أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشاعروقصيدته التالية:














المزيد.....

الشاعروقصيدته التالية:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 09:10
المحور: الادب والفن
    



ثمة سمة بارزة، للعلاقة بين المبدع-أياً كان- والمجال الإبداعي الخاص به، تتجسد في أن الموهبة الإبداعية تدفعه، كلما فرغ من إنجازجديد،تجاوزه، ليعتبره، مجرد محطة على طريقه الطويلة، ويفكربآخرسواه، بل إن هناك رغبة جامحة لديه، و لدى كل مبدع أصيل ، في أن يحقق في إنتاجه القادم، ما لم يتمكن من تحقيقه في إنتاجه الحالي. ولعل الشاعر-كمبدع- تنطبق عليه هذه الحالة نفسها، حيث يروم على الدوام أن تكون قصيدته المقبلة أكثرقيمة إبداعية، ليس من قصيدته الجديدة، فحسب، بل ومن كل ماقدمه ويقدمه...!.

ولقدقال ناظم حكمت، في سياق تفاؤله، بالمستقبل" أجمل قصائدنا تلك التي لم نكتبها بعد؟"، وهي مقولة تتساوق مع رؤيته الواقعية الاشتراكية إلى الحياة، بل تنبع من فطرة أي شاعرمفطوم على روح الإبداع، ذلك لأنه ما من شاعرإلاويجد في قصيدته التالية، ضالته التي يبحث عنها، بيد أنه ما إن وجدها، حتى يتحول عنها إلى سواها، مادامت توقع باسمه، وتحمل رائحته،وتدخل في إطارملكيته الإبداعية، وإن كان تحقيق معادلة إنتاج الجديد الأكثرإبداعاً،في كل مرة، هوشأن الشاعرالحقيق، إلا أنه قد لايتحقق ذلك للشاعر بيسر،لأن هناك من تكون قصائدهم الإبداعية التالية، أقل شأناً من نصوصهم الحالية، أو السابقة، بل ربما تكون عبارة عن تكرارباهت لها، وهومن شأنه الإساءة إلى تجربة هذا الشاعر..!

إن التكرارالمشارإليه، أعلاه- صالح أن يعمم على الأشكال الإبداعية كلها،-لأن النسخة الأولى من أي إبداع- يحول الإنتاج التالي، من قبل المبدع إلى"نسخة فوتوكوبي"لا شأن لها، وهوما يذكرإلى حد بعيد بالمعمل الذي قد يستنسخ عدداً لا نهائياً من لوحة لفنان ما، لغرض تجاري، بحيث أن اللوحات المستنسخة، تكون باهتة، خالية من روح الإبداع، حتى وإن كانت نقلاً حرفياً لأولوانها، وخطوطها، وفضائها، ولعلنا نجد أن لوحات عظماء الفن قد طبعت من بعضها بالمليارات من النسخ الفوتوكبية، غير أنهالاترتقي إلى مستوى الفن والإبداع، بأية صلة تذكر..!.

وإذا كنا قد تناولنا، مسألة ضرورة عدم وقوع المبدع في إشكال تكرارالذات إبداعياً، فإن هذا النوع من التكرارهوجزء يسيرمن التكرارات الهائلة التي لا تعد ولاتحصر في عوالم الإبداع، لأن هناك التكرارالناجم عن الوقوع تحت سطوة المبدعين المعاصرين،أو القدامى، حيث أن كلاً منهم قد يمارس غواية تأثيره، وفق ثنائية"تأثيرالسابق على اللاحق"لا العكس، وهي بدورها تعد مرتبطة بقاعدة"العامل الزماني".

ولابد أن تتوافرالملكة النقدية، في حدودها الذاتية، في أقل تقدير، عند المبدع، حتى يتمكن من تناول ما يكتبه نقدياً، ليجيب عن أسئلة ضرورية في هذا المجال، من قبيل: ماالجديد في ما أقدمه في نتاجي الحالي؟، وهل تجاوزت من خلاله الإطارالعام لتجربتي الإبداعية؟، وهل استطعت التخلص من سلطة الإبداع السابق على ما أقدم، وما السبيل إلى كتابة النص الإبداعي الفعلي؟، إلى جانب أسئلة أخرى،لابد من أن يطرحها، تتعلق بالبنية الإبداعية في هذا الجديد، دلالياً وجمالياً وشكلياً، قبل أن يطمئن إلى نصه الجديربحمل اسمه..!

وعلى ضوء ما سبق، فإن أي شاعر، يستطيع تجاوز-بنجاح-هذا الاختبارالأولي الذي يجريه لنفسه،من خلال إيجابية إجاباته، في أن يكون إنتاجه:جديداً،غيرمكررللذات، والآخر، فإن ذلك ليثري التجربة الإبداعية لديه، كما أنه يثري المشهد الإبداعي عامة، وما أحوجنا-حقاً-إلى ذلك المبدع الأصيل الذي يحقق أطراف هذه المعادلة كاملة،في الوقت الذي بتنا نجد فيه،من"يعيد البضاعة"السابقة عليه، بلغة النقد الأدبي القديم..!.

من هنا، فإنه وفي أي تدقيق، في سبب ولع الشاعربقصيدته التي لما تكتب بعد،و وتوقه إليها، ومحاولاته الحثيثة لكتابتها، فإننا لنجد مرد ذلك هوارتباط الإبداع ب"دورة الزمان"، حيث التوق الأزلي إلى التجدد، وفق شرطه الإبداعي، لأنه لابد من تبيان أنه ليس كل جديد إبداعي، و إنه ليس كل قديم غيرإبداعي،بل غيرجديد، فما أكثرهؤلاء الشعراء والمبدعين الذين عاشوا قبل آلاف السنين!، بيد أنهم أكثرجدة وتجديداً ممن هم الآن معاصرون، ولعل سبب ذلك جد واضح، ويكمن في أن الإمساك بناصية الإبداع يمكن للمبدع ملازمته للحظة الزمانية الجديدة، وكأن الإبداع الحقيقي، بمثابة"جواز سفر"لصاحبه، كي تحضرإبداعاته،باستمرار، ويكون مواطناً في مملكة الإبداع الأزلية.
وأخيراً، فإننا لونظرنا إلى عظماء شعراء العالم، ممن لانزال نستظهرقصائدهم، ونحن نبصرها وكأنها تحمل رائحة مشيمة ولادتهاللتو،فلأن هؤلاء استطاعواأن يحتلوا مقاعدهم في الصفوف الإبداعية الأولى، لأنهم أجابوا عن سلسلة أسئلة الإبداع، بكل ما يستلزم ذلك من جهد، وتعب، ومسؤولية، وحرص، فصاروا-على هذا النحو-قمماً وعناوين إبداعية متجددة..!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزلة المثقف الكبرى
- المثقف الكردي: مهمَّات عاجلة..!
- الأديب والرحلات:أدب يكاد ينقرض في زمان سهولة وسرعة وسائل الا ...
- اتحاد تنسيقيات شباب الكرد يشعل شمعته الثانية1
- ثنائية الثقافة ووسائل الإعلام الحديثة
- أميربوطان في القصرالجمهوري
- الشاعرروائياً
- حرب التماسيح على الدم الفصيح
- في ردم الهوة بين النقد الأدبي والنص
- صناعة الماضي
- موَّال ديري*
- حقيبة الحكومة الأخيرة
- البريد الإلكتروني
- البريد الإلكتروني2
- مابعد الأدب؟.
- ثقافة البيئة.. ثقافة الحياة..!
- آزادي- أولى جرائد الثورة السورية تشعل شمعتها الثانية*1
- القصيدةوالكتابة الثانية
- سرديات مفتوحة على التحول:ثورات الربيع العربي تفرزأدبها الجدي ...
- بين القلم والكيبورد


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشاعروقصيدته التالية: