أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - طلحت حمدي في غيابته الأخيرة














المزيد.....

طلحت حمدي في غيابته الأخيرة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3935 - 2012 / 12 / 8 - 01:33
المحور: الادب والفن
    


طلحت حمدي في غيابته الأخيرة

جاء غياب الفنان السوري الكبيرطلحت حمدي"1938-2012"، الذي توقف قلبه عن النبض في العاصمة الأردنية،عمان، في يوم الثلاثاء الماضي، إثرتعرُّضه لنوبة قلبية حادة، بحسب وسائل الإعلام، بعد حوالي أربعة وسبعين عاماً من عمرحافل بالعطاء الفني، والتجربة والموقف. والفنان الكبيرحمدي، من عائلة كردية دمشقية وطنية عريقة، كرس حياته، منذ مطلع شبابه في خدمة رسالة المسرح، كي ينتقل بعد ذلك إلى الدراما التي ستأخذ بلبه، لاسيما بعد أن يغدونجماً فنياً لامعاً.
وقد شهد العام الحالي الذي يجرّأذياله، بتململ، رحيل أربعة فنانين سوريين كبار، من بينهم الفنان حمدي وخالد تاجا ومحمد الشيخ نجيب وصبحي الرفاعي، كي تفقد الدراما السورية بذلك أربعة أعمدة فنية لها حضورها المحلي والعربي، بل والعالمي، وهوما انعكس على الدراما السورية التي اضطرت للتوقف، نتيجة ماتشهده البلاد من ظروف أليمة، من أقصاها إلى أقصاها، كي تضاف هذه الخسارة الكبرى إلى جملة الخسارات الكبرى التي يشهدها المكان، وكان الفنان" أبوهيفي" قد اضطر، إثرذلك، مكرهاً، لمغادرة مدينته دمشق التي لم يرض باستبدالها، بأي مكان آخرفي العالم.
وعلى امتداد بضعة عقود، من الولع الاستثنائي بعالم خشبة المسرح، قدم حمدي حوالي ستين عملاً مسرحياً وتلفزيونياً وسينمائياً، في أقل تقدير، ومن بينها أمَّات الأعمال الفنية الكبيرة التي تركت أثرها الكبير، في نفوس متابعي الدراما السورية التي تصدرت المشهد الفني خلال السنوات الماضية، بامتياز، مثل: دائرة النار-أنشودة المطر- حمام القيشاني- نمرالعدوان-حارة الجوري-تل اللوز-طرابيش-المستجير-ساري-السنوات العجاف-المكافأة- شاري الهم-حسيبة"فيلم سينمائي-صراع على الرمال- الشام العدية..وغيرها..، حيث عمل في ميدان التمثيل، والإخراج، إلى جانب الإنتاج، ويعدُّ بجدارة أحدآباء المسرح السوري، في نظرالكثيرين من فناني الأجيال اللاحقة، حيث احتضن مواهب أجيال فنية متتالية، ورعاها بروحه الأصيلة، ونبله، وسموأخلاقه.
تميزالفنان الكبيرحمدي، بوفائه لعالمه المسرحي، ومكانه، وأهله، وللقيم العالية التي يحملها، وكثيراً ماتعرض بسببها، للمضايقات، فقد كان لسان حال البسطاء والمظلومين، ولعلَّ حادثة تناوله لبعض قضايا المعلمين في أحدأعماله، عرضته للملاحقة والمساءلة، بل أنه هومن قال ذات مرة لأحد وزراء الإعلام في بلده"إن أجري اليومي هوأربعون ليرة سورية وهوأقل من أجر"الدابة"التي تم استئجارهالخدمة عملنا الدرامي"،"وراح يسمي الدابة نفسها..، ولعلّ تركه ل"المسرح القومي"في بلده، كان نتيجة مثل هذه المواقف، لاسيما وأنه كان يتعرَّض نتيجة التزامه بالعمل المؤسسي للضغوطات من قبل المعنيين.
لقد صرَّح حمدي كاكا الأيوبي في أحد الحوارات الأخيرة التي أجريت معه، منذ سنوات قليلة، أنه لن يتردد في المشاركة، في أيِّ عمل فني،"يحفظ له ماء وجهه"،ولايقلل من منزلته، واسمه، وحضوره الفني الكبير،لاسيما في ظل هيمنة التجاهل الذي تعرض له، نتيجة الفساد، قارعاً الأجراس بذلك، ليس من أجل حالته الشخصية، فحسب، بل من أجل ضرورة الانتباه إلى أحوال أعداد كبيرة من أمثاله الفنانين العاملين، من ذوي البصمات الواضحة في الفنِّ، وهم تحت وطأة المعاناة، والتهميش، بعد أن سيطرت مؤسسات إنتاج قليلة، على الساحة الفنية، وكانت مؤسسته التي أطلقها، إحدى ضحايا المعادلة المختلة في مجال الإنتاج.
والفنان"الآغا" كما يطلق عليه التسمية أصدقاؤه المقرَّبون إلى دائرته، تحبباً، لم تنطفىء جذوة الولع بالفن في خافقه وروحه، كما أن هذا الخافق والروح، الأصيلين، ظلا يشتعلان، بحبّ الحياة، التي هام بها، وكان دائم الحلم بأن يقدم أعمالاً فنية في مستوى طموحه، ولعل آخرمثل تلك الأحلام، تجسدفي سعيه على تقديم عمل فني، يكون في مستوى يوسف العظمة، بطل معركة ميسلون الذي يستظهرالسوريون اسمه، كأحدالرموز العالية التي أسهمت في طردالمحتل، وإطلاق مركبة بلدهم في يم التحرر.
وحقيقة، إن الفنان حمدي، ينتمي إلى جيل هؤلاء البناة الكبارالذين قبضوا على الجمر، ووجدوافي الفن وسيلة، كي يقدموا من خلاله خطابهم، لأنهم رأوا أن الفن الحقيق هومن يخدم الوطن والإنسان،لذلك فهوليعتبرمدرسة أصيلة في الفن والثقافة، ولايمكن للفراغ الذي يتركه غيابه، أن يملأ قط..!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة التنمية الثقافية في ظلِّ ثورة الاتصالات والتكنولوجيا
- آرشف أوسكان يعيدالنص إلى لغته
- موت الكاتب
- أسئلة إلى الكتاب السوريين- حول الموقف من إبادة الجماعات المس ...
- مع عدم الموافقة-بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلبي
- مع عدم الموافقة: بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلب ...
- أناعابد خليل
- قابيل كردياً:
- الكاتب المتعدّد
- مستويات لغة النص
- ضراوة الواقع وضميرالكاتب..!
- المثقف واستعادة الدورالطليعي
- معايدات
- اسمي محمد رفيق..!
- ثورة نبيلة وعظمى وأسرة عربية و دولية متآمرة..!
- الشاعرفي أحزانه العالية
- الشاعروقصيدته:أيهما يكتب الآخر..!
- اللغة في النص الفيسبوكي:
- الكتابة الاستذكارية
- سنة كاملة على غياب مشعل التمو*


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - طلحت حمدي في غيابته الأخيرة