أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - موت الكاتب














المزيد.....

موت الكاتب


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 11:42
المحور: الادب والفن
    



إلى كاتبي ديرالزورالشهيدين محمد رشيد رويلي وإبراهيم الخريط
يتفاجأ المرء، في زحمة ثنائية الحياة والموت، وفي ظل تحول العالم إلى مجرد بيت واحد، بمداهمة أنباء رحيل الأحبة له - أينما كان- واحداً تلو الآخر، وطبيعي أن لصدى الغياب الأخير لأمثال هؤلاء، تأثيره الكبير على المرء، لأن ألم الفجيعة بالإنسان، ليعد في طليعة الآلام الكبرى، التي من شأنها أن تلتف، كأنشوطة حول روحه، وعنقه، لا سيما عندما يكون هؤلاء من عداد المقربين منه، وبينهم سبل المودة، أو حتى إن كانوا ممن لهم دورهم الحياتي، خلال تكريس سني أعمارهم، في خدمة الآخرين، وهم الناس الغيريون بامتياز .

وإذا كان سؤال الموت مريراً، على هذا النحو، فإن مثل هذا السؤال يكون أكثر مرارة، عندما يكون الراحل، كاتباً، تجسر كلمته بينه ومن حوله، تعنى بهم، تكرس نفسها في خدمتهم، ولعل في مثل هذا مايرتب على الكاتب-في العادة- ضريبة قصوى، باهظة، وهي أن الانصراف إلى مثل هذه الشؤون، لا يأتي بسهولة تامة، وإنما يكون ثمنها، على حساب راحته، وحياته، بل وقد تتعدى ذلك، لتترتب على حساب أسرته، ومن حوله، من ذويه .

وبدهي، أن العالم مبني، على هذه الثنائية التي لابد منها، على اعتبارها سنة الحياة، فكما أن هذه الحياة-كما قال ذلك ناظم حكمت ذات يوم-جديرة بأن تعاش، فإن ضريبة الموت تأتي موازية لدهشة الحياة، تتشابك معها، وتتواشج، فلم تتخل عنها البتة، منذ بداية الخليقة وحتى هذه اللحظة، حيث بات من سنن هذه الحياة، أن لا مفر من الموت، ولعلّ هناك أصنافاً من الناس، استطاعوا أن يخففوا من وطأة سؤال الموت على أنفسهم، ومحبيهم، وذلك من خلال ترك آثارهم وراءهم، ويأتي من عداد هؤلاء الحكماء، والمبدعون، والأبطال، هؤلاء الذين تجعلهم آثارهم الطيبة التي يخلفونها، لشعوبهم، أن يعيشوا في ذاكراتهم، وأن يواجهوا غيابهم بالحضور، ولعل الكتاب، يعدون، وبجدارة، من صلب هذا الصنف الاستثنائي من العالم، لاسيما في ما إذا كانت أعمالهم الإبداعية، مكرسة لخدمة شعوبهم، وأوطانهم، على اعتبار أن من يخدم شعبه ووطنه، فإنه ليحقق حضوره الكوني، لأن لا كونية لأي مبدع، إلا عبر بوابة محليته، إلى الدرجة التي يمكن فيها التأكيد، أن النجاح في هذه المحلية، إنما هو نجاح في العالمية، وهو موضوع آخر، يستحق الوقوف عنده، على نحو خاص حقاً .

ولعل الكاتب الذي يحقق إبداعه الحضورَ لدى متلقيه، ويلامس أسئلته الحياتية والجمالية، فإنه ليستطيع أن يؤسس حالة فريدة مع متلقيه، إلى الدرجة التي يعتبره المتلقي، أنه من أسرته الخاصة، بمعنى أن أسرة الكاتب تتوسع، وتكاد تشمل كلّ من حوله، في ما إذا كان صاحب رؤية سليمة، ناضجة، متكاملة، محورها خدمة الآخرين، وهو ما يجعل من رحيل مثل هذا الكاتب شأناً عاماً، إلى تلك الدرجة التي يحس ملايين قرائه، في أقل تقدير، أن غيابه شأن شخصي لكل منهم، كما هو شأن عام، بل إن أغلب هؤلاء الذين لا يعرفونه، ليشعرون في أعماقهم أن حيواتهم صارت ناقصة من دون هذا الكاتب، وإن كانوا أخيراً ليعزون أنفسهم، بإدراكهم أن ما تركه لهم هذا الكاتب، من أدب خالد، إنما يخفف من وطأة آلامهم، من جهة، وأنه يجعله دائم الحضور بينهم، من خلال رؤاه، وروحه، وفكره، وانحيازه للجمال والحياة .

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة إلى الكتاب السوريين- حول الموقف من إبادة الجماعات المس ...
- مع عدم الموافقة-بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلبي
- مع عدم الموافقة: بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلب ...
- أناعابد خليل
- قابيل كردياً:
- الكاتب المتعدّد
- مستويات لغة النص
- ضراوة الواقع وضميرالكاتب..!
- المثقف واستعادة الدورالطليعي
- معايدات
- اسمي محمد رفيق..!
- ثورة نبيلة وعظمى وأسرة عربية و دولية متآمرة..!
- الشاعرفي أحزانه العالية
- الشاعروقصيدته:أيهما يكتب الآخر..!
- اللغة في النص الفيسبوكي:
- الكتابة الاستذكارية
- سنة كاملة على غياب مشعل التمو*
- رؤية المبدع
- أسئلة التجنيس الأدبي فضاء الولادة الجديدة
- كاسرات الصمت


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - موت الكاتب