أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ذاكرة الطفولة














المزيد.....

ذاكرة الطفولة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 01:49
المحور: الادب والفن
    


ذاكرة الطفولة


يظلُّ للذاكرة الطفلية لدى الإنسان أهميتها الكبرى في حياته، كما إن التجارب التي مرّبها، وشهدها، وعاشها، وعاناها خلال هذه الفترة-تحديداً-تعدّ خزاناً مهماً من المادة الخام، والمرئيات، والأحداث، والمعلومات، والرصيد المعرفي، بل والثقافة العامة، بالنسبة إليه، ليكون لها تأثيرهاالأكبرعليه، طوال حياته. إذإن لصدمة الصورة الأولى في الذاكرة، سطوتهاالدائمة على سلوكياته، يكاد لا يتخلص منها البتة، حتى وإن استطاع بحكم المثاقفة والتجربة اللاحقة أن يتوصل إلى رؤى، وقناعات لاحقة، تدحض تلك الإشارات التي تصدرها مكنونات الذاكرة،بلا انقطاع، بل إن أي تناقض بين الأرومة المعرفية الأولى التي تحيل إليها تلك المشاهدات وماهوراهن معرفياً ودلالياً،لدى أية شخصية، يدفع إلى خلق خلل ذهني وسلوكي لديها، قد يستمرتأثيره طوال حياتها
.
وبدهي، على ضوء ماسبق، أن للبيئة الاجتماعية الحاضنة دورها الخاص، في هذا التأثير، لأن مثل هذه البيئة قدتكون عامل تأثيرإيجابي، أوسلبي، على الطفل، من خلال ذخيرته الخاصة من التفاعل مع محيطيه الخاص والعام، لأننا لسنا أمام مجرد بيئة واحدة، بل هناك-في الحقيقة-بيئات مختلفة، يستطيع بعضها أن يكون الفضاء الناجح في التربية الذهنية والثقافية للطفل منذأن يفتح كلتا عينيه على الحياة، بل إن بعضها يثبط قدراته، ولايفلح في استيعابها، بل يكبح طاقاته، ويعيق تطوره النموذجي، ويدفعه لأن يشذّعن اتخاذالمسلك الطبيعي السوي، إلى الدرجة التي راح بعض المختصين يعيد جزءاً كبيراً من العلل والأمراض البيولوجية،عندالإنسان، إلى هذه المرحلة، لماللعامل السيكولوجي، من علاقة وثيقة بالعامل البيولوجي، ولهذا فإن التربية السلوكية السليمة للطفل، تضعنا أمام نتائج سليمة، وطفل سويّ، معافى، بيدأن أي خلل في هذا المجال يجعلنا أمام شخصية معوقة، سقيمة، سلبية.
وإذا كان لهذه الذاكرة مثل هذا التأثيرالعجائبي،على كل إنسان، بشكل عام، فلا يكاد أن يتخلص منه أحدالبتة، فإن دراسات علم النفس، عندما تتوجه إلى تحليل أية شخصية، في مختبرهاالخاص، فهي تحاول الغوص في أعماق تجربة الطفولة بالنسبة إلى هذه الشخصية، لتعودإلى جملة الأحداث الأكثربروزاً في حياتها، لتربط بين واقعها، وسلوكياتها، وأفعالها، وهاتيك الأحداث، التي تظل دائمة الهيمنة، وعلى نحولاشعوري عليها، كي تتوصل إلى النتائج اللازمة في مجال التحليل النفسي. ولعل دراسات علم النفس، غدت الآن قادرة على استقراء سيكولوجياأي مبدع، من خلال تحليل ماتركه من أثرأدبي وفني، مهما طال الخط الزماني بين لحظتي ترك الأثرواستقرائه...!

ويجد المبدع، فناناً كان، أم شاعراً أم كاتباً، في مثل هذه الذاكرة الطفلية، عالماً خصباً، لاغنى له عنه، في لوحته،أوقصيدته، أونصه السردي، لاسيما وأن في ثنياتها المادة الأولى التي يمكن استثمارهاعلى أروع شكل فني، في ما إذا أحسن تناولها، وتوافرت لديه إمكانات التقاطها، وتوظيفها الجمالي والدِّلالي، حيث ثمة نوستالجيادائمة لدى المبدع، للعودة إلى مرابع طفولته، ونبش أعماقها، واستلهامها، لاسيما وأن لإرث هذه الذاكرة قوة جذب عظيمة، وخلّاقة، بالنسبة إلى المبدع، وهوقادرأن يحافظ على ألقها في إبداعه، كي تكون عامل جذب بالنسبة إلى المتلقي نفسه.


[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهير البوش ولقاء لم يتم1
- شخوص غيرعابرين
- عالم الكاتب
- ثلاثة بوستات-2
- التراث الشعبي: ديمومة الحماية والتدوين
- التراث الشعبي:روح الحضارة وخزان الثقافة
- ثلاثة-بوستات- إلى-سوريا-
- طلحت حمدي في غيابته الأخيرة
- أسئلة التنمية الثقافية في ظلِّ ثورة الاتصالات والتكنولوجيا
- آرشف أوسكان يعيدالنص إلى لغته
- موت الكاتب
- أسئلة إلى الكتاب السوريين- حول الموقف من إبادة الجماعات المس ...
- مع عدم الموافقة-بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلبي
- مع عدم الموافقة: بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلب ...
- أناعابد خليل
- قابيل كردياً:
- الكاتب المتعدّد
- مستويات لغة النص
- ضراوة الواقع وضميرالكاتب..!
- المثقف واستعادة الدورالطليعي


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ذاكرة الطفولة