أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية















المزيد.....

إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنَّ أيَّ حديث عن الثورة السورية، يجب أن يضع في الحسبان بأن هذه الثورة شاملة، فهي ليست لمجرد مواجهة طاغية دموي، فحسب، لأننا في هذا المقام نكون أمام ثورات عديدة، مادام إعلام الثورة-في الحقيقة-ثورة في الإعلام، أوبشيء من الدقة، إنه يتموقع، جنباً إلى جنب، مع مواجهة شبابنا السوري لآلة الطغيان، في ساحات التحرير، منذبدايتها، وإذا علمنا أن ثورات الربيع العربي في كل من تونس ومصروليبيا واليمن، كانت تعتمد-في الأغلب-على الإعلام العربي والأجنبي، وإن كان هناك تواجد بدائي لما يمكن تسميته ب"المواطن الإعلامي" إلا أن شخصية هذا المواطن الإعلامي لم تتضح إلا في الثورة السورية- بالرغم من المقدمات الشجاعة لأصحاب المواقع الإلكترونية في الداخل- حيث استشهد حتى الآن العشرات من هؤلاء الشباب الإعلاميين الذين كانوا ضميرالثورة، وصوتها المدوِّي، في أربع جهات العالم، بل إذا وضعنا في الحسبان أن غياب الإعلام العربي والأجنبي في الثورة السورية، كان بسبب العنف غيرالمسبوق-عالمياً-تجاه المواطن، والإعلام، في آن واحد، فإن صورة الأوضاع المأساوية لواقع إعلاميي الثورة ستبدوجلية، فالمنشدتقتلع حنجرته، والمصورتقتلع عينه، وهلمجراً،وبالرغم من كل هذا، فإن أعداد الفيديوهات والصورالتي التقطت من قبل شباب الثورة قد بلغت الملايين، وكلُّها مرجع عالمي ليوميات الثورة، وواقعها، وهي بجهود هؤلاء الأبطال الإعلاميين الأكثرشجاعة، ويكاديبزُّهم في ذلك، أو يوازيهم، بسالة، هؤلاء الإعلاميون السوريون، والعرب، والأجانب، الذين وجدوا بعد عام ونصف من الثورة، وبفضل وجود-المناطق الآمنة- إمكاناً للتغلغل إلى الداخل، والوقوف على حقيقة مايجري، واستشهد كوكبة منهم أيضاً.
وبالرغم من أن إعلام الثورة السورية، أوجد مدرسة في الثورة الإعلامية، إلا أننا-وللأسف-لما نزل نجد أخطاء كثيرة، ترتكب، ليس من قبل هؤلاء الشباب الإعلاميين الذين أبدوا براعة، ومهارة، وتفوقاً في أداء مهمتهم، دونما سابق خبرة، وتجربة،في بلد يعدّ فيه حمل المرء لعدسة التصويرتهمة كبرى، بل إن صورذاكرة "الموبايل" طالما أسالت لعاب رجال الأمن، وجعلتهم يعتقلون حامليها، لتفتيشها، وقراءة ما فيها من رسائل وأدلة أسماء، وغيرذلك، ولكم من تم توقيفهم بناء على مثل هذا الأمر، وإنما كان يتم ذلك من قبل من باتت توكل إليهم مهمات إعلامية، هنا وهناك، ليلحقوا أضراراً كبيرة بالثورة..!
أرواح أزهقت مجاناً:
يأتي بعض ما أعدته إحدى الإعلاميات، في فيلم مصور، حول كيفية دخول دمشق ، بالرغم من آلة الحصار، مثالاً على ذلك النوع من الإعلام الذي يفيد الثورة من جهة، ليضرها من جهة أخرى، وإن كانت هذه الإعلامية تفعل ذلك، انطلاقاً من نوايا طيبة، تجاه الثورة، والثوار، وكادت تدفع بحياتها ثمن ذلك، إلا أن من شأن مثل هذا العمل أن يعين النظام في معرفة نقاط ضعفه، من جهة، والآليات التي يعتمدها الثوارفي نضالهم، من جهة أخرى، ولعل النظام كان بحاجة إلى وقت وجهد كبيرين، حتى يكتشف كيف استطاع هؤلاء الشباب خلق هذه المعجزة العظمى، وإن كان ما أشيرإليه، مجرد جزء من سفر مكرس في مدح الثورة والثوار.
وغيربعيد عن مثل هذا المثال، تأتي كيفية تهريب السيد رياض حجاب، رئيس مجلس الوزراء المنشق، في شريط فيديو كامل، بوساطة" الجيش الحر" بدءاً من مدينة درعا ومروراً ببلدة نصيب وانتهاء بالأراضي الأردنية، وهوما لا داع له، الآن، البتَّة، وكان من الممكن تأجيل عرض هذا الشريط، إلى مابعد انتصارالثورة، لأنه يضرعلى المديين القريب والبعيد، ولايفيد البتة، وكان من الضروري إحاطة هذا الحدث بالغموض، وبإعطائه الهالة التي يستحق، وعدم تسريب حقيقة طريقة تهريب الرجل، بل إن التسريبات التي سبقت تهريبه إلى الأراضي الأردنية، أخرت وصوله ومن معه، بل وعرضت حياتهم-جميعاً –للخطر، وجعلت ممرات الجيش الحر، تلك، مكشوفة، أمام أجهزة النظام التي تلجأ إلى الطائرات لقصف أي عمل نوعي، كهذا الحدث المفصلي المهم.
وتأتي عملية الإعلان، عن اختطاف إعلاميي الإخبارية السورية-بالرغم من أن الأمرنفسه يضرُّبالثورة - والإشارة إلى أنهم موجودون في منطقة التل، من ضمن الأسباب التي سرَّعت من قيام الجيش الدموي المجرم بقصف تلك المدينة، وهدردماء مئة شهيد، ناهيك عن فشل خطتهم تلك، وإضعاف موقفهم.
صناعة المصداقية:
تميزإعلام الثورة، بأنه الأصدق،لأنه يجسد ضميرالثورة السورية، لاسيما وأن صانعيه من شباب الثورة أنفسهم، وهوما جعل الثورة الإعلامية ناجحة قبل كل شيء، إذ سرعان ما شكل هؤلاء الإعلاميون أخلاقيات إعلامهم، كصدى لأخلاقيات الثورة نفسها، وباتت مفردة"المصداقية"، تشكل نواة عملهم الإعلامي، وتسمه، وتميزه، ماجعل هؤلاء، وبأدواتهم البسيطة التي بدأوها-الهواتف النقالة وشبكة التواصل الاجتماعي-يهزمون ترسانة الإعلام السوري، هذا الإعلام الذي تخصص له المليارات المدفوعة من خزينة الشعب، والذي تدرب صبيانه وصباياه، في مدرسة"التزويروالنفاق"، لذلك فإن ظهورأحدهم، من خارج ميدان الثورة، والإعلان عن أمرانشقاق ما"كما انشقاق فاروق الشرع" المزمع أو المزعوم، أو"فكِّ الحصارعن حمص"، مع أن الأول ظهرفي الإعلام السوري الرسمي، وهويستقبل وفداًإيرانياً، كما أن حمص لما تزل منهكة تحت الحصار والقصف اللعينين، ليعدّ من أخطاء لها تأثيرها على مصداقية إعلام الثورة، ولابدَّ من عدم إفساح المجال أمام هؤلاء للإدلاء بتصريحات غيرمسؤولة، من خلال اعتماد ناطق إعلامي مجرّب للجيش الحرّ، من جهة، ولتنسيقيات الثورة من جهة أخرى، كما أن ماطالبنا به-عبرإعلام المجلس الوطني-وهوتخصيص شخصية محددة، لتبثَّ وقائع الثورة، يومياً،أو أسبوعياً، هوأمرجد مهم، حتى يتم تلقي المعلومة من مصدريتمتع بالمصداقية.
خطاب الفرقة:
تبدو الآن خطورة تلك المنابرالفضائية التي راحت تجيرالثورة ضد الطاغية، وبطانته، بعيداً عن هدفها الحقيق، إذ إن الحديث في مجال تطييف الثورة، وإسباغ صبغة طائفية على النظام الدموي، وأخرى على الثورة-للأسف- إنما يخدم الركيزة الكاذبة التي راح النظام يعزف عليها، عندما أشارت لسان حاله بثينة شعبان، في بداية الثورة عن ذلك، في ظلِّ الحديث عن السلفيين، والجماعات المسلحة، وهوما سيعطي نتائج جد سلبية،لاسيما عندما نجد أن هناك ممارسات شاذَّة تتم، هنا وهناك، بغرض الإساءة إلى أخلاقيات الثورة، وهوما يجب الانتباه إليه، ويمكن وضع حد له، لئلا يستغل النظام الدموي تلك النقاط التي لاعلاقة للثورة، وصناعها الحقيقيين، بها،مايعطي ذريعة حتى لشركاء هذا النظام في الدم السوري، في المحافل الدولية، للإساءة للثورة، بل لخلق الطمأنينة لدى مواطننا، حول حقيقة أن نهاية عمرالنظام لتعني نهاية عمرالطغيان والاستبداد.
حقيقة، إن كل ثانية تمرمن عمرالثورة السورية، لها أهميتها الكبيرة، وهي تشهد تطوراً هائلاً" لأنه عبرثانية واحدة يضغط الطيارعلى زرإطلاق الصواريخ"، ولابدّ من الأهمية لعامل الزمان، لاسيما وأن النظام لم يعد يرهق نفسه بمسألة اعتقالات شباب الثورة، وإنما بات يجري إعدامات ميدانية في ساحات المدن الثائرة، كما في حمص وحماة ودرعا وديرالزور والرستن والحراك وريفي إدلب ودمشق ..إلخ..، مادام أن النظام بات يلجأ إلى قذف البراميل ذات ال500كغ، وهوما يجعل من مهمة إعلامنا جد كبيرة، لفضح كل ذلك، وحمل وقائع انتهاكات الأعراض-اغتصاب رجل أمام زوجته وأولاده-وغيرذلك من أمات بشائع القصص الفظيعة التي يرتكبها نظام لا أخلاق ولاضميرله، بات يدمِّرممتلكات سوريا من مزارع وبيوت ومصانع ومتاجر،لاجئاً إلى استخدام"المناشير الكهربائية" والحراب في نحرمن يقع بين أي جنده وشبيحته...!
*ستوكهولم



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعدالأسطورة:
- الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة
- إعادة تشكيل العقل
- الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة
- أطوارالرئيس الزائف
- ثلاثة انشقاقات:
- -الطاغية يتوضأبالدم..!-
- عيد ناقص
- إعزازيات.....!?
- الكرد والثورة: مالهم وماعليهم
- صدمة الثورة وسقوط المثقف
- لطفل كاتباً
- مالايقوله الإعلام السوري؟!:
- رسالة بالبريد العاجل إلى رفيق شيوعي قديم..!
- حلب ترحب بكم.*.!
- كيف أكتب قصيدة؟
- -قصائدحلب-
- الافتراء على الكردوالتاريخ..!
- حوارمع حفنة من تراب قامشلي:
- النظام السوري الآن كالأفعى الجر يحة..!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية