح وأحطّ مخادع من مغتصبي العروش، في العالم العربي، وأعني به علي عبد الله الصالح، الذي يعدُّ وعلاً، مقارنة بطاغية دمشق، وسفاحها الأرعن.
وتدرؤ النظام المجرم، بالمجازر، والمقاصل، والتفجيرات، يعدّ في عرفه، إحدى الوسائل التي يلوذ بها، لإطالة عمره، بيد أنه لايعلم أن نشيج أية امرأة يذبح وليدها أمام عينيها، قبل أن يصلها الدور، لا يمكن أن يسنح له فرصة استمرارقبضته الحديدية، المدماة، هذه القبضة التي لاتقوى إلا اعتماداً على أقطاب الشرِّ، سواء أكانوا في الشرق الأوسط، أوفي العالم، معطوب الضميرالذي يأخذ لقاء هذا السكوت المشين، ثمنه، جرعات دماء أطفال تجزُّرؤوسهم حراب وسكاكين الأمن والشبيحة المسعورين..!.
إن أعظم ما يفعله، أشراف الثورة في سوريا، أن يعودوا إلى ترجمة المنطلقات الأولى للثورة، هذه المنطلقات التي وحدت الشارع السوري، من أقصاه إلى أقصاه، في الوقت الذي يواصل النظام فيه مجزرة معنوية، لتفريقه، عندما يجهد من خلال زبانيته، من وكلائه، المتسترين، ليجهزعلى أية آصرة أو عرى، بين أبناء سوريا، بل بين أبناء المدينة الواحدة، والحي الواحد، والشارع الواحد، حيث هي جبهة أكبر، من قبل النظام المجرم، يوثق انتصارالنظام، خلالها، ومن خلال دعاة الوطنية، والسائرين على هدي كليشة العلاقات الدولية،والمصالح العامة والخاصة، والكراسي الافتراضية التي يمكن من خلال قراءة فضائح كل من سلم أمره- عاطلين عن السياسة، أو أشباه مثقفين، وزعران- لوهم الأنظمة-كما حدث مع د. جابرعصفورمع احترامي الكبيرلماضيه وثقافته-والذي استوزره حسني مبارك لأيام، فقط، ما يكفي، أن يبتعد كل من يسيل لعابه على رائحة"مآدب دجَّال" على الصعد المختلفة، حيث يعد كل من يسقط في فخ هذه الغواية، خائناً لدماءأطفال الحولة، كما يخون كل قطرة دم سورية، سالت على امتداد الشريط الزمني للثورة، حتى وإن كان يدين القتل، عبرنصف جملة،معسولة، ليخدم نصفها المسموم الآخر،النظام، ولا يحول هذا النصف، دون الاستشهاد به، من قبل آلة القتل، كمثل في الوطنية، وتبارك له بذاك فضائية الدنيا أوأخواتها، حيث راحت الفضائية الدنيا تكذِّب، اليوم، مجزرة الحولة، في محاولة لخلط الأوراق، وتقديم الضحية مجرماً، والمجرم ضحية، من خلال الاستشهاد بنموذجين"متناقضين"-بحسب توجيه المطبخ الأمني- من الشهادات الحية، من المكان المدمَّى، والمدمَّر، مادام أن كلاً من مراسلي الجزيرة، والعربية، قد أبدى بشهادته، بطريقة مختلفة، وهوضحك على اللحى، وضحك على الذات، وضحك على التاريخ، وضحك على الإعلام، وضحك على الجامعة العربية، وضحك على مجلس الأمن، وضحك علة كوفي عنان، ودليل إفلاس معلن، وهزيمة معلنة، مادام جعيرالمذيع المدرَّب في دهاليزالفروع الأمنية، لن يعيد أي طفل من أطفال الحولة، إلى الحياة، بل أن مهمَّته تكمن في الدعم الإعلامي لممارسة الذبح ، والاستمرارفي الإيلاغ في مزيدمن الدم الطاهر، وهوشأن المأجورين، عبرالتاريخ، وإن كان مأجوروالنظام السوري، حققوا ما لم يحققه أي مأجورفي العالم من قبل، من ذلِّ وبيعِ للضمير، ودوسِ على القيم، والنواميس، والأخلاق ...!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة من القلب لوحدة رسل الكلمة الكردية..!
- عبدالرحمن آلوجي: لاترحل الآن ..!
- السِّيرة الذَّاتيَّة: مفتاح لابدَّ منه لولوج عالم المبدع
- أسس الحوارالثقافي
- المقدِّمة الخاطئة:
- تلفزيون2
- رابطة الكتاب والصحفيين الكرد ومنظمة صحفيون بلا صحف الفرنسية ...
- نصف الحقيقة2
- طهرانية الكلمة
- حوارية الكتابة والصورة
- قواسم الكردي العظمى:قراءة عاجلة في مدوَّنة باب -جامع قاسمو-
- أدباؤنا الراحلون: كيف نخلد ذكراهم؟؟
- سقوط المثقف
- النص الكامل لمحاكمة الشاعرة والشاعر:دفوعات الصوروإدانات الخي ...
- بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!
- الطفل والسياسة
- ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا
- أكرم كنعو في عليائه هناك..!
- سورياإلى أين؟ -2
- أول انتخابات ديمقراطية للكتاب السوريين وفوز أربعة كتاب كرد


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إبراهيم اليوسف - نشيجُ الحولة نشيد التحول